شارك المقال
  • تم النسخ

“حرب الخبز”.. تجار مغاربة يُغرقون مدينة مليلية المحتلة بالخبز والسلع مسبّبين خسائر فادحة للتجار المحليين

مرّ عامان على إعادة فتح الحدود البرية بين المغرب وإسبانيا على مستوى مدينتي مليلية وسبتة المحتلتين بعد 795 يومًا من الإغلاق بسبب جائحة كورونا والأزمة السياسية بين البلدين.

وفي هذا الصدد، كشفت وسائل إعلام إيبيرية، أنه ومع ذلك، فإنّ التطبيق غير المتكافئ لنظام المسافرين يُلحق ضررًا جسيمًا بالتجار في كلتا المدينتين، ممّا أدّى إلى تفجّر ما يُعرف بـ “حرب الخبز” في مدينة مليلية المحتلة.

منافسة غير عادلة

ويُحمّل إنريكي ألكوبا، رئيس الاتحاد العام لأصحاب العمل في مليلة (CEME-CEOE)، الحكومة الإسبانية مسؤولية هذه المنافسة غير العادلة، مُشيرًا إلى أنّها لم تُستخدم “الأدوات الكافية” لمعالجة الوضع.

ويُقترح ألكوبا بعض الحلول، مثل: المفاوضات مع المغرب من اجل مناقشة إمكانية إغلاق بعض طرق التصدير المغربية إلى شبه الجزيرة الإسبانية، مثل المرور عبر الموانئ في ألميريا أو مالقة.

كما اقترح المصدر ذاته، حسب ما نقلته صحيفة “elfarodemelilla” الإسبانية في تقرير لها، اللجوء إلى إجراءات ضغط أخرى من خلال الاتحاد الأوروبي.

مراقبة الحدود

ووفقا للمتحدث ذاته، فإنه يُمكن ملاحظة المشكلة بوضوح عند معبر بني إنزار، وهو المعبر الحدودي الوحيد المُستخدم في مليلية، فبينما يدخل الجميع إلى إسبانيا محمّلين بالسلع المُشتراة من المغرب، فإنّ الخروج بيدين فارغتين هو المشهد المعتاد.

وتصادر الجمارك المغربية جميع السلع، “حتى علبة من بذور عباد الشمس”، كما يشتكي رئيس مليلة، خوان خوسيه إمبرودّا، ويُؤكّد ذلك أصحاب العمل والتجار الذين تظاهروا أمام مقرّ الوفد الحكومي منذ أسابيع للمطالبة، من بين أمور أخرى، بوقف هذا الخرق للقواعد الدولية.

إعادة البيع في المدينة

ولا تقتصر المشكلة على هروب الزبائن إلى المغرب بسبب الأسعار المنخفضة بشكلٍ كبير، بل أصبح بعض الأشخاص يعتاشون من هذه التجارة، فباستخدام العديد من التصاريح، يُدخلون كمياتٍ كبيرة من السلع إلى مليلة، ليس للاستهلاك الشخصي كما يسمح به نظام المسافرين، بل لبيعها في المدينة.

ويُشكل ذلك نوعًا من “التجارة غير التقليدية”، عكس ما كان يحدث سابقًا من تجارةٍ من مليلية إلى المغرب، ويُعزى ذلك إلى عدم تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل في نظام المسافرين، بالإضافة إلى إغلاق المعبر التجاري في عام 2018 بقرارٍ أحادي الجانب من المغرب.

حربٌ على الخبز

وبالتالي، تُباع مئات القطع من الخبز المغربي يوميًا في محلات البقالة الصغيرة في المدينة، خاصةً في الضواحي، ويتمّ تقديمه في البارات والمطاعم، ويُسبب ذلك استياءً كبيرًا بين خبّازي مليلية الذين اتّحدوا لتشكيل جمعيةٍ رسمية لمواجهة هذه الظاهرة.

ويُطالب رئيس جمعية مخابز ومعجنات مليلية، عُرياشي محمد، الوفد الحكومي باتّخاذ إجراءات “لمنع تدفق كمياتٍ كبيرة من الخبز” من المغرب، ويُضيف: “لا بأس أن يدخل شخصٌ ما بأربع قطعٍ من الخبز، لكن أن يدخل 40 أو 60 أو 100 قطعة، فهذا أمرٌ مبالغٌ فيه”، حسب تعبيره.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي