Share
  • Link copied

جَائِحَةُ “كُورُونَا” تُعَرِّي الإِنْتِرْنِتْ بِالْمَغْرِبِ.. ومَطَالِبُ بِتَحْسِينِ الشَّرِكَاتِ لِخَدَمَاتِهَا

عقب قرار الحكومة المغربية، فرض حالة الطوارئ الصحية والحجر الصحي، في النصف الثاني من شهر مارس الماضي، بهدف التصدي لانتشار فيروس كورونا المستجد، اضطر المواطنون للبقاء في منازلهم، التزاما بالإجراءات الوقائية المعلنة، ما زاد الحاجة إلى وسائل لتمضية الوقت، والتي كان الإنترنت أبرزها.

الارتفاع الكبير لعدد مستخدمي الإنترنت بالمغرب، خلال فترة الحجر الصحي، عرى بشكل كامل، القطاع، وأبان عن نواقصه الكثير، والتي تعتبر “السرعة”، أبرزها، بعد أن بات تحميل كتاب لا يتعدى حجمه “10 ميغا”، يتطلب أزيد من نصف ساعة، وفق تعبير يونس (26 سنة)، أحد مستخدمي شبكة الإنترنت بالمغرب.

وقال يونس في تصريح لجريدة “بناصا”: إن “الإنترنت كان ضعيفا حتى قبل الجائحة، ولكن خلال فترة الحجر الصحي، وبسبب تحول عدد من القطاعات للعمل عن بعد، ساهم في ارتفاع الضغط على شبكات الاتصال، وأزم وضعها، وجعلها أبطأ من السلحفاة”، وفق تعبيره.

وأضاف المتحدث نفسه:”أنا مشترك في عرض لإحدى شركات الاتصال، أدفع 250 درهم شهريا، على أساس أن أتوصل بصبيب 12 ميغابايت في الثانية، وفي العادة لا يقل الصبيب عن 8 ميغابايت، وهو بالنسبة لي جيد رغم أني أدفع ثمن أكثر من ذلك، ولكن خلال الجائحة وخاصة في المساء، لم تكن سرعة التحميل تتجاوز الـ 4″.

من جهة أخرى أوضح محمد (30 سنة)، لجريدة “بناصا”:”خلال فترة الجائحة، أجبرنا على التحول للعمل عن بعد، وكانت حاجتي للإنترنت أكبر، لذلك رفعت عرض 199 درهم إلى 249 درهم، لأستفيد من سرعة أكبر، ولكن الكارثة أني كنت أعمل بشكل جيد لحدود الواحدة زوالا، وبعدها تقل سرعة التحميل عن 1 ميغا بايت”.

وتابع:”من غير المعقول أن أدفع حوالي 250 درهم شهريا، لكي أستفيد من قوة إنترنت نقال لا تقل عن 8 ميغا بايت، ويصلني 0.64 في أغلب الأوقات، هذا أمر كارثي، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين كانوا في حاجة لسرعة الصبيب من أجل العمل مثلي”.

وطالب المتحدثان السابقان، شركات الاتصال في المغرب، بضرورة تحسين خدمات الإنترنت، خاصة مع ارتفاع نسبة المشتركين التي تجاوزت الـ 25 مليونا، وهذا الرقم وحده حسبهما، كفيل بتحركها من أجل رفع سرعة الصبيب وتحسين الخدمات وتوسيع شبكتها في المملكة.

بالرغم من أن المغرب يتصدر الدول المغاربية في سرعة الإنترنت، إلا أنه ما يزال متأخرا كثيرا في الترتيب العالمي، فحسب موقع “سبيد تيست”، يأتي المغرب في الرتبة الـ 125 عالميا، بسرعة 17.40 ميغا بايت، كسرعة التحميل، و3.62 كسرعة الرفع، في الوقت الذي تتصدر كوريا الجنوبية الترتيب بـ 110.10، وهو فارق شاسع جدا.

يشار إلى أن جدل بطء الإنترنت ليس جديدا في المملكة، حيث سبق واحتج المواطنون على ضعف الصبيب في أكثر من مناسبة، غير أن فترة الحجر الصحي، التي عرفت إقبالا كبيرا على العالم الافتراضي، عرتْ القطاع، وأظهرت نواقصه، ورفعت وتيرة الغضب على شركات الاتصال، ومطالبهم بتحسين الخدمات.

Share
  • Link copied
المقال التالي