Share
  • Link copied

جهود حثيثة لإعادة تحريك عجلة السياحة المتوقفة بالمغرب

يأملُ المغرب في تعويض أشهر إغلاق حدوده ويسارع الزمن لإنقاذ الموسم السياحي، من خلال السماح بعودة مغاربة الخارج إلى أرض الوطن، لضخ نفس جديد في القطاع السياحي، بعد أن ألحق وباء كورونا خسائر كبيرة به.

وبدأت الوزارة الوصية على القطاع بالتفكير في كيفية إنقاذ الموسم السياحي، بعد توقفه كليا بسبب تدابير الحجر الصحي، للحد من انتشار فيروس “كوفيد 19″، سيما وأن السياحة تمثل نحو 10 بالمئة من الناتج الداخلي الخام للمغرب، وهي أيضا مصدر أساسي للعملة الصعبة بجانب الصادرات والتحويلات المالية للمغاربة المقيمين في الخارج.

ومع فتح الحدود، عاد الأمل إلى العاملين في القطاع السياحي، لاستعادة نشاطهم وأعمالهم في انتظار أن تعج المطارات المغربية بالزائرين، ويمنون النفس بتعويض الخسائر التي تعرضوا لها خلال الأشهر الماضية جراء توقف النشاط السياحي بالمملكة.

إجراءات لتحريك عجلة السياحة

وفي هذا السياق، قال وزير الداخلية، في لقاء تواصلي مع مهنيي القطاع السياحي أمس الجمعة، إن السماح بعودة مغاربة الخارج، سيشكل فرصة لضخ نفس جديد في القطاع السياحي، مشيرا إلى أن “الخروج من الأزمة قد يستغرق وقتا أكثر، لكن أملنا كبير في تجاوزها بفضل مجهودات الدولة والانخراط القوي لمهنيي القطاع”.

وأوضح لفتيت أن السلطات العمومية تتفهم طبيعة الإكراهات التي يعاني منها القطاع السياحي، لذلك حرصت على اتخاذ عدد من الإجراءات، أهمها السماح للمواطنين المغاربة والأجانب المقيمين بالخارج وعائلاتهم بالولوج إلى المملكة ابتداء من 14 يوليوز الحالي.

بدورها، أكدت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، نادية فتاح العلوي، يوم أمس، خلال لقاء تشاوري ترأسه وزير الداخلية، أن المملكة حريصة على أن يكون استئناف الأنشطة السياحية مقرونا بالمحافظة على صحة المواطنين.

وأوضحت الوزيرة أنه لهذه الغاية، وضعت الوزارة مجموعة من التدابير، من بينها صياغة دليل يضم توصيات وقائية في ما يخص السلامة الصحية ذات الصلة بـ”كوفيد-19″، موجه لكافة مهنيي القطاع السياحي بالمغرب، حيث يلخص هذا الدليل تدابير الصحة والسلامة التي يجب على العاملين في مجال السياحة الامتثال لها، لضمان استئناف تدريجي وناجح لأنشطتهم المهنية، والعمل على الرفع من جودة الخدمات السياحية المقدمة في بيئة آمنة وصحية.

وأشارت، في كلمتها خلال هذا اللقاء، الذي حضره أيضا وزير الصحة، خالد آيت الطالب، وعدد من الولاة، إلى أنه يتم القيام بزيارات ميدانية بتنسيق مع السلطات المحلية ومصالح وزارة الصحة للتأكد بصفة منتظمة من تطبيق هذه التوصيات، كما سيتم تكثيف الجهود لتعميم تحاليل الكشف على جميع مستخدمي القطاع السياحي سواء الدائمين أو الموسميين.

الرهان على السياحة الداخلية

تعول حكومة سعد الدين العثماني، عبر وزارة السياحة، على العرض الداخلي لمواجهة الأضرار الكبيرة التي تكبدها القطاع بسبب تداعيات جائحة كورونا، من إغلاق للحدود البرية والحرية والجوية، خلال الأشهر الماضية، وحجر منزلي، في إطار حالة الطوارئ الصحية المعلنة منذ مارس الماضي.

ويعد تركيز المغرب على السياحة الداخلية ليس وليد أزمة كورونا،  كون المملكة سارت في هذا التوجه منذ سنة 2010، وخصصت حيزا مهما من البرامج لسياح الداخل، وأعلنت عروضا ملائمة للزبون المغربي مثل المبادرة المعروفة بـ”محطات بلادي”.

كما وضع المكتب الوطني المغربي للسياحة، عن سلسلة من الإجراءات الترويجية لدعم المواطنين والمناطق المغربية والفاعلين في قطاع السياحة على مستوى خطة الانتعاش وعودة قطاع السياحة بشكل تدريجي، من خلال حملة تحت شعار “نتلاقاو فبلادنا”.

وفي هذا السياق، أطلقت منظمة السياحة العالمية، التابعة للأمم المتحدة، رفقة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، برنامجاً يهدف إلى تحفيز انتعاش قطاع السياحة في أكثر من 10 دول عبر العالم من بينها المغرب.

وتمثل السياحة سبعة في المئة من النشاط الاقتصادي المغربي، ويعمل فيها أكثر من نصف مليون شخص وساهمت بنحو ثمانية مليارات دولار، في تدفقات العملات الأجنبية العام الماضي حيث زار 13 مليون سائح أجنبي المملكة المغربية.

Share
  • Link copied
المقال التالي