Share
  • Link copied

جنرالات الجزائر يتحالفون مع تنظيم القاعدة الإرهابي من أجل شيطنة الحراك الشّعبيّ

تواصل السلطات الجزائرية محاولاتها من أجل ثني الشعب على استئناف الحراك الشعبي، الذي انطلق في مجموعة من مدن البلاد، مع اقتراب الذكرى الثانية لانطلاقه، عبر إخراج ورقة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والتي لعبتها الدولة في أكثر من مناسبة خلال السنوات الأخيرة.

ودعا، مبارك يزيد المدعو أبو عبيدة يوسف العنابي، وهو زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الجزائريين إلى الخروج للاحتجاج واستئناف الحراك الشعبي، في واقعة غريبة، اعتبرها مراقبون بأنها عملية استباقية من قبل الجنرالات، بغيةَ شيطنة المتظاهرين، واعتقال مجموعة منهم بدعوى الانتماء للتنظيمات الإرهابية.

واعتبر الدبلوماسي الجزائري السابق، محمد العربي زيتوت، بأن مجموعةً من وسائل الإعلام الجزائرية، تنخف في الإرهاب، بغيةَ ترك الشعب مطحوناً، وتخويفه، مشدداً على أن مسألة “الإرهاب”، يستعملها الجنرالات لكبح غضب الشعب، وتفادي خروجه للاحتجاج ضد ما يُسميها بـ”العصابة الحاكمة”.

وكشف زيتوت في بثّ مباشرٍ على قناته بموقع “يوتوب”، أن الاستخبارات الجزائرية، تحاول توريط مجموعة من النشطاء، المعروفين بمعارضتهم الشرسة للجنرالات، في قضايا الإرهاب، وذلك عبر الاتصال بهم بأرقام أجنبية، وجرهم في حوار مع شخصيات تدعي أنها من تنظيمات إرهابية، قبل إلقاء القبض عليهم بتهمة لها علاقة بالإرهاب.

وكان أحد النشطاء الجزائريين، بمدينة البليدة، قد أعلن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أنه وبرفقة عددٍ من الحراكيين في مختلف مدن البلاد، ومن بينها سطيف، تلقوا اتصالات من أرقام أجنبية، تنتمي لدول مثل كازاخيستان، فوق منتصف الليل، مدعين أنهم من تنظيم القاعدة أو فتح الشام، وتكلموا عن شخصيات مثل الجولاني، زعيم جبهة النصرة.

ونبه الناشط إلى أنه كشف هذا الأمر، الذي يحدث مع مجموعة من النشطاء غيره، بغيةَ تبرئة ذمته من أي شيء يمكن أن يقع له لاحقاً، مشدداً على أنه سيتوجه للإبلاغ عن الأمر لدى الأمن، مختتماً بأن من يقوم بتعذيب المعتقلين في السجون واغتصابهم، يمكن أن يفعل أي شيء، في إشارة إلى ما وقع ما الناشط وليد نقيش، الذي تعرض للاعتداء الجنسي.

وتوقع الدبلوماسي الجزائري السابق، زيتوت، بأن تكثّف السلطات الجزائرية من العمليات التي لها صلة بالإرهاب، والمتعلقة بتوقيف أشخاص ينتمون لجماعات إرهابية، مثل ما يقع مع “إرهابي تمنراست”، الذي بات موضوع سخرية واسعة في الجارة الشرقية للمغرب، لكون السلطات تعيد ملفّه في كلّ مرة منذ أكثر من 4 سنوات.

ومنذ شروع الجزائريين في الخروج للاحتجاج على الولاية الخامسة لعبد العزيز بوتفليقة، حرصت السلطات على لعب ورقة الإرهاب في كلّ مرة، قبل أن تستقر على “إرهابي تمنراست”، الذي يُسلّم نفسه في كلّ مرة للسلطات، ما جعل العديد من النشطاء يسخرون من طريقة تفكير الجنرالات، خصوصاً أن الإنترنت، تتيح لكلّ الأشخاص فرصة التأكد من موضوع هذا الإرهابي.

وبالعودة إلى محرك البحث “غوغل”، فإن السلطات الجزائرية، عدمت منذ سنة 2017، على الأقل، على نشر خبر “إرهابي في تمنراست يسلم نفسه للسلطات”، بين الفينة والأخرى، لدرجة أن خبر إرهابي تمنراست الذي يُسلم نفسه للسلطات، الذي اعتبره زيتوت، مثيراً للسخرية، تكرّر في سنة 2020 وحدها، لأزيد من 6 مرات، قبل أن يعود من جديد قبل بضعة أيامٍ ليُسلم نفسه.

وعن الموضوع قال زيتوت في بثّ مباشرٍ على قناته بـ”يوتوب”، بعد أن أورد أخبار الإرهابي الذي يسلم نفسه في تمنراست، والذي تكرر خلال السنتين الأخيرتين لعشرات المرّات، إن الأمر صار موضوعاً للتندر، منبهاً إلى أن شكل الإرهابي هو نفسه تقريباً، طاولة عليها كلاشنكوف ورصاصه، وشخص يرتدي رداء الجنوب، بنفس الطول والعرض تقريبا، ما يعني أننا أمام شخص واحد.

وأوضح زيتوت أنه “لو طلبنا من تلاميذ في الابتدائي أن يقوموا بمسرحية بعنوان إرهابي يسلم نفسه، فإنهم سيقومون بها في تمنراست ومرة في عنابة ومرة في مغنية، ومرة يحضرون شكلا في متر و80 ومرة متر و70، ومرة خشين ومرة رقيق، ومرة لونه يميل للداكن ومرة لونه يميل للبياض، لكن الجنرلات نتقون بالمسحرية بنفس الديكور، ونفس الشخص ونفس القصة: إرهابي يسلم نفسه في تمنراست”.

وشدد زيتوت على أن الجزائريين سيتابعون “الكثير من عمليات الإرهاب التي ستجتاح مجموعة من المدن الحزائرية، لأن الموضوع سيعود بقوة إلا إن أطاح الشعب بكمشة الجنرالات هذه التي تسعى لهدم البلاد وتدميرها عن آخرها”، مردفاً، بأن على “العصابة” أن تعرف بأن الناس “تفهم أن الإرهاب هم الجنرالات، والإرهاب لعبة في أيديهم، والناس لن تتراجع، والوعي انتشر رغم الترهيب”.

وفي سياق متّصل، أوضح عبد الرحيم المنار اسليمي، رئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني، بأن “جنرالات الجزائر يطلبون مساعدة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ضد الحراك”، مشيراً إلى أن غباء الجنرالات “مستمر في لعب كلّ الأوراق، لكن ورقة القاعدة خطيرة جدّاً”.

وأضاف اسليمي في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، بأن دعوة “العنابي”، لخروج الناس للاحتجاج، “عملية تمويهية لشيطنة حراك الجزائريين، والبحث عن حقيقة العنابي الذي هو مبارك يزيد وعلاقته بالجنرال توفيق مدين يكشف عن حقيقة هذه المؤامرة التي يقوم بها الجنرالات ضد الجزائريين بمساعدة تنظيم القاعدة الإرهابي”.

وأوضح الخبير نفسه، في تدوينته، بأنه “يكفي هنا تقديم حجة واحدة وهي أن الجنرال توفيق مدين وظف العنابي، في سنة 2007، في محاولة اغتيال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، والآن يستعمله الجنرال توفيق ضد الحراك بطريقة أخرى”.

يشار إلى أن العديد من التقارير الدولية، سبق وتناولت علاقة السلطات الجزائرية بالتنظيمات الإرهابية، التي تدخل وتخرج عبر التراب الجزائري، ويمرّ أعضاؤها منه صوب مالي، وهو ما كشفه قطع الزعيم السابقة للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، لمسافة تزيد عن الـ 2000 كيلومتراً من شمال الجزائر، صوب جنوبها، ووصلاً إلى مالي، قبل رصده من قبل القوات الفرنسية وقتله.

Share
  • Link copied
المقال التالي