انتفض مجموعة من النشطاء الجزائريين، ضد نظام الجنرالات، بعد ما اعتبروه تماديا منه في نشر العداء والحقد مع المغرب، مشددين على أن المملكة ومواطنيها يعتبرون أشقاء، مذكّرين بعدد من المواقف التي اعترضتهم ووجدوا المساعدة من طرف المغاربة.
وقال أحد النشطاء، في مقطع فيديو نشهر على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “كنت في المغرب أقود شاحنتي، وتعطلت فجأة، لأجد أمامي جنوداً مغاربة، ساعدوني، ووقفوا معي وأصلحوا العطب، ولم يتركوني”، مضيفاً: “وهنا في أوروبا، دائماً أجد المغاربة في جنبي وتحية كبيرة لإخوتنا المغاربة”، قبل أن يشدد على أن مساعي النظام الجزائري لنشر العداء لن تفلح.
شخص آخر روى قصة وقعت له في أول أيامه في إسبانيا، حيث قال إنه “بمجرد وصولي للمطار، نزلت وذهبت لأستقل حافلة، غير أن سائقها قال لي تحتاج لبطاقة خاصة لتدفع سعرها. أنا لم أكن أعرف، قلت سأدفع نقداً، لكنه اعتذر وأخبرني بضرورة التوفر على البطاقة، لأرجع أدراجي للنزول، لكن كان خلفي مغربي صاعد للحافلة، قال لي تعال، ودفع السعر عني وعن صديق وصديقة كانا معي من بطاقتها الخاصة”.
أما هشام عبود، الإعلامي الجزائري المشهور، فقد قال إن “المغرب، الذي تصفه بالعدو، فتح قواعده لجيش التحرير الجزائري، وهناك مغاربة ماتوا، وسال دمهم على الجزائر ومن أجل تحريرها، وبعد الاستقلال جعلتموه عدواً؟”، مضيفاً: “حسنا إن كان عدواً فاخرج له مباشرةً، ولا تظل مثل المرأة التي تهاجم جيرانها.
وأوضح أنه بالرغم من كل التصرفات الصبيانية التي تتعامل بها الدولة الجزائرية، إلا أن المغرب لم يرد بكلمة نهائياً، معتبرا بأن طريقة تعامل المغرب تعني أنه “حكر الجزائر ورخصك”، متابعاً: “أطلق على المغرب البوليساريو للدخول في الحرب وبعدها انظر هل سيساندك الشعب الجزائري. أقسم بالله لن يقف في صفك أحد، لأنك رخيص ونذل ولا تساوي شيئا ومزور وليست أهلا لحكم الجزائر”.
من جانبها، أوضحت ناشطة جزائرية، أن النظام الحاكم لا يملك ذرة انتماء للوطن، متسائلةً كيف أصبح المغرب عدواً؟ وفرنسا حبيبتةً؟ قبل أن تتابع: “ماذا فعل لك المغرب؟ هل قتل شهداءك؟ لقد عاديتمونا مع كل الأجناس، نحن ليس لدينا أي عداء مع المغرب، نحن عدونا الأزلي وعدو إفريقيا هي فرنسا، فقط، ونحن رضعنا في ثدي أمهاتنا أن فرنسا هي عدونا”.
وواصلت: “النظام يعلن عداءه لفرنسا، وبعدها يرفع التحية للجيش الذي قتل نساء الجزائر وما زالت لحد الآن نساء الصحراء تلدن أبناءً مشوهين بسبب المواد الكيماوية”، مذكرةً في السياق نفسه، باللغم الذي يعود إلى حقبة الاحتلال الفرنسي، والذي تسبب في مقنل شاب وأخيه، قبل أن تجدد التأكيد على أن “الشعب الجزائري واعي، والمغاربة إخوتنا وأشقاؤنا وليسوا أعداءً”.
يشار إلى أن المسؤولين الجزائريين، يهاجمون المغرب، باستمرار في الخرجات الإعلامية، حيث يعتبرون المملكة العدو التقليدي للبلاد، الأمر الذي يراه العديد من المراقبين، بمن فيهم الجزائريين، مجرد محاولات للتغطية على الفشل الكبير الداخلي، وعلى استمرار خروج الحراك الشعبي المطالب بإنهاء الحكم العسكري والتحول لدولة المدنية.
تعليقات الزوار ( 0 )