رغم الجدل الذي أحدثته حادثة القنصل المغربي بوصف الجزائر “بلد عدو” ، غير أن الكثير من الجزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي أطلقوا نداءات تدعو إلى التهدئة والتضامن مع الأشقاء المغاربة العالقين في الجزائر بسبب فيروس كورونا.
وغالبية المواقف الشعبية، وإن كان القلة منها تهجم على القنصل بسبب تصريحاته المعادية للجزائر، وجهت الدعوة لاحتواء الموقف والحفاظ على ما يربط الشعبين من علاقات الأخوة والقواسم المشتركة في التاريخ والجغرافيا والمصير المشترك والدين واللغة وعلاقات القرابة.
ونشر الشاعر الجزائري المعروف بوزيد حرز الله، تعليقا دعا من خلاله الجزائريين إلى التضامن مع المغاربة العالقين وإكرامهم، ووضع أرقام هواتفه تحت تصرف الأشقاء المغاربة في العاصمة الجزائرية لاستضافتهم في بيته.
وكتب قائلا :”أضم صوتي إلى الكثير من الخيّرين من أبناء وطني الذين نادوا أهلنا في وهران، إلى إكرام أشقائنا من أفراد الجالية المغربية الذين تقطعت بهم السبل، ولم يتمكنوا من العودة إلى بلدهم نتيجة الجائحة، وأن يساعدوهم بما يستطيعون حتى يعودوا الى بلدهم مكرمين معززين، ولا يأخذونهم بوزر قنصلهم الذي لم يقدم لهم شيئا وراح ينعق خارج السياق “.
وتفاعل العديد من المعلّقين والمتفاعلين مع واقعة القنصل المغربي، ووصفوا ما قام به مجرد “تصرف شاذ” لا يمكنه ان يؤثر على ما يجمع الشعبين من علاقات مميزة بعيدا عن التصريحات المتشنّجة من السياسيين سواء الجزائريين أو المغاربة، ما يضع الشعبين الجزائري والمغربي رهين الحسابات السياسية للنظامين القائمين في البلدين التي عجزت عن تجاوزها منذ عقود خلت.
ودون بوعبد الله بوعجمية مسؤول خلية الإعلام بحركة مجتمع السلم، عبر صفحته بالفايسبوك أن “الأصوات الشاذة من هنا وأخرى متطرّف من هناك لن تفرق بيننا وبين الأشقاء المغاربة”.
وأضاف ممثل أكبر حزب إسلامي حالي في الجزائر قائلًا:” لا أنتم أعداؤنا ولا نحن أعداؤكم.. أنتم منا ونحن منكم، وأنتم أكثر شعوب الدنيا شبهًا لنا في الأسماء والألقاب والعادات والتقاليد والمناخ وحتى بشرة الوجه وتقاسيم المحيا.. ألا بئس لمن فرق بيننا ولا يزال”.
وعبر الأستاذ عاشور فني، المتخصص في الإعلام بجامعة الجزائر عن موقفه حيال قضية القنصل المغربي كاتبا “سياسيون بلًا أخلاق ودبلوماسيون بلا ضمير. أنتم أسباب تأخر المنطقة والزج بها في مأزق منذ نصف قرن”.
وعلقت الناشطة فاطمة الزهراء محمد قريشي على صفحتها بفايسبوك ” خطاب الكراهية، حقيقة بات يخلق فتنة بين الشعوب” وأضافت قائلة :” حتى ولو كان تصريح القنصل المغربي بوهران صحيحًا، لن نشجّع خطاب الكراهية بين الشعبين”.
وقد أثارت القضية أثارت جدلًا كبيرًا في الأوساط السياسية والشعبية، لكن الملاحظ بأن الكثير من الجزائريين العقلاء فضلوا استخدام الحكمة والتعقل في مثل هكذا تصرفات لسياسيين وديبلوماسيين مادام أن المشكل سياسي وديبلوماسي بين النظامين لا دخل للشعبين فيه وعلى العقلاء أن يروا لما يجمع الجزائريين والمغاربة ولا ينساقوا وراء المشاكل الأخرى التي تفرق أكثر مما تجمع.
تعليقات الزوار ( 0 )