شارك المقال
  • تم النسخ

جرائم الحرب: استعمال إسبانيا للأسلحة الكيماوية في الريف لا يزال يسبب المعاناة

سلطت صحيفة “Gilmore Health” النيجيرية، في تقرير لها، الضوء على جرائم الحرب التي ارتكبتها الجارة الشمالية إسبانيا رفقة حلفائها بمنطقة الريف خلال الفترة الممتدة من 1921 إلى 1926 باستعمال الأسلحة الكيماوية المحظورة دوليا.

وأوضح المصدر ذاته، أنّ القوات الإسبانية ارتكبت عدة جرائم إنسانية خلال “حرب الريف”، وتشمل هذه المجازر، إعدام المدنيين بإجراءات موجزة، واغتصاب أسرى الحرب المغاربة، وإخصاءهم وتشويههم، وقصف الأطفال والنساء، واستخدام الأسلحة الكيميائية.

وشدّدت القصاصة الإخبارية، المختصة في القضايا الصحية، على أن هذا النوع من الجرائم يجب إدانته بشدة، حيث إن استخدام الأسلحة الكيميائية ترك شمال المغرب في حكايات حرب مريرة، وأن قرار استخدام الأسلحة الكيماوية كان مدفوعاً بهزيمة الإسبان المؤسفة في معركة أنوال الشهيرة.

واستخدم الجيش الإسباني الكلوروبكرين وغاز الخردل والديفوسجين والفوسجين على الرغم من التوقيع في عام 1925 على بروتوكول جنيف الذي يحظر استخدام الأسلحة البيولوجية والكيميائية أثناء النزاعات الدولية، وكانت هذه أول مرة تستخدم فيها الحرب الكيميائية في السنوات التي تلت الحرب العالمية الأولى.

ولفت التقرير، إلى أن هذه الحرب بدأت كمحاولة مغربية ناجحة لصد الاستعمار الأوروبي، وفي عام 1912، فرضت “معاهدة فاس” الحماية الفرنسية على المغرب، وأسندت المناطق الشمالية والجنوبية إلى القوى الإسبانية، حيث لم يستطع الجيش الإسباني واقتصاده الاستفادة من هذه الفرصة بسبب آثار الحرب العالمية الأولى حتى نهايتها.

وأضاف، أنه رغم مرور ما يقرب من مائة (100) على الحرب، لا تزال آثار المخلفات الكيماوية ضد شمال المغرب حاضرة بقوة، ومن بين هذه الآثار هو انتشار الإصابة بمرض السرطان وسط الساكنة الأصلية لشمال المغرب.

وفي غضون ذلك، قال رشيد رخا، رئيس التجمع الأمازيغي، وهي منظمة غير حكومية، إنه “توجد مؤشرات قوية تربط حدوث أمراض السرطانات بالغازات التي استخدمها الإسبان في الحرب، مؤكدا أنه لا توجد هنا عائلة واحدة ليس فيها ضحية للسرطان، إلا أن إسبانيا لم تتحمل المسؤولية الكاملة عن دورها في هذا الفعل الشنيع”.

وأشار التقرير ذاته، إلى أنّ إسبانيا وحلفاؤها انتهكوا كل القواعد الحربية مما أدى إلى عدة عقود من العواقب الصحية السلبية، حتى أن الجناة لم يقدموا إلى العدالة ولا أحد يتحدث عن الموضوع، على الرغم من معاناة الناس اليوم في شمال المغرب من آثار تلك الحروب.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي