قام جامعيون وفاعلون ينحدرون من آفاق متعددة، مرفوقين بمستشار الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور، أندري أزولاي، الجمعة، بزيارة للثانوية التأهيلية أكنسوس، قصد لقاء تلاميذ هذه المؤسسة التعليمية، التي شهدت تأسيس أول نادي للتسامح والعيش المشترك على الصعيد الوطني.
وفي كلمة بالمناسبة، عبر أزولاي عن امتنانه العميق لهؤلاء الشباب الصويريين من أجل مجهوداتهم التي تأتي لتعزيز صورة الصويرة وإشعاعها بالمغرب على الساحة الدولية.
وعبر مستشار الملك عن متمنياته لهؤلاء التلاميذ، المتسمين بالدينامية، بالنجاح وكامل التوفيق، في مبادراتهم التي يقومون بها ضمن هذا النادي، وفق درجة عالية من الوطنية، يرسلون من خلالها للعالم بأسره إشارة قوية وذات أثر كبير سيعبد الطريق أمام مستقبل واعد للمملكة.
من جانبه، عبر المدير الإقليمي للتربية الوطنية بالصويرة، نور الدين العوفي الغزاوي، عن فخره بالمشاركة في هذا اللقاء، مذكرا بفحوى الاتفاقية الموقعة مؤخرا، بين وزارة التربية الوطنية ومركز الدراسات والأبحاث حول القانون العبري بالمغرب وجمعية الصويرة موكادور، حول النهوض بقيم التسامح والتنوع والعيش المشترك بالمؤسسات التعليمية، وذلك على بعد أقل من سنة من زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس للصويرة.
وأشار العوفي الغزاوي إلى أن ملحقا لهذه الاتفاقية تم توقيعه بين المديرية الإقليمية للوزارة والمركز المذكور وجمعية الصويرة موكادور، قصد تنزيل برنامج عمل مشترك، ينصب حول إحداث نواد للتسامح في المؤسسات التعليمية التابعة للمديرية ودعم ومواكبة برامج وأنشطة هذه النوادي.
وأوضح المسؤول الإقليمي أن 110 نوادي للتسامح تم إحداثها بالمؤسسات التعليمية بالإقليم، مجددا التزام المديرية الإقليمية بتوفير كافة الظروف لنجاح هذا المشروع الطموح، قصد بلوغ الأهداف المنشودة وتكريس قيم التسامح والعيش المشترك.
من جانبه، أشاد الرئيس المؤسس لمركز الدراسات والأبحاث حول القانون العبري بالمغرب، عبد الله أوزيتان، بإحداث نوادي التسامح داخل المؤسسات التعليمية بالإقليم، مضيفا أن هذه المبادرة المتفردة ترسل إشارة للعالم بأسره حاملة للقيم الإنسانية النبيلة والعالمية للحب والتسامح والعيش المشترك.
وأشاد أوزيتان بأعضاء النادي وكذا بالمسؤولين والأطر بالمديرية الإقليمية للوزارة المنخرطين في هذا المشروع، الذي يروم نشر قيم السلم والتعايش والعيش المشترك في إطار التنوع واحترام الآخر، معبرا عن إرادة أعضاء المركز في مواكبة النوادي قصد تحقيق الأهداف المسطرة خدمة للمصالح العليا للمكلة، تحت القيادة المتبصرة للملك محمد السادس.
من جانبه، ذكر الرئيس التنفيذي للمركز، السيد فريد الباشا، باللقاء الأول المنعقد مع أعضاء ومنشطي النادي، والذي اتسم بتفاعل تلقائي مع التلاميذ حول عدد من القضايا من قبيل النهوض بقيم التسامح والعيش المشترك والتنوع، وغنى التاريخ اليهودي بالمغرب، ومكانة القانون العبري ضمن المنظومة القانونية المغربية.
وشدد الباشا على أهمية خلق نوادي أخرى للتسامح بجهات أخرى بالمملكة، وفي المؤسسات الجامعية، معتبرا أن الأمر يتعلق بمشروع مشجع جدا يفتح آفاق جيدة على مستويات عدة.
من جهته، أشار رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط، محمد الغاشي، أن مثل هذه اللقاءات والمبادرات تحفز على المضي قدما من أجل المشاركة وإشراك الجميع في مسلسل قائم، مسجلا أن أولى الخطوات على درب إحداث هذه النوادي بالمؤسسات التعليمية كانت ناجحة.
وأوضح الغاشي أن هذا النجاح الباهر يشكل شرفا كبيرا بقدر ما يجسد أيضا، لمسؤولية جسيمة ملقاة على عاتق شباب اليوم، الذين سيمثلون رجال ونساء الغد، قصد تكريس القيم النبيلة التي تضطلع بها هذه النوادي.
أما رئيس المكتب التنفيذي لجمعية الصويرة موكادور، السيد طارق عثماني، فعبر عن سعادته بإحداث نواد للتسامح، مؤكدا أن المشعل سيحمله هؤلاء التلاميذ والطلبة لاستدامة نموذج فريد بالصويرة المدينة “العالمية” التي تجمع بين عدد من الحضارات.
وتابع أنه عبر هذه النوادي، سيعمل شباب الصويرة على تعزيز مكانة المدينة وطنيا وعالميا، لاسيما في مجال تكريس قيم العيش المشترك والتسامح والتنوع الثقافي والديني المتجذر في تاريخ هذه الحاضرة، مجددا التعبير عن عزم الجمعية وبيت الذاكرة في مواكبة ودعم هؤلاء الشباب في مسيرتهم نحو تجسيد خطة عملهم على أرض الواقع.
ونظمت زيارة مماثلة اليوم السبت، للثانوية الإعدادية محمد السادس، والتي تناقش فيها أعضاء نادي التسامح بهذه المؤسسة مع نظرائهم من ثانوية أكنسوس، قبل تقديم عروض حول هذه النوادي والأهمية الكبرى لأنشطة هذه النوادي في تقوية ثقافة وقيم السلم والانفتاح والحوار والعيش المشترك بين الأديان.
تعليقات الزوار ( 0 )