حملت تصريحات القيادي بحزب العدالة والتنمية، عبد العالي حامي الدين، في معرض مشاركته في ندوة أطرتها شبيبة حزبه يوم أمس الأربعاء، العديد من التساؤلات حول مدى إمكانية إقامة “ثورة تصحيحية” في الحزب.
ودعا حامي الدين من خلال تصريحاته إلى جمع عام استثنائي للحزب، قال مراقبون إنها إشارة من التيار المساند لرئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران، نحو تغيير قيادات الحزب ذو الخلفية الاسلامية، تمهيدا للاستحقاقات الانتخابية السنة المقبلة.
واعتبر مهتمون بالوضع السياسي في المملكة، أن ثناء حامي الدين على فترة حكم بنكيران، ووصفه للحقبة الثانية من حكم العدالة والتنمية عبر أمينها العام الحالي سعد الدين العثماني بأنها فترة عرفت “تجاوزات وانتهاكات وضعت أعضاء حزبه أمام امتحانات كثيرة”، دعوة نحو الإطاحة برأس هرم حزب “المصباح”.
في المقابل رأى محللون سياسيون آخرون أن تلويح أعضاء في “البيجيدي” بإجراء انتخابات استثنائية داخل حزب “المصباح” هي محاولة نحو الهروب إلي الأمام والتملص من المسؤولية السياسية خاصة من القرارات المفصلية التي عرفتها المملكة خلال الأزمة الصحية.
وأردفوا بالقول بأن محاولة المنتمين للحزب إظهار العثماني كشخص ضعيف، لا يتمتع بصلاحيات كبيرة للحكم، هي استمالة للناخبين وحركة دائما ما تقوم بها قياد الحزب عند اقتراب الانتخابات الجماعية أو التشريعية.
وكان حامي الدين وصف تجربة العثماني بأنها “محصلة اختيارات وتقديرات تتحمل فيها الهيئات التقريرية للحزب المسؤولية بشكل جماعي”.
وطالب القيادي بالبيجيدي إخوانه “بالتحلي قدر عال من النقد الذاتي لتقييم التجربة بشكل صحيح، واتخاذ ما يلزم من التصحيحات ولو بعقد مؤتمر استثنائي”.
وأضاف أيضا قائلا “نحتاج إلى إعطاء دفعة قوية في مسار الحزب”، “لا يمكن أن يكون له دور مؤثر في الحياة السياسية إلا إذا كان حزبا قويا موحدا بقيادة قوية ومتماسكة وأيضا بمستوى عال من الوضوح السياسي ومن الالتزام الوطني”.
وأشار المتحدث إلى أن “القوى الحية والأحزاب السياسية الحقيقية هي التي تعرف أن تلتقط اللحظة التاريخية التي تجري فيها المراجعات الضرورية”.
تعليقات الزوار ( 0 )