تلقّى الرأي العام المغربي والعربي قرار تطبيع الإمارات العربية المتحدة لعلاقاتها مع إسرائيل باستنكار كبير، باعتباره “خيانة وخذلان للقضية الفلسطينية”، وللمقاومة ضد الاحتلال، وبدأ المغاربة في توقُّع التداعيات التي يمكن أن تنجم عن القرار وعن تموقع المغرب في هذه القضية.
وتوالت ردود الأفعال التي معظمها اعتبرت أن “المغاربة أعلنوا في محطات كثيرة دعمهم للشعب الفلسطيني ورفضهم أي خطوات تطبيعية تهضم حقوقه وكرامته”، ومنهم من قال إن “التطبيع بين الإمارات وإسرائيل بمثابة زواج عرفي تم توثيقه والإعلان عنه”.
في السياق ذاته اعتبر البعض أن “توقيت الإعلان عن الاتفاق جاء لإنقاذ نتنياهو للخروج من أزمته الداخلية ورفع شعبية ترامب داخل أمريكا التي انخفضت بشكل كبير قبل الانتخابات الرئاسية..وأن الموضوع مرتبط ربما بما حدث في بيروت وما يخطط للمنطقة.. أما الاتفاق فهو أمر “واقع فقط” والتوقيت هو الذي يستدعي التساؤل”.
من جانب ثانٍ، اعتبر آخرون أن “مفهوم السيادة الداخلية لدى الدول العربية صار في خبر كان منذ أن فُتحت الأبواب بمصراعيها للاستثمارات الخارجية والاقتراضات وإثقال دولها بديون لم يقع استثمارها في التنمية والخروج من التبعية”، في الصدد ربط البعض “القضية بالمغرب متوقعين ضغطا إماراتي “في المستقبل القريب” من خلال قطع المساعدات الخليجية وما سيُسبّب من تقشف في الميزانية وبالتالي رفع الأسعار على المواطن”، أوربما من خلال استغلال ملف الصحراء بطرق معينة للضغط ومجاراتها في قرار التطبيع…”
وذلك على اعتبار أن “الوقوف ضد الإمارات إذا حاولت ابتزازنا سيكون مكلفا لخزينة الدولة، والسؤال المطروح هنا هو هل المغرب مستعد لتفهم الوضع ولتحمل التقشف الذي سنضطر له إذا قررنا التحرر من التبعية للخليج ولمساعداته المالية”.
على صعيد آخر، تضمّنت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية مقالا معنونا بـ “ترامب على حق.. اتفاق إسرائيل والإمارات إنجاز كبير”، ووصفته بالتطور بـ”الواعد”، وبتفاصيله جاء أن “الدول العربية التي يتوقع أن تسير على خُطى الإمارات وترسم علاقتها بإسرائيل هي سلطنة عمان والبحرين والمغرب، حسب مسؤولين أمريكيين كبار”.
وذكر المقال ذاته أن “هذا الإعلان جاء بعد سنوات من “الاتصالات السرية” بين الإمارات وإسرائيل، وأضاف: “جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن هاد الاتفاق بمثابة كسر للجليد وأمل لكي تقوم دول عربية أخرى بنفس ما قامت به الإمارات وتمضي بتطبيع العلاقات مع تل أبيب”.
تعليقات الزوار ( 0 )