Share
  • Link copied

تندوف.. اغتصاب للنساء وتنكيل بالمحتجزين

الحسين بكار السباعي*

قد تستطيع أي سلطة في العالم ان تبرر احتجاجات مواطنين او محتجزين مطالبين بحق من الحقوق اقتصادية كانت او اجتماعية وحتى سياسية، لكن من المستحيل أن تبرر واقعة تهريب سجين متهم بالإغتصاب، وهذا واقع ما وقع في تندوف في سنة 2020.

الحكاية وما فيها أن قيادة عصابة “البوليساريو” آثروا على تهريب شخص لا تجتمع في أي صفة من صفات الإنسانية وهي الإقدام على اغتصاب شابة لا حول ولا قوة لها في مخيمات تيندوف، فنظرا لعلاقته بقيادة الجبهة الوهمية، انتصر المجرم وتم تهريبه كأن فعله حق، شأنه في ذلك ما يقع كل يوم وليلة في مخيمات تندوف من تكميم الأفواه واغتصاب النساء وحتى الرجال، نعم تم اغتصاب الرجال ولنا في وثائقي الإذاعة الإسبانية المعنون بطريق الكرامة اكبر شهادة من شاب صحراوي بتندوف تعرض للاغتصاب يقر بالواقعة تحت واقع دموع المظلوم وحين يبكي الرجال فإعلم أن المأساة اعظم.

 تاريخ اغتصاب نساء تيندوف

قبل أن نعرج على تاريخ اغتصاب نساء تندوف لابد من القول ان كل جمعيات العالم النسائية لم تتحرك لا للتضامن ولا للإحتجاج ولا اي تحرك يصون نساء العالم، ولذا نقول من موقع المسؤولية التاريخية ان العالم يتحمل كامل مسؤولياته تجاه نساء محتجزات بتندوف ، وندعو من موقعنا كرئيس لمرصد الجنوب لحقوق الأجانب والهجرة الى التحرك عاجلا لحماية نساء عزل يتعرضن للاغتصاب ولا يستطعن الكلام.

يحز في النفس في القرن الواحد والعشرين أن نرى المجتمع المدني النسائي لا يفهم صراخات نساء تيندوف، يبكي العين دما بدل دمع أن ترى وقاحة المنظمات الدولية النسائية لا تكلف نفسها للدفاع عن الحق في كرامة نساء محتجزات والتاريخ يشهد ان كل سنة تطل علينا انوثة قادمة من تيندوف تصرح بتعرضها للاغتصاب والاعتداء وتختفي بعدها دون اي تحرك ولا ردة فعل، وهنا نقول لنساء تندوف كم من الأصوات ناضلت لإحقاق حق وإبطال باطل بالرغم من وقاحة العالم الذي يعتبر السياسة والاقتصاد قاعدة للتحرك ونسي ان انسانية المرأة وكرامتها فوق المال والسياسة.

سنة 2017، خديجتو محمد الزبير الصوت الأبي من اجل نساء تيندوف، اضطرت للخضوع لعلاج نفسي دام 3 سنوات، توثقها حلقة “قصص إنسانية” المخصصة لتسليط الضوء على الانتهاكات التي ارتكبت من طرف قادة جبهة البوليساريو ضد حقوق الإنسان مع إفلاتهم من العقاب. وقد تحدثت الشابة الصحراوية بوجه مكشوف ضمن حلقة من برنامج “قصص إنسانية”عن معاناتها مع زعيم البوليساريو إبراهيم غالي عندما كان قبل سنوات مضت سفيرا للجماعة الانفصالية في الجزائر، حيث تطلب منها الحصول على تأشيرة المرور عبر مكتب غالي.

الرباب حسينا صارعت من أجل الشرف، تنتمي لقبيلة أولاد بركاالله شابة من مخيم بوجدور بتيندوف تعرضت لاعتداء جنسي من قبل المدعو بلاهي السيد القيادي في البوليساريو المنتمي إلى قبيلة الركيبات اسواعد والذي يشغل منصب وزير التعاون في مخيمات لحمادة.

المركز الإسباني لعلم الإجرام وحقوق الإنسان، يقر بإحتجاز الشابة الصحراوية الحاملة للجنسية الإسبانية “معلومة موراليس” هذا وسبق للصحافة الاسبانية وأن أشارت إلى وجود معتقلات إسبانيات أخريات من أصول صحراوية واللائي وصلن إلى 150 محتجزة بمخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر، وإذا كان الشرف يضيع لنساء في محتجز كبير يسمى بتيندوف فلا ضمانات عن عدم تعرض 150 محتجزة للإغتصاب وسوء المعاملة.

هيومن رايتس تقر ولا تتحرك

يوقفنا تقرير لمنظمة هيومن رايتس على تجاوزات حقوق الإنسان التي تغطي مخيمات تيندوف، ويشير التقرير الى ما يلي:

من السمات المقلقة لأوضاع حقوق الإنسان في مخيمات تندوف في غياب للمراقبة المنتظمة الميدانية لحقوق الإنسان. وعلى الرغم من مجاهرة البوليساريو بالانفتاح للمراقبة، إلا أن حقوق السكان اللاجئين ما زالت عرضة للانتهاك بسبب عزلة المخيمات والوضع القانوني غير الواضح للمخيمات. فحكومة الجزائر، المسؤولة بموجب القانون الدولي عن حماية حقوق جميع الأشخاص داخل إقليمها، منحت الإدارة الفعلية لجبهة البوليساريو والتي لا تعتبر مسؤولة رسميا في النظام الدولي عن ممارساتها الخاصة بحقوق الإنسان.

البوليساريو تحكم المخيمات منذ أكثر من جيل، وتنفذ سياسات وتتخذ قرارات تؤثر على حقوق الإنسان الخاصة بسكان المخيم يوما بعد يوم. ولهذا السبب ورغم مسؤولية الجزائر الشاملة عن الوضع، يجب تحميل البوليساريو مسؤولية أسلوبها في معاملة الأشخاص الخاضعين لإدارتها.

مسؤولية انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها البوليساريو، تفرض على المجتمع الدولي أن يحمل الحكومة الجزائرية المسؤولية عن كل انتهاكات ترتكبها جبهة البوليساريو في الجزائر، بالإضافة إلى مسؤولية البوليساريو عنها.

خلاصة الكلام

بيت العنكبوت اهون البيوت والظلم لن يسود بهاته العبارات نختم حقيقة نقلنا لواقع تيندوف، ولعل قيادة البوليساريو اختلط عليها الحابل بالنابل وصارت تعتبر اغتصاب نساء تندوف حقا من حقوق قياداتها حتى تنسى حقيقة انهزاماتها الديبلوماسية.

قراءنا الأعزاء، صرخة نساء تيندوف ابية وتوقفنا على متلازمة الحق والباطل، الحق في الكرامة وباطل قيادات فاسدة ارهقتها هزائم على الساحة الدولية، خصوصا بعد افتتاح قنصليات لمجموعة من الدول بالصحراء المغربية وهي القراءة التي سنتفصل فيها في مقالنا المقبل من خلال هذا المنبر الإعلامي، وسنحاول من خلالها ان نفسر مدى اهمية الهجرة في ديبلوماسية المغرب الخارجية.

*رئيس مرصد الجنوب لحقوق الأجانب والهجرة

Share
  • Link copied
المقال التالي