تشهد دول مثل المغرب، ومصر وتونس والجزائر وليبيا زيادة ملحوظة في هجمات الحرمان من الخدمة الموزعة (DDoS)، مما يؤكد على الأهمية الأوسع لاحتياجات الأمن السيبراني في المنطقة.
وفي هذا الصدد، سلط تقرير استخبارات تهديدات الحرمان من الخدمة الموزعة للنصف الأول من عام 2024 الصادر عن شركة NETSCOUT الضوء على اتجاهات الهجوم المحددة في كل دولة، ويكشف عن تحديات الأمن السيبراني الفريدة والمشتركة التي تواجهها دول شمال إفريقيا على وجه التحديد.
المغرب: الدولة الأكثر استهدافًا لحوادث DDoS في شمال إفريقيا
وأوضح التقرير، أنه ليس من المستغرب، نظرًا لأن هذا البلد يتصدر الطريق من حيث انتشار الإنترنت في إفريقيا بنسبة تزيد عن 90 بالمائة، فقد أبلغ المغرب عن أعلى ترددات حوادث DDoS في المنطقة، حيث شهد أكثر من 61000 هجوم خلال النصف الأول من عام 2024.
وشهدت المملكة تركيزًا خاصًا على شركات الاتصالات اللاسلكية (باستثناء الأقمار الصناعية)، حيث بلغ عدد الحوادث 16461 حادثًا، بالإضافة إلى شركات الاتصالات السلكية، والتي شهدت ما مجموعه 6022 حادثًا
ومن المثير للاهتمام أن القطاع الثالث الأكثر استهدافًا كان تجار الأحذية، حيث بلغ عدد الحوادث 81 حادثًا أقل بكثير، يليه مقدمو البنية التحتية للحوسبة، وخدمات الدعم التعليمي، والمستشفيات الطبية والجراحية العامة.
مصر: بلغت هجمات DDoS ذروتها عند 332.96 جيجابت في الثانية، وهي الأعلى في المنطقة
وبعد المغرب، تحتل مصر المرتبة الثانية بين الدول الأكثر استهدافًا لهجمات DDoS في المنطقة، حيث بلغ عدد الحوادث 45108 خلال الفترة.
وكانت شركات الاتصالات السلكية هي الأكثر استهدافًا هنا (28,536 هجومًا)، تليها شركات الاتصالات اللاسلكية (4,910) والمؤسسات التعليمية (1,124). وشملت القطاعات الأخرى التي تمت ملاحظتها معالجة البيانات والاستضافة، ومقدمي البنية التحتية للحوسبة، والنقل الجوي المنتظم للركاب، وناشري البرامج.
وتعرضت البلاد لبعض أعلى هجمات النطاق الترددي في المنطقة، حيث بلغت ذروتها عند 332.96 جيجابت في الثانية، مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى تدابير أمنية معززة داخل البنية التحتية الرقمية سريعة التوسع في مصر.
تونس: هجمات DDoS متعددة المتجهات المعقدة
وفي تونس، ركزت هجمات DDoS – والتي بلغ مجموعها 4,511 في النصف الأول من العام – بشكل أساسي على شركات الاتصالات السلكية واللاسلكية، حيث شوهدت 3,529 و 574 هجومًا على التوالي.
ويذكر تقرير NETSCOUT أن تونس شهدت أعلى عدد من المتجهات في هجوم واحد. حيث استخدم المهاجمون ما يصل إلى 27 متجهًا، مثل ARMS (خدمة إدارة Apple عن بُعد)، وCLDAP (بروتوكول الوصول إلى الدليل الخفيف بدون اتصال)، وCOAP (بروتوكول التطبيق المقيد)، وتقنيات تضخيم DNS (نظام اسم المجال)، والتي يمكنها تضخيم قوة الهجوم بشكل كبير.
ليبيا: تصاعد التهديدات السيبرانية في مشهد رقمي متطور
وفي ليبيا، زادت هجمات DDoS من حيث الحجم والتعقيد مع تطور البنية التحتية الرقمية للبلاد لتلبية متطلبات الاتصال المتزايدة.
وتضمنت متجهات الهجوم الأساسية المبلغ عنها خلال النصف الأول من عام 2024 تضخيم DNS، والذي تم استخدامه في 698 حادثة؛ وICMP (بروتوكول رسائل التحكم في الإنترنت)، الذي شوهد في 337 هجومًا؛ وSTUN (أدوات عبور الجلسة لمترجم عنوان الشبكة)، 211 هجومًا؛ والمزيد. في الواقع، شوهد 23 متجهًا مختلفًا في هجوم واحد.
الجزائر: البنية التحتية الحيوية تواجه هجمات DDoS مستهدفة وسط انخفاض الحجم الإجمالي
وبعد أن شهدت الجزائر أقل عدد من هجمات DDoS، حيث بلغ عددها 452 خلال النصف الأول من عام 2024، فإن الأهداف الرئيسية لهجمات DDoS في قطاع الاتصالات السلكية، مع 411 حادثة، بالإضافة إلى مقدمي البنية التحتية للحوسبة.
ويستخدم مجرمو الإنترنت في المقام الأول تقنيات تضخيم DNS، مما يؤكد على حاجة الجزائر إلى حلول حماية الشبكة المرنة لدعم البنية التحتية للاتصالات الحيوية.
حماية المستقبل الرقمي لشمال إفريقيا
وعلق برايان هامان، المدير الإقليمي لأفريقيا في NETSCOUT، قائلاً: “إن الزيادة في هجمات DDoS في جميع أنحاء شمال إفريقيا التي قاستها NETSCOUT في أحدث تقرير لها تعكس المخاطر السيبرانية الأوسع المرتبطة بالتوسع الرقمي.
ومع نمو المنظمات في مصر وتونس والجزائر وليبيا والمغرب لحضورها على الإنترنت، يجب عليها أيضًا تبني أطر قوية للأمن السيبراني لحماية البنية التحتية الحيوية وضمان المرونة الرقمية”.
تعليقات الزوار ( 0 )