Share
  • Link copied

تقرير لمركز تابع لـ”الدفاع الإسبانية” يؤكد على أن واشنطن تُعطي الأولية للعلاقة مع الرباط.. ويصف الأمر بـ”النجاح الدبلوماسيّ الكبير للمغرب”

أكدت وزارة الدفاع الإسبانية، أن الولايات المتحدة الأمريكية، تُعطي الأولوية لعلاقاتها مع المغرب على حساب إسبانيا، في البحر الأبيض المتوسط.

جاء ذلك في تقرير نشره المركز الأعلى لدراسات الدفاع الوطني، التابع لوزارة الدفاع، في نوفمبر 2023، يُحلل استراتيجية الأمن القومي لعدة دول، بما فيها الولايات المتحدة.

وقال كاتب التقرير، وهو بيدرو فرانسيسكو راموس خوسيه، الأستاذ بجامعة فالنسيا الدولية، إن الولايات المتحدة، أعطت، منذ اتفاقيات أبراهام، الأولوية لعلاقاتها مع المغرب، على حساب إسبانيا، الدولة العضو في حلف “الناتو”.

وأضاف الكاتب الإسباني، أن العلاقات بين واشنطن والرباط ليست جديدة، حيث كان المغرب أول دولة تعترف باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1777، وتم إنشاء أول وفد دبلوماسي لواشنطن في طنجة.

مدريد، واشنطن والرباط

مؤخرا، يقول التقرير الإسباني، بات المغرب شريكا إقليميا مهما للولايات المتحدة في قضايا الأمن والتجارة والتنمية، حيث وقع في سنة 2004، اتفاقية ثنائية للتجارة الحرة، وفي 2012، بدأ البلدان يعقدان الحوار الاستراتيجي الثنائي. موضحاً أنه في سنة 2019 لوحدها، اشترى المغرب معدات عسكرية بقيمة 10 مليارات دولار من أمريكا.

ونبه راموس خوسيه في التقرير، إلى أن “البيت الأبيض لن يتردد في إخضاع مصالحنا لمصالحه، حتى لو كان ذلك يعني الإضرار بحليف” مثل إسبانيا، التي تتقاسم معه العديد من المبادئ والقيم لصالح شريك يفصله عنه، النظام النوعي ومعظم سياساته”، معتبراً أن هذا الأمر، يعتبر “نجاحا دبلوماسية للمغرب في عصر المنافسة الاستراتيجية الجديد”.

وانتقد خوسيه في التقرير نفسه، ما أسماه بـ”عدم استجابة” الحكومة الإسبانية بقيادة بيدرو سانشيز، لمنح الولايات المتحدة الأمريكية، للأولوية للمغرب على حسابها، معتبراً أن ذلك ينم عن “عدم القدرة على قراءة البيئة بشكل صحيح، ومعرفة كيفية التكيف مع التقلبات النظامية”.

أزمة البحر الأحمر

وأوضح المصدر نفسه، أن العلاقات بين البلدين لا تمر بأفضل لحظاتها، وآخر مثال على ذلك هو الأزمة التي اندلعت في البحر الأحمر بعد أن منع الحوثيون حركة البضائع في المنطقة، تضامنا مع حركة “حماس”، التي تخوض حربا مع إسرائيل منذ الـ 7 من أكتوبر الماضي.

وأشار التقرير إلى أن هذه الأزمة بلغت ذروتها في الجمعة الماضية، حين شنّت الولايات المتحدة وبريطانيا، غارات جوية على مراكز تابعة للحوثيين في اليمن، وهي الهجمات التي كانت تصر واشنطن على ضرورة مشاركة إسبانيا فيها، غير أن الأخيرة رفضت الأمر.

ومن أجل إقناعها بالمشاركة، اتصل رئيس هيئة الأركان المشتركة للولايات المتحدة الأمريكية، الجنرال تشارلز براون، يوم الاثنين الماضي، بنظيره الإسباني، رئيس أركان الدفاع الأدميرال تيودورو لوبيز كالديرون، غير أنه رفض. وأكدت وزيرة الدفاع مارغريتا روبلز، الجمعة، على أن المملكة الإيبيرية، لن تشارك في المهمة التي يقترحها الاتحاد الأوروبي.

وأكدت الوزيرة الإسبانية، حسب ما أورده التقرير نفسه، على أن بلادها، لا تتعرض لـ”ضغوط” من أحد، ولا حتى من الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل اتخاذ قرار أو آخر في البحر الأحمر.

أزمة التجسّس

في 2023، كانت هناك، وفق ما أورده التقرير، مواجهة أخرى بين إسبانيا والولايات المتحدة، وهذه المرة على حساب الأجهزة الاستخباراتية، حيث أكدت روبلز في دجنبر من السنة نفسها، أنه تم القبض على اثنين من عملاء المخابرات الأمريكية، بتهمة نقل معلومات إلى وكالة المخابرات المركزية بواشنطن.

ووقعت الاعتقالات، حسب التقرير، نهاية شتنبر الماضي، بسبب الاشتباه في تورطهما في نقل معلومات حساسة إلى المخابرات الأمريكية، في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات، التي قد تؤدي في النهاية إلى الزج بالجاسوسين في السجن لمدة تتراوح بين 6 و12 سنة، بتهمة “الخيانة”.

وأورد المصدر نفسه، أنه إلى جانب الإسبانيين المعتقلين، تم طرد اثنين على الأقل من جواسيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية من إسبانيا، وطلبت وزيرة الدفاع ووزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، من السفير الأمريكي بمدريد، إعطاء توضيحات بخصوص الأمر، ليرد بأنه لا يملك أي معلومات.

Share
  • Link copied
المقال التالي