تقرير: لماذا تمول جمهورية إيران الإسلامية جبهة “البوليساريو” الانفصالية في أفريقيا؟

ذكرت صحيفة “Sahel-intelligence”، في تقرير لها يومه (الخميس) أن استراتيجية إيران الجديدة، تتمثل في تعزيز نفوذها في وقت واحد في مناطق مختلفة، مما يعكس دعمها المالي واللوجستي والعسكري المتزايد لجبهة البوليساريو في شمال أفريقيا، وبالتالي توسيع قدرتها على تحدي مصالح الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية أخرى.

وأوضحت الصحيفة المتخصصة في منطقة الساحل، أنه وبناء على هذه الاستراتيجية، يستخدم النظام الإسلامي دعمه لجبهة البوليساريو وغيرها من الجماعات الإرهابية كوسيلة لتحدي مصالح القوى الغربية وبعض الدول العربية، وتسمح هذه الاستراتيجية لإيران ببسط نفوذها وتعزيز أجندتها السياسية في أفريقيا وأوروبا.

ومن خلال دعم جبهة البوليساريو، تسعى إيران إلى إضعاف القوى المنافسة وتوسيع نفوذها خارج نطاقها الجغرافي التقليدي، حيث تعمل إيران على تعزيز موقفها في منطقة الساحل، في شمال أفريقيا، في سياق المنافسات الإقليمية، ولا سيما مع المملكة العربية السعودية وحلفائها في الخليج.

وأبرزت القصاصة ذاتها، أنه وفي ظل الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية الغربية، تحاول إيران تطوير علاقاتها مع الدول الإفريقية للتخفيف من عزلتها، وبنفس المعنى، فإن التحالف بين إيران وجبهة البوليساريو له آثار إقليمية وجيوسياسية كبيرة.

ولطالما أعربت إيران عن امتنانها للجزائر لموقفها الثابت ضد إسرائيل، من خلال الزيارات الرسمية المختلفة المتبادلة بين نظامي عبد المجيد تبون وإبراهيم رئيسي لترسيخ تقاليد التشاور والتنسيق السياسي والتعاون العسكري حول القضايا ذات الاهتمام المشترك على المستويين الإقليمي والدولي.

وشددت الصحيفة الناطقة بالفرنسية، أن العلاقة بين إيران والجزائر، تمثل تحالفًا استراتيجيًا خطيرًا في المشهد الجيوسياسي المعقد في الشرق الأوسط ومنطقة الساحل.

وأشارت، إلى أنه من خلال دعم الجماعات الإرهابية، يسعى نظام الملالي في طهران ونظام الجيش في الجزائر إلى تحدي نفوذ القوى الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، في مناطق معينة من أفريقيا، وهذا جزء من منطق مواجهة ما تعتبره إيران تدخلاً غربياً في شؤون المنطقة.

ووفقا للمحللين، اختارت جمهورية إيران الإسلامية وجمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية تقديم الدعم بلا حدود للجماعات الإرهابية التي تشترك في انتماءات دينية أو أيديولوجية مماثلة أو حتى معادية، بدءا من تنظيم الدولة الإسلامية إلى تنظيم القاعدة، مرورا بوكو حرام والإسلام الشيعي، وحتى الإسلام السني.