Share
  • Link copied

تقرير فرنسي يسلّط الضوء على سيناريوهات “الحرب المحتملة” بين المغرب والجزائر

اعتبر خبراء عسكريون فرنسيون أن هناك عدة أسباب يمكن أن تؤدي إلى مواجهة مسلحة بين المغرب والجزائر، وستكون فيها الأخيرة هي المعتدية، مسلطين الضوء على سيناريو اندلاع الحرب بين الطرفين، واشتعال المنطقة، مع التطرق إلى المجالات التي يتفوق فيها كل بلد على الآخر، من الناحية العسكرية.

وقال الخبراء من مؤسسة البحر الأبيض المتوسط للدراسات الاستراتيجي (FMES)، المكونة من عسكريين فرنسيين سابقين، في تقرير حديث عن البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط، إن هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى مواجهة مسلحة بين المغرب والجزائر؛ التنافس التاريخي بينهما، الصراع حول الصحراء الذي سمم العلاقات لما يقارب أربعة عقود”.

وأضاف المصدر، أنه إلى جانب ذلك، هناك سبب آخر، وهو إمكانية حدوث هجوم محتمل من قبل الجنرالات الجزائريين، على المغرب، متابعاً أنه في حال حدوث المواجهة، سيكون للرباط ميزة على الأرض، حيث إنه، بالإضافة إلى خبرتها الاستخباراتية، ستستفيد من القدرات السيبرانية الأمريكية والإسرائيلية.

هذه القدرات، يواصل التقرير، قادرة على الحصول على معلومات استخباراتية ومراقبة الأراضي الجزائرية، مسترسلةً أنه في المقابل، ستمنح غواصات “كيلو”، الحديثة التي تمتلكها الجزائر، “التفوق تحت سطح البحر ويسمح لها بسهولة بفرض حظر بحري على المغرب”، وهي ميزة يمكن إبطالها من خلال استحواذ البحرية الملكية على ألغام وطائرات بدون طيار متوسطة الحجم وغيرها من الوسائل المضادة للغواصات.

على المستوى التقليدي، يقول التقرير، يختلف التنبؤ باختلاف مسرح العمليات، و”لن يكون للمغرب أي مصلحة عسكرية في مواجهة برية في الجنوب”، وهي منطقة مسطحة حيث ستوفر طبيعة التضاريس ميزة واضحة للقوات الجزائرية المدربة على قتل الأراضي المسطحة، ولديها قدرات هجوم عميقة أفضل.

من ناحية أخرى، في الشمال، سيكون الارتياح الجبلي مواتيا للقوات المسلحة الملكية، و”سيوفر لهم عمقا استراتيجيا من شأنه أن يسمح لهم بسهولة الاحتفاظ بمحاور الاختراق”، مضيفةً أنه يمكن للجيش المغربي أيضا، القيام بضربات عسكرية من خلال طائرات بدون طيار هجومية وانتحارية، أو حتى بفضل قواتها الخاصة المكونة من 1000 كوماندوز، قادرة على تنفيذ أعمال سرية.

كما أن لدى المغرب، وفق التقرير “مقاتلين ريفيين ومتحمسين يستفيدون من الخبرة العملياتية المكتسبة ضد البوليساريو وفي بعثات الأمم المتحدة”، مردفةً أن هذا العنصر، أظهر قيمته التكتيكية والاستراتيجية في الصراع الأوكراني، حيث تمكنت المشاة الخفيفة الأوكرانية، التي تم تعزيزها بسبب صراع دونباس والمجهزة بالمدفعية الخفيفة (قذائف الهاون، وقاذفات القنابل اليدوية)، من إعاقة وإبطاء تقدم القوات الروسية.

على المستوى الجوي، يقول التقرير، سيكون التفوق لصالح الجزائر، مع احتمال ميله للمغرب حسب الوقت الذي سيتسلم فيه الأخير طائرات “إف 16 في”، متابعاً أنه سيكون “هناك نقاط ضعف متبادلة قد تنطوي على خسائر غير متناسبة”، في حال الاستعمال المكثف لهجمات عميقة من قبل الطرفين”، وفق الخبراء العسكريين الفرنسيين.

وفي حال حدوث مواجهة كبيرة، يشير التقرير، إلى أن استراتيجية المغرب، ستهدف بلا شك إلى الوصول إلى طريق مسدود من خلال دفاع كلاسيكي وأعمال غير متكافئة في الأراضي الجزائرية وحرب الاتصالات. في النهاية، يظل السيناريو الأكثر ترجيحا هو المناوشات الحدودية المتكررة بين الجزائر والمغرب.

Share
  • Link copied
المقال التالي