Share
  • Link copied

تقرير عبري: بعد التطبيع مع المغرب.. هل تعيد إسرائيل إحياء سياساتها الإفريقية الخطيرة؟

كشفت مجلة عبرية، أن اعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على منطقة الصحراء الغربية يعتبر خطوة خطير في سياسة إسرائيل الخارجية في المنطقة، مشيرة إلى أنه ومنذ عام 2016، حاولت الحكومات المتعاقبة تركيز طاقاتها على التودد العلني للرأي السياسي والشعبي في جميع أنحاء إفريقيا.

وأوضحت مجلة “972mag” الإسرائيلية اليسارية، في تقرير لها، أمس (الخميس) أنه في عام 2021، أصبحت إسرائيل عضوًا مراقبًا في الاتحاد الأفريقي والتزمت بمشاريع اقتصادية واجتماعية وعسكرية في عدد من البلدان، مع استمرار السياسات الاستبدادية الإسرائيلية بشكل متزايد في جذب الانتقادات في الاتحاد الأفريقي.

وأشار التقرير الذي أعده الباحث أليكس وايث، ويحمل عنوان “التطبيع مع المغرب، هل تعيد إسرائيل إحياء سياسة إفريقية خطيرة”، إلى أن حكومة نتنياهو قد تتخلى عن محاولاتها لبناء قوة ناعمة وعلاقات متعددة الأطراف، وبدلاً من ذلك تركز بشكل أكبر على العلاقات الأمنية والاستخباراتية مع الشركاء الأفارقة.

وأبرز المصدر ذاته، أن سياسة نتنياهو لها سابقة طويلة في التاريخ الإسرائيلي، حيث يرغب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يستفيد من إرث “العصر الذهبي” لدبلوماسية إسرائيل الأفريقية، ويؤطر توسعه كجزء من “عودة منتصرة إلى إفريقيا”.

وبين عامي 1958 و1967، بنى دبلوماسيون مثل إيهود أفريل على التطور الاقتصادي السريع لإسرائيل وقصص المقاومة الصهيونية للحكم البريطاني لتقديم الدولة كحليف طبيعي لدول ما بعد الاستعمار، وفي المقابل، كان الإسرائيليون يأملون في أن تتمكن العلاقات القوية عبر إفريقيا من توفير الأمن على أطراف العالم العربي وكسب الدعم الدبلوماسي في الأمم المتحدة.

وفي الوقت نفسه، استخدم المسؤولون الإسرائيليون غطاء الدبلوماسية الرسمية لبناء علاقات سرية مع الجماعات العسكرية والاستخباراتية في جميع أنحاء القارة، غالبًا ما كانت تكلفة هذه الشبكات بشرية كبيرة، بحسب التقرير ذاته.

وحشد المسؤولون الجيش الإسرائيلي لتدريب قوات النخبة للديكتاتوريين مثل جريجوار كايباندا في رواندا وموبوتو سيسي سيكو في زائير، وفي ذروة “سنوات الرصاص” في المغرب في الستينيات، قام عملاء إسرائيليون بتدريب الحراس الشخصيين الملكيين وتبادلوا المعلومات الاستخبارية التي استخدمت لتحديد المعارضين للحكومة، كما بدأت إسرائيل التعاون مع جيش جنوب إفريقيا بينما خففت معارضتها لنظام الفصل العنصري على المسرح الدولي.

وكانت هذه العلاقات في نهاية المطاف أكثر ديمومة من العلاقات الدبلوماسية الرسمية لإسرائيل. بعد استيلاء إسرائيل على سيناء في حرب عام 1967، واستمرار احتلال شبه الجزيرة بعد حرب يوم الغفران عام 1973، انتقد العديد من الدبلوماسيين الأفارقة إسرائيل كقوة احتلال استعماري، وقدموا دعمًا متجددًا للقضية الفلسطينية، وبحلول نهاية عام 1974، قطعت جميع الدول الأفريقية العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل باستثناء أربع دول.

ووفقا للمصادر ذاتها، فقد سمحت الروابط السرية لإسرائيل بالقادة العسكريين والسياسيين الأفارقة للدولة بالاحتفاظ بنفوذها، وفي عام 1978، قدم المغرب القنوات الخلفية التي سمحت للمسؤولين الإسرائيليين والمصريين بالتواصل في الأشهر التي سبقت اتفاقيات كامب ديفيد، التي تم توقيعها في وقت لاحق من ذلك العام برعاية الولايات المتحدة، وفي عام 1982، بعد تلقي عرض مساعدة عسكرية من القدس، أصبح موبوتو زائير أول دولة جنوب الصحراء الكبرى تعيد العلاقات مع إسرائيل.

التوترات مع الاتحاد الأفريقي

وأشار التقرير، إلى أنه في فبراير 2022، أعلن الاتحاد الأفريقي عن إنشاء لجنة من ثمانية رؤساء دول لتحديد مستقبل إسرائيل في المنظمة، وفي يناير 2023، تم طرد شارون بار لي من قسم أفريقيا بوزارة الخارجية الإسرائيلية من قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا.

وأشارت اللجنة التنفيذية للمجموعة لاحقًا إلى أن وضع إسرائيل كمراقب قد تم تعليقه إلى أجل غير مسمى، وأصدرت القمة بيانًا قويًا بشكل غير عادي يدين “نظام الاستعمار والفصل العنصري” الإسرائيلي ويؤكد دعم المجموعة لفلسطين.

وعلى النقيض من ذلك، تعمقت علاقة إسرائيل بالمغرب بشكل كبير، وفي ديسمبر 2020، في ظل إدارة ترامب، أصبحت الولايات المتحدة أول دولة تعترف بسايدة المغرب على الصحراء مقابل مشاركتها في اتفاقات إبراهيم، وفي نوفمبر 2021 وقعت إسرائيل والمغرب اتفاقية تعاون مشترك في مجال الاستخبارات والأمن.

وكوزير للخارجية في مارس 2022، اقترح يائير لابيد أن تساعد إسرائيل في صد “محاولات إضعاف السيادة المغربية وسلامة أراضيها”، وفي يونيو 2023، أعرب رئيس الكنيست أمير أوحانا أيضًا عن دعمه للاعتراف بالمطالب المغربية وتعزيز العلاقات الأمنية مع البلاد.

وذهب التقرير بالقول، إلى أنه إسرائيل هي بالفعل مُصدِّر للطائرات المقاتلة والطائرات بدون طيار وأنظمة الدفاع الصاروخي إلى المغرب، وفي يونيو 2023، شارك أفراد من كتيبة الاستطلاع التابعة للجيش الإسرائيلي في تمرين الأسد الأفريقي، ومع وصول الصراع بين الجيش المغربي وجبهة البوليساريو إلى مرحلة جديدة قاتلة، من المرجح أن تتعمق هذه العلاقات العسكرية.

وخلص التقرير، إلى أنه وبهذا المعنى، فإن سياسة نتنياهو تمثل “عودة إلى إفريقيا”، لكنها تدين بالقدر نفسه للسياسة الأمنية في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي مثل الصورة المثالية لـ”العصر الذهبي” الإسرائيلي، حيث تبدو إسرائيل معزولة على المستوى الدبلوماسي وغير قادرة على التوفيق بين دبلوماسيتها الأفريقية واستعمارها في الداخل، وهي مستعدة للتخلي عن علاقاتها الأوسع في القارة من أجل العلاقات العسكرية والاستخبارية المستهدفة مع الشركاء الرئيسيين.

Share
  • Link copied
المقال التالي