Share
  • Link copied

تقرير بريطاني: إيران تتمدد في الساحل.. تعاون اقتصادي ودعم عسكري يثير المخاوفات

قالت مجلة The Geopolitics البريطانية، إن نفوذ إيران في منطقة الساحل الأفريقية بات قضية معقدة ومتعددة الأوجه، ومن المتوقع أن تستمر في التطور خلال السنوات المقبلة، مشيرة إلى أن طهران تعزز نفوذها في المنطقة من خلال مجموعة من الاستراتيجيات السياسية والاقتصادية والعسكرية.

تحديات المنطقة وفرص النفوذ الإيراني

وذكرت المجلة في تقريرها يوم أمس (السبت)، أن منطقة الساحل، التي تضم 11 دولة في غرب ووسط شمال أفريقيا، تواجه تحديات كبيرة مثل النمو السكاني والفقر وتغير المناخ والصراعات العنيفة، وأنه لمواجهة هذه القضايا، تسعى الحكومات المحلية إلى مساعدة خارجية.

وبينما تركز الولايات المتحدة وإسرائيل على المخاطر المحتملة التي تنبع من “الهلال الشيعي” الإيراني المهيمن الممتد من لبنان إلى اليمن، تعمل طهران بخفاء على وضع الأساس لـ”هلال شيعي ثان” سيشكل قريبًا خطرًا جسيمًا على المصالح الأمريكية في منطقة الساحل.

أهداف إيران في الساحل

وأبرزت المجلة، أن إيران تسعى إلى تعزيز شرعيتها الدولية واكتساب ميزة في صراعها مع السعودية والغرب، ونشر المذهب الشيعي وزيادة أسواق صادراتها التجارية، واستغلال الموارد الطبيعية بالمنطقة مثل الذهب واليورانيوم والمعادن الأخرى القيمة.

كما تحاول طهران تقديم المساعدة الاقتصادية للدول الساحلية، بما في ذلك مشاريع البنية التحتية، لزيادة نفوذها، والاستفادة من موجة الانقلابات الأخيرة في منطقة الساحل للتقدم بأجندتها المناهضة للغرب.

التاريخ والعلاقات الثنائية

ويعود انخراط إيران في منطقة الساحل إلى أوائل الثمانينيات، بعد الثورة الإسلامية عام 1979، حيث حافظت إيران على علاقات دبلوماسية ثنائية مع دول الساحل، وشهدت المنطقة زيارات متبادلة رفيعة المستوى واتفاقيات بشأن التعاون في مجالات مختلفة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والتنمية الاقتصادية والتعليم.

الجماعات الشيعية في الساحل

وبحسب التقرير، فإنه يوجد في منطقة الساحل مجتمعات شيعية مهمة، لا سيما في غينيا ومالي وموريتانيا والنيجر وشمال نيجيريا والسنغال، وغالبًا ما تُعتبر هذه الطوائف أقلية بين السكان السُّنّة في الغالب، وتتأثر علاقاتها الاقتصادية والسياسية بعلاقاتها مع إيران والقوى الإقليمية الأخرى.

استراتيجيات القوة الناعمة الإيرانية

وتستخدم إيران مجموعة متنوعة من الأساليب لبسط نفوذها، بما في ذلك المبادرات التعليمية والثقافية والاغاثية، من خلال جامعة آزاد الإسلامية، حيث تسعى إلى توسيع نطاق هذه الجامعة الشهيرة خارج حدودها الوطنية، مع التركيز بشكل خاص على منطقة الساحل.

وتعمل إيران على دعم المجتمعات الشيعية المحلية ونشر التعاليم الدينية الشيعية، كما تنظم برامج التبادل الثقافي، والتي تلعب دورًا حيويًا في تعزيز العلاقات مع دول الساحل، ومن ثم تعزيز نفوذ إيران في المنطقة.

ومن خلال جمعية الهلال الأحمر الإيرانية، فإن هذه المنظمة تقدم المساعدات الإنسانية الأساسية وإغاثة المنكوبين في منطقة الساحل.

المخاوف الأمنية

وتحاول إيران استغلال الخلاف بين دول الساحل والغرب للتقدم بأجندتها المناهضة للغرب، كما أن هناك تعاون محتمل مع روسيا لزيادة النفوذ وتعزيز المصالح الاقتصادية، إضافة إلى تأجيج التوترات الطائفية ونشر التطرف، ثم خلق مساحة للجماعات الإرهابية والتطرفية لتعزيز وجودها في المنطقة.

ومن المتوقع أن تزيد إيران من تعميق وجودها في منطقة الساحل من خلال تعزيز الشراكات الاقتصادية، وتقديم المساعدة العسكرية والتدريب للدول الساحلية، وذلك لمواجهة النفوذ الغربي وتعزيز مكاسبها الاقتصادية والأيديولوجية.

Share
  • Link copied
المقال التالي