Share
  • Link copied

تقرير: السباق المحموم بين المغرب والجزائر نحو التسلح يثير قلقا متزايدا في صفوف الجيش الإسباني

في تقرير حديث، سلطت صحيفة “El Independiente” الإسبانية، الضوء على جهود المغرب لتعزيز قدراته الدفاعية من خلال عمليات الاستحواذ المستهدفة على أنظمة الأسلحة المتقدمة من مختلف دول العالم، لاسيما إسرائيل، وذلك في السباق المحموم بين الرباط والجزائر نحو التسلح، والذي أصبح مصدر قلق للثكنات الإسبانية.

وأفاد تقرير الصحيفية الإيبيرية، أن الجيران على الشاطئ الجنوبي من إسبانيا سيختتمون هذا العام بتحطيم الأرقام القياسية في الإنفاق العسكري، في سياق التنافس بين الاثنين، الذي يتصاعد منذ عام 2021، ويؤجج سباق تسلح المثير الكثير من القلق في الثكنات الإسبانية، في منافسة للقوة العسكرية الإسبانية.

وشدد التقرير، على أن تحالف الرباط مع تل أبيب، يغذي بسرعة تحديث المؤسسة العسكرية التي تم تقليص حجمها بأمر من الحسن الثاني بعد محاولات الانقلاب في أوائل السبعينيات، وفي الجزائر، العدو التقليدي للمغرب في فرض الهيمنة في المغرب العربي، لجأ النظام العسكري إلى دفتر الشيكات لإعادة تسليح نفسها.

وفي هذا الصدد، قال خيسوس مانويل بيريز تريانا، المحلل العسكري ومؤسس موقع OsintSahel.com، “إننا ندخل منطقة يبدأ فيها المغرب لأول مرة في امتلاك أسلحة أكثر وأفضل من القوات المسلحة الإسبانية في بعض المجالات، إننا نشهد تدويلاً متزايداً للقوات المسلحة المغربية، ومن الواضح أن هناك إرادة لدى المغرب لتحديث قواته المسلحة والارتقاء بها إلى المستوى المطلوب”.

وأشار التقرير إلى تصنيف Global Firepower، الذي يحلل 145 جيشًا في العالم، ويضع الإسبان في المركز رقم 21 – بين البولنديين والسعوديين، بعيدًا عن فرنسا (9) وإيطاليا (10) -؛ وإلى الجزائري في المربع 26؛ والمغربي في 61، ويقع بين بيلاروسيا وأوزبكستان.

وسجل أن الصورة الثابتة للتصنيف تخفي حركة السنوات الأخيرة، حيث تفاقم التنافس بين الجزائر والمغرب بشكل كبير في عام 2022، واكتسب المغرب وصولاً أكبر إلى التكنولوجيا الدفاعية بفضل تحسن العلاقات مع الولايات المتحدة، وخاصة مع إسرائيل، التي وقعت معها اتفاقية تطبيع في عام 2020.

ويسلط أحدث تقرير سنوي صادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، الضوء على التوازن العسكري العالمي لعام 2023، حيث تمتلك الرباط اليوم “الأسطول الأكثر تنوعاً من الطائرات بدون طيار في المنطقة، والذي يتألف من فرق صينية وإسرائيلية وتركية وأمريكية”. وهي حقيقة الجزائر، حيث قامت طائرات انتحارية مغربية بدون طيار بضرب قوات جبهة البوليساريو.

ومنذ منتصف العام الماضي، أصبح لدى الجيش المغربي نظام الدفاع الإسرائيلي المضاد للصواريخ باراك إم إكس، القادر على اعتراض التهديدات المختلفة، من صواريخ ABT عالية السرعة (تهديد التنفس الجوي)، على مسافات تتراوح بين 2 إلى 150 كيلومترا أو الصواريخ الباليستية التكتيكية التي تستخدم ثلاثة صواريخ اعتراضية مختلفة.

سجل في الإنفاق العسكري

ويوضح بيريز تريانا:”تركز التحسينات على أسطول الدبابات مع دمج M1 Abrams أو قاذفات الصواريخ”، مردفا: “إنهم يدمجون أنظمة متقدمة مضادة للطائرات، والتي كانت واحدة من أكبر ثغراتهم، ويشترون طائرات المراقبة والمراقبة والطائرات بدون طيار الانتحارية”.

بدورها، قالت هيزام أميرة فرنانديز، الباحثة في معهد إلكانو الملكي: “في عام 2023، من المتوقع أن تصل ميزانية الدفاع المغربية إلى 5.2٪ من الناتج المحلي الإجمالي، حيث إن حمى الشراء، التي أججها أيضا انتهاء وقف إطلاق النار مع جبهة البوليساريو الذي ظل ساريا منذ عام 1991، وهو ما يعكس الزيادة في ميزانية الدفاع، حيث بلغ الإنفاق العسكري للمغرب 5.4 مليار دولار (4.2٪ من الناتج المحلي الإجمالي).

واستنادا إلى تقرير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فإن “هذا الرهان لا يمر مرور الكرام في الجزائر التي تتقاسم حدودا مع المغرب بطول 2000 كيلومتر ولها تاريخ من الخلافات والشكوك، فالبنسبة للجزائر، فإن احتمال وجود مغرب أفضل تسليحا، ويستفيد من التحالفات الغربية، قد دق أجراس الإنذار نظرا لاعتمادها على الأسلحة الروسية”.

وبالإضافة إلى الحدود، يشترك كلا البلدين في الغموض الذي يحيط بجيوشهما، حيث يتأثر الجيش الجزائري بالنموذج والتكنولوجيا الموروثة من الحرب الباردة، والنموذج السوفييتي والعلاقة المميزة التي حافظ عليها مع روسيا، المورد الرئيسي له، بينما حاولت في الآونة الأخيرة تنويع مصادرها مع إيطاليا أو الصين أو ألمانيا.

وبحسب التقرير، فإن الجيش الجزائري، الذي يسيطر “بحكم الأمر الواقع” على الحياة السياسية في البلاد، يفتخر بأنه من بين أفضل الجيوش تجهيزا في شمال أفريقيا، حيث أكد في التقرير السنوي المذكور حول التوازن العسكري في العالم أن “هناك محاولة مستمرة لإضفاء الطابع المهني على القوات المسلحة، وهو ما انعكس في تخفيض الخدمة العسكرية الإلزامية من 18 إلى 12 شهرا في عام 2014”.

وجاء في التقرير أن “الصناعة والخدمات المحلية قادرة على صيانة المعدات”، وفي عام 2021، وصل إنفاق الدفاعي الجزائري إلى 9.1 مليار دولار (5.6% من الناتج المحلي الإجمالي)، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العام ليصل إلى 18 مليار دولار.

وبالمقارنة، خصصت إسبانيا 12825 مليون يورو (حوالي 13600 مليون دولار) لميزانية الدفاع هذا العام، وفي عام 2022، كان استثمارها يزيد قليلاً عن 1% من الناتج المحلي الإجمالي، وقد التزمت بزيادة إنفاقها لتحقيق الهدف النهائي المتمثل في الوصول إلى هدف الناتو المتمثل في إنفاق 2% على الدفاع في عام 2029.

ويرى تقرير الصحيفة، أن “الجهد الاقتصادي الذي تبذله الجزائر، والذي تموله مبيعاتها من المحروقات، مصحوب بالرغبة في اكتساب الخبرة الدولية، وفي نونبر 2020، تم تعديل الدستور الجزائري ليسمح بنشر قواته المسلحة خارج البلاد، وتقترح أميرة فرنانديز أن “هذا مؤشر واضح على أن الجزائر يمكن أن تتدخل في الدول المجاورة – مثل ليبيا – وأن تشارك أيضًا في عمليات حفظ السلام في إطار الاتحاد الأفريقي أو الأمم المتحدة أو الجامعة العربية”.

حضور دولي أكبر

وذكر التقرير، أنه هناك حضور دولي بارز تمارسه الرباط أيضًا، من خلال عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وفي التدريبات المتعددة الجنسيات، كما انتشرت في الخارج في مهام قتالية، وساهمت بطائرات إف-16 في تدخل التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن من عام 2015 إلى أوائل عام 2019.

وأجرى جنودها تدريبات مشتركة مع القوات الأمريكية والفرنسية والإسبانية أو الإسرائيلية/ لكن الكونجرس الأمريكي مارس ضغوطا على إدارة بايدن للتراجع عن سياسة التدريبات المشتركة مع المغرب وإيجاد موقع بديل لمناورات الأسد الأفريقي التي تم تنفيذها عام 2022 في غانا والمغرب والسنغال وتونس، وأعاد النظام المغربي العمل بالخدمة العسكرية الإجبارية مطلع عام 2019.

وتتكون أسلحتها بشكل رئيسي من معدات فرنسية وأميركية قديمة، “على الرغم من وجود خطط لإعادة تجهيز جميع الخدمات والاستثمار بشكل كبير في البحرية”، كما يؤكدون في تقرير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.

ويقوم المغرب بتشغيل قمرين صناعيين لرصد الأرض، وهو ما يلبي بعض احتياجات المراقبة، كما يعتمد المغرب على الواردات لشراء المعدات الدفاعية الرئيسية، ومع ذلك، فقد اجتذب استقرارها النسبي شركات الدفاع الغربية، مثل إيرباص وسافران وتاليس، لإنشاء مرافق لتصنيع وخدمات الطيران في البلاد.

تحدي اسبانيا

وأسهب التقرير، أن إسبانيا انخرطت في برنامج أوروبي، وهو برنامج مروحية تايجر، والذي كان فاشلاً، ومن ناحية أخرى، اشترى المغرب نسخة متقدمة من طائرات أباتشي وحصل أيضًا على 24 طائرة. إنها ميزة كمية.

وفي الحالة الإسبانية، تتضمن خطة التحديث تحديث طائرات الهليكوبتر من طراز شينوك التابعة للجيش والطائرات المقاتلة من طراز يوروفايتر، واقتناء أربع غواصات من طراز S-80، ومركبات مدرعة جديدة من طراز 8×8 وقمرين صناعيين للاتصالات العسكرية، فضلاً عن تعزيز دفاع الصناعة الذي يشمل نافانتيا، أو إيرباص أو سانتا باربرا سيستيماس.

وخلص التقرير، إلى أن مسألة قدرة الصفوف المغربية على التشكيل بالأسلحة الجديدة التي تصل إلى أفواجها، يزيد من حالة عدم الاستقرار والأزمات الدورية التي تتسم بها العلاقات الإسبانية المغربية -على خلفية منطقتي سبتة ومليلية، والصراع على الصحراء أو الأعمال العدائية بين الجزائر والمغرب.

Share
  • Link copied
المقال التالي