قالت وكالة الاستخبارات الجيوسياسية الألمانية، المعروفة اختصارا بـ (gisreportsonline)، يوم أمس (الأربعاء) في تقرير تابعته جريدة “بناصا” الإلكترونية وترجمته، إن موقف المغرب أصبح أكثر ثباتا في الصحراء الغربية المغربية، مشيرة إى أن التحولات الدبلوماسية تتحدى دعم الجزائر لجبهة البوليساريو.
وبحسب التقرير ذاته، فإن قضية الصحراء الغربية تعتبر واحدة من أقدم النزاعات الإقليمية في العالم، وقد شهدت تطورات مهمة في السنوات الأخيرة، حيث أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرًا عن تغيير في سياسة بلاده تجاه هذه القضية، معترفًا بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.
واستنادا إلى المصادر عينها، فإن هذا التحول الدبلوماسي يمثل خطوة مهمة نحو حل القضية، ويأتي في أعقاب تحركات مماثلة من دول أخرى مثل الولايات المتحدة وإسبانيا.
وتعتبر التطورات الأخيرة في قضية الصحراء الغربية مؤشراً إيجابياً نحو حل هذه القضية المستعصية. ومع اعتراف المزيد من الدول بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، تزداد آفاق حل القضية وتقريب الأطراف المتنازعة من بعضها البعض، ومع ذلك، لا يزال هناك العديد من التحديات التي يجب التغلب عليها قبل الوصول إلى حل نهائي.
وتعتبر قضية الصحراء الغربية المغربية واحدة من أقدم النزاعات الإقليمية في العالم، وقد شهدت تطورات مهمة في السنوات الأخيرة. فقد شهدنا سلسلة من الانتصارات الدبلوماسية للمغرب، حيث أعلنت العديد من الدول دعمها لمقترح المغرب بشأن الحكم الذاتي في الصحراء الغربية.
السيناريو الأكثر ترجيحاً: ترسيخ السيطرة المغربية
ويرى التقرير، أن نجاح المغرب في الحصول على دعم دولي متزايد يؤدي إلى تعزيز شرعيته في السيطرة على الصحراء الغربية، وعلى الرغم من عدم التوقع بتغييرات رسمية على مستوى الأمم المتحدة في المدى القصير أو المتوسط، إلا أن المزيد من الدول من المتوقع أن تغير موقفها رسمياً لصالح الرباط.
ويعزز هذا الاحتمال رؤية المغرب كحليف موثوق في سياق عدم الاستقرار المتزايد في منطقة الساحل.
ومن جهة أخرى، يواصل المغرب استثماراته في الصحراء الغربية، ضمن استراتيجية إقليمية أوسع. ومن الأمثلة على ذلك مشروع ميناء الداخلة الأطلسي، الذي يهدف إلى تسريع التكامل الاقتصادي وتسهيل التجارة مع دول الساحل الصحراوي.
السيناريو الأقل ترجيحاً: تجدد النزاع
في حين أن السيناريو الأول هو الأكثر ترجيحاً، فإن تجدد النزاع المسلح بين المغرب وجبهة البوليساريو لا يزال احتمالاً قائماً، وإن كان أقل ترجيحاً، ويمكن أن يحدث ذلك إذا اعتبرت جبهة البوليساريو أن الطريق الدبلوماسي لم يعد مجدياً، أو إذا تلقت دعماً عسكرياً من أحد الأطراف الإقليمية.
ومع أن الجزائر تبدو ملتزمة بعرقلة نفوذ المغرب في المنطقة، إلا أن مواجهة عسكرية مباشرة تبدو غير مرجحة في الوقت الحالي. ومع ذلك، من المتوقع أن تستمر التوترات بين الطرفين، لا سيما فيما يتعلق بالمنطقة العازلة ومخيمات اللاجئين الصحراويين في الجزائر.
وتؤشر التطورات الأخيرة في قضية الصحراء الغربية على تراجع نفوذ جبهة البوليساريو وتعزيز مكانة المغرب على الساحة الدولية. ومع ذلك، لا تزال التحديات قائمة، والوضع الإقليمي يمكن أن يشهد تغييرات تؤثر على مسار هذه القضية.
تعليقات الزوار ( 0 )