حوّل تفاقم الوضع الوبائي في المغرب، في الأسابيع الماضية، محطة أولاد زيان بمدينة الدار البيضاء، إلى بؤرة نشطة للنقل السري، خاصة بعد قرار وزارتي الداخلية والصحة، في الـ 26 من يوليوز المنصرم، والقاضي بمنع السفر من وإلى 8 مدن مغربية، قبيل عيد الأضحى الماضي، المحطة الطرقية أولاد زيان بالعاصمة الاقتصادية، إلى بؤرة كبيرة للنقل السري، الذي عرف انتعاشة كبيرة عقب “الإغلاق”.
بالرغم من قرار سلطات الدار البيضاء، إغلاق أكبر محطة طرقية بالمغرب، إلا أن سماسرة النقل، ما يزالون يتواجدون بكثافة في المنطقة، حيث يبحثون عن زبناء محتملين يقصدون أولاد زيان، للخروج من المدينة المغلقة، والسفر إلى مناطق أخرى، مستغلين حظر القيود المشددة التي فرضتها الحكومة لتفادي تفاقم الوضع الوبائي.
وتنتشر في الشوارع المجاورة للمحطة، حافلات وسيارات أجرة كبيرة، حيث يعمل السماسرة على إقناع المسافرين المحتملين، بنقلهم إلى وجهاتهم، حتى أن البعض منهم، لا يشترط توفر المواطن الراغب في الخروج من الدار البيضاء على رخصة استثنائية مقدمة من السلطات، نظرا لأن النقل يتم في مجمل خارج القانون.
وأفادت تصريحات لمواطنين من الدار البيضاء لـ”بناصا”، بأن هناك العديد من الحافلات التي تنشط في النقل السري، حيث تعمل على نقل المسافرين، بدءاً من الساعة السابعة مساءً، حيث يتجاوزون الطاقة الاستيعابية المسموح بها، وفي بعض الأحيان تمتلئ المقاعد بشكل كامل.
وبخصوص الأثمنة يقول أحد المسافرين لـ”بناصا”:”إن تسعيرة النقل تضافعت، وفي بعض الأحيان لـ 3 مرات، حيث يستغل أرباب الحافلات ومعهم السماسرة، الوضع الذي يعرف تشديدا على قيود السفر، خاصة من وإلى المدن المغلقة، ما جلهم يفرضون شروطهم على المواطنين الراغبين في السفر إلى هذه المناطق”.
وتابع المتحدث:”ما يجعل الثمن يرتفع أيضا، هو أن العديد من ممتهني النقل السري، سواء الحافلات أو سيارات الأجرة الكبيرة، ولا يشترطون أي رخصة استثنائية على المسافرين، حيث ينطلقون في الليل، ويتفادون نقط التفتيش الأمنية خلال الخروج أو الدخول من وإلى المدن التي شملها الإغلاق”.
وأضاف الشخص نفسه:”في حال كانت القيود مشددة على مداخل المدن، فإن الحافلات توقف المسافرين قبل وصول أول نقطة للتفتيش، وتطلب منهم تحمل مسؤولية ما تبقى من الطريق، حيث يجدون، غالبا، في المكان سيارات أخرى تستغل الموقف أيضا وتنقلهم لداخل المدن بطرق ليس بها نقاط تفتيش”، فيما “تبقى الحافلات في مكان قريب لتنتظر زبناء جدد يجلبونهم سماسرة النقل من المدينة التي وصلت إليها لتوها”.
وإلى جانب الحافلات، استغل العديد من سائقي سيارات الأجرة الكبيرة غير المرخص لها، الموقف، من أجل نقل المسافرين إلى وجهاتهم، بأثمنة جد مرتفعة، ومن دون التوفر على رخص استثنائيىة للتنقل، وهو ما يجبر العديد من المواطنين الراغبين في السفر، على التوجه إليهم، في ظل أن سيارات الأجرة الكبيرة المرخص لها، تشترط التوفر على الرخص الموقع من السلطات المحلية.
يشار إلى أن قرار وزارتي الداخلية والصحة، القاضي بإغلاق ثمانية ومدن كبرى، تسبب في انتعاش كبير في صفوف النقل السري بين المدن، حيث بات هذا النوع من الأنشطة، الملاذ الوحيد للعديد من المواطنين الراغبين في السفر إلى المدن التي شملها قرار منع السفر.
تعليقات الزوار ( 0 )