كثيرة هي الوقائع التي حدثت لنساء ورجال التعليم خلال امتحانات الباكالوريا دون أن تجد طريقها إلى وسائل الإعلام، ليس لأنها تفتقد إلى شرط الإثارة الذي تراعيه عدد من المنابر الإعلامية لاختيار الأخبار الصالحة للنشر، ولكن لأن التركيز يكون في الغالب على الأخبار ذات الصلة بالمترشحين، علما أنه لولا الأساتذة لما كان هناك شيء إسمه تكافؤ الفرص بين المترشحين للحصول على شهادة الباكالوريا.
جريدة “بناصا” توصلت بمجموعة من تلك الأحداث وفضلت تقديم بعضها إلى قراءها مع الحرص على عدم ذكر أي معلومة قد تكشف عن هوية الأساتذة الذين حكوا لها عن تفاصيلها.
الماء المعدني للتلاميذ فقط
بإحدى مراكز امتحانات الباكالوريا، وبعد مرور حوالي نصف ساعة على انطلاق مادة اللغة العربية، شرع أحد أعضاء لجنة الإشراف على الإمتحان في توزيع قناني الماء المعدني من الحجم الصغير على التلاميذ.
الأستاذان المراقبان اعتقدا أن العضو سيمدهما بقنينة الماء المعدني بعد الانتهاء من التلاميذ، لكن ذلك لم يحدث، إذ كان يغادر حجرات الامتحان تاركا وراءه الأساتذة يتساءلون عن سبب حرمانهم من الماء.
بعد انصرام مدة الامتحان، سأل أحد الأساتذة عضو اللجنة المشرفة على الامتحان، الذي تكلف بتوزيع الماء على المترشحين، عن سبب ذلك، فكان جوابه هو أن جمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ هي التي اقتنت قنينات الماء المعدني من ميزانيتها وهي من أخبرتهم أن يوزعوا الماء على التلاميذ فقط، الأمر الذي أثار موجة من التذمر والاستياء وسط مجموعة من الأساتذة المكلفين بالحراسة.
تعويض مراقبين صارمين بزميلين لهما
بعد ساعة تقريبا من انطلاق امتحان مادة الرياضيات، تدخل رئيس مركز الامتحان لتعويض أستاذين تكلفا بالمراقبة بإحدى قاعات الامتحان بزميلين لهما كانا ضمن لائحة الاحتياط، وذلك بعد وقوع مشاحنات وملاسنات بين بعض التلاميذ والأستاذين المراقبين نتيجة صرامتهما في محاربة الغش والتي تمثلت في منع بعض التلاميذ من الغش باستعمال الهواتف الذكية.
الأستاذان اللذان تم استبدالهما بمراقبين آخرين لم يتقبلا أن يقوم مدير مركز الامتحان بما قام به فقط لأنهما كانا يقومان بواجبهما في ضمان تكافؤ الفرص بين المترشحين، كما استغربا السماح للتلاميذ بإدخال الهواتف إلى قاعة الامتحان بالرغم من هذا الأمر يتعارض مع المذكرات المنظمة لامتحانات الباكالوريا.
تعاونو معنا شوية
بإحدى قاعات الامتحان، شرع الأستاذان المكلفان بالمراقبة منذ البداية في رصد أي حالة غش لضمان تكافؤ الفرص بين المترشحين، لكن قبل حوالي ساعة من انتهاء المدة المخصصة للامتحان، خاطب أحد المترشحين المراقبين بالقول: “تعاونو معنا شوية”.
في المرة الأولى التزم المراقبان الصمت، لكن حينما كررها التلميذ للمرة الثانية كان رد أحدهما هو أنهما يتواجدان بهذه القاعة ليس من أجل “التعاون” مع المترشحين.
قبل حوالي ربع ساعة من انصرم مدة الامتحان، غادر التلميذ صاحب الطلب القاعة بعد أن سلم ورقة التحرير إلى المراقبين دون أن يظهر على وجهه أنه غاضب أو غير راض على الحراسة الصارمة.
تهلاو فالتلاميذ
عند السد القضائي، أوقف أحد رجال الدرك الملكي سيارة كان على متنها أساتذة كانوا متوجهين لأداء مهمة المراقبة بإحدى مراكز الامتحان التي تبعد عن الوسط الحضري بحوالي 60 كيلومترا.
حينما علم الدركي بوجهتهم والغاية منها سمح لهم بمواصلة السير دون أن يطلع على رخص التنقل التي سلمت لهم من طرف المديرية، مخاطبا إياهم بالقول: “تهلاو فالتلاميذ”.
التوزيع غير العادل لحصص المراقبة
لجأ أساتذة وأستاذات بإحدى مراكز الامتحان إلى الاحتجاج عبر توقيع عريضة وتسليمها إلى إدارة المركز ردا على غياب المساواة أمام جداول حصص المراقبة.
وأوضح هؤلاء في العريضة التي تتوفر جريدة “بناصا” على نسخة منها، أن تكليفهم بالحراسة لمدة أسبوع يتنافى مع مدة أربعة أيام كحد أقصى التي حددتها الوزارة، معتبرين ذلك “تجسيدا صريحا للحكرة”.
تعليقات الزوار ( 0 )