شارك المقال
  • تم النسخ

تطاول الإعلام الفرنسي على مؤسسات الدولة ورموزها…نحن السبب!

أدانت النقابة الوطنية للصحافة المغربية بشدة إساءة مجلة “شارلي إيبدو” الفرنسية للمؤسسة الملكية من خلال نشر مواد ورسوم مسيئة للملك محمد السادس.

ردود الفعل من هذا القبيل، مهما بدت للبعض ضرورية للدفاع عن مؤسسات الدولة ورموزها، هي التي تعطي مصداقية وقيمة لتلك الحملات العدائية، لأنها تظهر الدولة المغربية كما لو أنها هشة، وتفتقد للمناعة اللازمة لمقاومة ما ينشر في الصحافة والاعلام الفرنسي.

إذا كانت الصحافة الفرنسية القريبة من قصر الاليزيه، أو من الدولة العميقة بتعبير آخر، توظف الكاريكاتير في حملات الاساءة لرموز الدولة المغربية ومؤسساتها الدستورية، فنحن أيضا لنا مواقعنا، وجرائدنا، وقنواتنا التي يمكن لها أن ترد بالمثل ضد الدولة الفرنسية بكل مؤسساتها.

اعتقد بأننا أصل المشكلة فيما ينشره الإعلام الفرنسي ضد البلد ومؤسساته، لأن المسؤولين في المغرب، هم الذين تركوا الهامش لساسة فرنسا وإعلام فرنسا، للتجاسر على المؤسسات الدستورية، واحتقار المجتمع!

لا زال التلفزيون الرسمي في المغرب ينشر للمغاربة مقاطع فيديو للوزراء المغاربة وهم يتحدثون لغة المستعمر، ولازالت هناك نخب اقتصادية تدافع عن مصالح فرنسا في المغرب، بل الأكثر من ذلك هناك وزراء في الحكومة الحالية يحملون الجنسية الفرنسية، ويعالجون في مستشفيات فرنسا ،ويقتنون العقارات في باريس، ويسجلون أبنائهم في أعرق الجامعات والمعاهد الفرنسية.

هناك تناقض بين الخطاب والممارسة في التعاطي مع استفزازات فرنسا. فبينما يظهرها البعض كعدو للدولة، يرتمي البعض الاخر في أحضانها، إلى درجة أن الإدارة في المغرب لا زالت مفرنسة وتقاوم بشراسة اعتماد التعريب، وهناك تغلغل ثقافي في المجتمع له تمظهرات واضحة في الثقافة، وفي التعليم، وفي الاقتصاد، وفي الإعلام..الخ

فرنسا دولة براغماتية ولديها تيار فرنكوفوني فعال داخل دواليب الدولة وفي المجتمع أيضا، ولولا وجود هذا التغلغل الفرنسي، لما تجرأ الرئيس ايمانويل ماكرون على توجيه خطاب إلى الشعب المغربي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتمرير رسائل ضمنية للمجتمع بعد أن تبين لفرنسا أن المغرب لا يحتاج لدعم ومساعدة فرنسا في جهود الإنقاذ بعد الزلزال الذي ضرب اقليم الحوز خلال الأسبوع الماضي.

الكلام عن السيادة الوطنية لا ينبغي أن يتحول الى خطاب ديماغوجي للاستهلاك السياسي والاعلامي بل ينبغي أن يكون نابعا من قناعة وطنية بأن المغرب أكبر من الجميع وفوق الجميع وأغلى من كل شيء.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي