Share
  • Link copied

تساؤلات حول تسلل جزائريين إلى الجنوب المغربي: ما هي مخططات النظام العسكري الجزائري؟

في ظل تصاعد التوترات بين المغرب والجزائر، أثارت حوادث تسلل مواطنين جزائريين إلى الأراضي المغربية عبر الحدود الجنوبية تساؤلات عديدة حول الأهداف الكامنة وراء هذه المحاولات.

ففي الأيام الأخيرة، تم الإعلان عن إلقاء القبض على عدد من الجزائريين الذين حاولوا التسلل إلى منطقة آسا الزاك المغربية، القريبة من مدينة تندوف الجزائرية.

وهذه الحوادث ليست الأولى من نوعها، حيث سبق أن شهدت المنطقة حوادث مشابهة، مثل حادثة “البحث عن الترفاس”، مما يدفع إلى التساؤل عن استراتيجية النظام العسكري الجزائري وأهدافه من هذه التحركات.

وتشهد منطقة آسا الزاك، الواقعة في جنوب المغرب، منذ فترة تحركات غير عادية من جانب جزائريين يحاولون عبور الحدود بشكل غير قانوني.

وهذه الحوادث، وإن بدت في ظاهرها مرتبطة بأنشطة فردية مثل البحث عن “الترفاس” (نوع من الفطريات الصحراوية)، إلا أنها تطرح تساؤلات أعمق حول دوافعها الحقيقية، خاصة في ظل التوتر السياسي والأمني بين البلدين.

عبد الرحيم المنار السليمي، أستاذ العلاقات الدولية والمحلل السياسي ورئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني، يرى “أن هذه الحوادث ليست عشوائية، بل قد تكون جزءًا من استراتيجية أوسع للنظام العسكري الجزائري”.

ولفت السليمي، إلى أنه وبعد سنوات من التوتر الدبلوماسي وقطع العلاقات بين البلدين، يبدو أن الجزائر تسعى إلى تعزيز وجودها قرب الحدود المغربية، سواء لأغراض استخباراتية أو لخلق حالة من عدم الاستقرار في المناطق الجنوبية المغربية.

 

استراتيجية النظام العسكري الجزائري

ويشير السليمي إلى أن النظام العسكري في الجزائر قد يكون له أهداف متعددة من هذه التحركات، منها: الاستطلاع وجمع المعلومات، وخلق توترات أمنية، ثم اختبار ردود الفعل المغربية.

وأوضح المصدر ذاته، أن هذه المحاولات قد تكون جزءًا من جهود لاستطلاع الوضع الأمني في المناطق الحدودية المغربية وجمع معلومات استخباراتية، كما قد تكون هذه التحركات محاولة لاختبار قدرة المغرب على تأمين حدوده الجنوبية وردود فعله الأمنية.

واعتبر أستاذ العلاقات الدولية، أن الجزائر قد تسعى إلى إثارة حالة من عدم الاستقرار في المناطق الجنوبية المغربية، خاصة في ظل الدعم المغربي المتزايد لقضية الصحراء الغربية المغربية.

من جانبها، تبدو السلطات المغربية واعية بهذه التحركات وتتعامل معها بحذر. فقد تم تعزيز الإجراءات الأمنية على الحدود الجنوبية، مع التركيز على مراقبة أي تحركات مشبوهة. كما أن المغرب يعتمد على تقنيات حديثة لمراقبة الحدود، بما في ذلك استخدام الطائرات بدون طيار وأنظمة المراقبة الإلكترونية.

وإذا استمرت هذه الحوادث، فقد تؤدي إلى مزيد من التوتر بين البلدين، خاصة في ظل غياب قنوات اتصال دبلوماسية فعالة. كما أن هذه التحركات قد تعقد الجهود الرامية إلى إيجاد حلول سلمية للنزاعات الإقليمية، بما في ذلك قضية الصحراء.

ويفتح تسلل جزائريين إلى الأراضي المغربية الباب أمام تساؤلات عديدة حول استراتيجية النظام العسكري الجزائري وأهدافه. وفي ظل غياب الشفافية وقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، تبقى هذه الحوادث مؤشرًا على حالة التوتر المستمرة في المنطقة.

Share
  • Link copied
المقال التالي