شارك المقال
  • تم النسخ

“تريفة” و”صبرا”.. سهلا “الحوامض” اللذان كسبا الرهان رغم ظروف الجائحة

بالرغم من الظروف الاستثنائية التي عرفها المغرب خلال الشهور الأخيرة، بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، والتي انعكست سلباً على العديد من القطاعات، من بينها الميدان الفلاحي، إلا أن موسم الحوامض بالدائرة السقوية لملوية، حقق نتائج فاقت توقعات وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات.

وكان موسم جني الحوامض، بدائرة ملوية، قد انطلق منذ حوالي شهرين، حيث تم الوقوف على زراعية ما يقارب 21.800 هكتار، أي أكثر بـ 10 في المائة من أهداف المخطط الفلاحي الجهوي لسنة 2020، والذي هدفت من خلاله الجهات الوصية، على زيادة المساحات المخصصة لزراعة الحوامض.

ويُعتبر سهلا “تريفة” و”صبرا”، الأبرز على الصعيد الوطني في إنتاج الحوامض، المعروفة بالجودة، والتي يكفي الصدح باسمها في الأسواق حتى يعلم المتبضّع، أنه المنتوجات المعروضة، جيدة، حيث يشكلان مع بقية المناطق المغروسة بالبرتقال في الدائرة السقوية لملوية، 20 في المائة، من مجموع المساحة الوطنية، المخصص لهذه الفاكهة.

وصعّب فيروس كورونا، من مهمة الفلاحين المنتجين للحوامض، في الدائرة السقوية المذكورة، بسبب الإجراءات التي أعلنت عنها الحكومة للتصدي لانتشار الفيروس، وعلى رأسها التباعد الاجتماعي، حيث عملت الوزارة الوصية، على إصدار مجموعة من الدلائل الموجهة لمهنيي القطاع، بغيةَ أخذ الحيطة والحذر، والالتزام بالتدابير، دون الإخلال بمردودية البرتقال.

وبالإضافة، إلى الصعوبات التي واجهت الفلاحين بسبب تفشي فيروس كورونا، فقد وجد العاملون في هذا القطاع، أنفسهم، وسط موسم اعتبره كثيرون الأصعب منذ سنوات طويلة، نظرا لأنه عرف وضعاً غير مسبوقٍ بسبب الجائحة، مع ندرةٍ في التساقطات، وتراجع كبير في حقينة سدي أولاد ستوت، ومشروع حمادي، الأخير الذي يعتبر الأكبر في المنطقة، إضافة إلى انخفاض منسوب وادي ملوية.

وسبق للعديد من الفلاحين أن توجهوا بنداءات متكررةٍ إلى الجهات المسؤولة، من أجل توفير المياه ليُقذوا موسم الحوامض، لاسيما في سهل “صبرا”، الذي كانت السلطات تتعامل بصرامةٍ مع أدوار السقي، في ظل التراجع الكبير الذي عرفته حقينة السدود، بسبب الجفاف، إلا أن الوضع، في النهاية، انتهى بتحقيق إجمالي جيد، مع تسجيل بعض الخسائر، التي مست الفلاحين الصغار.

ويضم سهل “تريفة”، بإقليم بركان، 86 في المائة، من المساحة المغروسة بالحوامض، فيما تقع الـ 14 في المائة المتبقية، بسهل “صبرا”، بجماعة أولاد ستوت، المحاذية لمدينة زايو، بإقليم الناظور، ويمثل هذان السهلان، حوالي 42 في المائة من مجموع الغرسات بالدائرة السقوية لملوية، علماً أن 30 في المائة، من مساحة “تريفة” و”صبرا”، المغروستان بالحوامض، تعتبر ضمن المنطقة المسقية.

وتبلغ المساحة المسقية بالري عبر تقنية “التنقيط”، حوالي 17 ألف هكتار، وهو الرقم الذي يعادل 80 في المائة من المساحة المغروسة بالحوامض، مع العلم بأن القطاع الأخير، يعتبر الأكبر من حيث توفير فرص الشغل بإقليم بركان، إلى جانب أنه يدر حوالي 600 مليون درهم سنوياً، مع مساهمته في استقطاب العملة الصعبة، باعتباره، من المنتوجات التي تُصدر إلى العديد من البلدان.

وكانت وزارة الفلاحة، قد حرصت على إنجاح موسم الحوامض، عبر مجموعة من الإجراءات التي شاركت فيها كل الجهات المتدخلة، مع توفير مياه السقي، وتسييرها بشكل دقيق، لاسيما وأن سنة 2020، عرفت ندرةً في التساقطات المطرية، بالإضافة إلى دعم المنتجين، عبر توزيع الأسمدة، على حوالي 2800 فلاح، من منتجي “الكلامانتين”.

يشار إلى أن ما بين 85 و 95 في المائة، من مجموع إنتاج الدائرة السقوية المذكورة، من “الكالامنتين”، الذي يشغل حوالي 65 في المائة، من إجمالي المساحة المزروعة بالحوامض بـ”ملوية”، يتم تصديره إلى الخارج، في ظلّ السمعة الطيبة التي يحظى بها، على المستوى الوطني والدولي.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي