احتلت مدينة الدار البيضاء المرتبة 158 في قائمة أغلى المدن في العالم للعمال الأجانب للمدن العربية، وفقًا لتقرير مسح تكاليف المعيشة لعام 2023 الصادر عن شركة “ميرسر” الأمريكية لإدارة الأصول، واستثمارات الأعمال، والاستشارات الهندسية، وبذلك تكون العاصمة الاقتصادية للملكة قد تراجعت في الترتيب العالمي بـ15 مركز مقارنة بالسنة الماضية.
وحلّت مدينة الرباط العاصمة الاقتصادية بالمرتبة 174 بعد أن تراجعت بـ 12 مراكز منذ العام الماضي، بينما تصدرت دبي بدولة الإمارات المركز الأول على صعيد العالم العربية في والمرتبة 18 على قائمة أغلى المدن في العالم للعمال الأجانب.
ويشمل الترتيب لهذا العام 227 مدينة من جميع أنحاء العالم، حيث يقيس التقرير تكلفة المعيشة وفقًا لأكثر من 200 عنصر في كل مدينة، بما في ذلك الإسكان، والنقل، والطعام، والملابس، والسلع المنزلية، والترفيه.
ويهدف هذا التحليل إلى توفير معلومات أساسية لأصحاب العمل، لتصميم حزم تعويضات فعّالة وشفافة للموظفين الدوليين.
وفيما يتعلق بالمدن العربية الأخرى، جاءت مدينة جيبوتي في المرتبة الثانية، ثم العاصمة الإماراتية أبوظبي في المرتبة السابعة والأربعين على مستوى العالم، بينما تذيلت كل من الجزائر والقاهرة وتونس لائحة الترتيب.
محمد أمين سامي، خبير الاستراتيجية وقيادة التغيير للمنظمات غير الحكومية، يرى أن “تراجع مدينتي الرباط والدار البيضاء في لائحة الترتيب السالف ذكره، يرجع بالأساس لأسباب الجفاف والتغير المناخي وغلاء الأسعار الذي لا يتماشى مع القدرة الشرائية للمواطنين”.
ضعف تنافسية المقاولات المغربية والحرب الاكرو-الروسية
وأوضح الخبير الاستراتيجي، في حديث مع “بناصا” أن “تداعيات فيروس كورونا وتأثير الحرب الاكرو-الروسية وتداعياتها على الاقتصاد المغربي نظرا لضعف تنافسية المقاولات المغربية، كانت أيضا من العوامل التي لعبت دورا كبيرا في احتلال مدينتي الرباط والدارالبيضاء المراكز التي حصلتا عليها في تقرير ميرسر لسنة 2023”.
من جانب أخر، أكد المتحدث ذاته، أن “صدارة دبي لم تأتي من فراغ، خاصة أن الإمارات تعتبر دبي هي حلقة الوصل بين آسيا والخليج والشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا، وبهذا تسعى دائما للحفاظ على مركزها الأول عربيا، حيث تقدمت دبي عن السنة الماضية بـ 13 نقطة لتحتل المركز الذي تصدرته حاليا”.
وأضاف أن “الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، احتلت المرتبة الرابعة عربيا و85 عالميا متقدمة بـ 18 نقطة، حيث يلاحظ إن الصراع الخفي بين الإمارات والسعودية بعد يظهر للعلن من خلال سعي كل دولة إلى التقدم في الدول العربية واحتلال مركز الصدارة كي تتزعم منطقة الخليج العربي”.
ووفقا لأمين سامي، فإنه “يلاحظ أن الرياض ماضية في مشاريعها الاستثمارية والعقارية وتطوير الخدمات واستقطاب الشركات الرأسمالية العالمية للحفاظ على مكانتها في منطقة الخليج العربي، مشيرا إلى “أن أبرز مفاجأة في التقرير هي صعود المنامة عاصمة الكويت للمركز الخامس عربيا و98 عالميا بزيادة 19 نقطة فالكويت اليوم عرفت انتعاشة اقتصادية كبيرة رغم تداعيات كورونا فيروس التي أثرت بشكل جلي على الاقتصادات العربية”.
تعليقات الزوار ( 0 )