Share
  • Link copied

تدبير هيكلي جديد داخل أروقة الإتحاد الأفريقي.. هل يصحح “الهفوات” السياسية ويقطع الطريق أمام تلاعب بعض الدول الأفريقية بالقوانين الداخلية؟

قرر المجلس التنفيذي بالتوافق بين جميع الدول الأعضاء الـ55 في جلسته غير العادية الثانية عشر المنعقدة (الجمعة) الماضية بمقر الاتحاد الافريقي بأديس أبابا اثيوبيا، اعتماد مبدأ التناوب بالتقييد الجزئي – التحكم في دور الرئيس ونائب الرئيس على أساس تناوب إقليمي يمكن التنبؤ به بناء على الترتيب الأبجدي الإنكليزي والتنافس المفتوح على حقائب المفوضين.

كما قرر المجلس أن يقدم إقليم الشرق مرشحا (أو مرشحين) لمنصب الرئيس، ويقدم إقليم الشمال مرشحا (أو مرشحين) لمنصب نائب الرئيس، على أن يقدم الاقليمان مرشحين من الإناث والذكور.

ووفقا للقرار ذاته، فإنه يحق للأقاليم الثلاث المتبقية (الوسط والجنوب والغرب) أن تقدم مرشحين اثنين على الأقل (واحد من الإناث والآخر من الذكور) لمناصب المفوضين الست، وسيحدد كل إقليم إجراءاته الخاصة لترشيح المناصب المؤهل لها .

ومن المرتقب أن يتم تلقي الترشيحات على الأقل 10 أشهر قبل الانتخابات المقرر عقدها في فبراير 2025، أي في شهر أبريل 2024، حيث سيتم فحص هذه الترشيحات من خلال لجنة الأفارقة البارزين المكونة من 5 أعضاء ممثلين لكل إقليم، للإشراف على الاختيار المسبق للترشيحات لأعضاء المفوضية خلال الانتخابات المقرر إجراؤها في فبراير 2025.

قطع الطريق أمام بعض الدول الأفريقية التي تتلاعب بالقوانين الداخلية

وفي هذا الصدد، اعتبر هشام معتضد الأكاديمي والخبير في العلاقات الدولية، أن “التدبير الهيكلي الجديد الذي يراد له أن يدخل حيز التنفيذ مع مطلع السنة القادمة يهدف إلى قطع الطريق أمام السلوك السياسي لبعض الدول الإفريقية التي كانت دائما تتلاعب بالقوانين الداخلية لهذا الجهاز القاري من أجل تحقيق مصالحها دون مراعاة مصلحة القارة بالأساس”.

وأوضح معتضد في حديث مع جريدة “بناصا”، أن “هذا التغيير يحمل جرأة سياسية في بناءه الهيكلي الجديد، لكن المسافة بين القوانين والتنفيذ يجب أن تتحلى بالإنخراط المسؤول لقيادة الأجهزة داخل الإتحاد الإفريقي من أجل ترجمة هذه الرغبة إلى واقع ينعكس على جودة العمل السياسي القاري و أصالة سلوكه الدبلوماسي”.

ويرى المصدر ذاته، أن “الثقافة التدبيرية داخل أروقة الإتحاد الإفريقي مازالت أمامها طريق طويل من البناء التدبيري الديمقراطي لتثبيت هيكلة سياسية تترجم رغبة القيادات الأفارقة وتطلعات شعوبها دون مزايدات سياسية أو إديولرجية فكرية تخدم أجندات محددة بعيدًا عن التعددية السياسية والرغبة التنموية للأفارقة”.

تصحيح الهفوات السياسية داخل أجهزة الإتحاد الإفريقي

في المقابل، “هناك رغبة حقيقية من رواد الشباب الإفريقي السياسي والدبلوماسي للقطع مع الممارسات التي تسيء للإتحاد الإفريقي وبناء القرار الإفريقي في شموليته وأن هذه الحركية في التدبير الهيكلي الذي ستعتمده أجهزة الإتحاد الإفريقي بداية لتصحيح الكثير من الهفوات السياسية داخل مقرها”.

وأكد معتضد، أن “هذا التوجه الجديد في إختيار قيادات الإتحاد الإفريقي لا يجب أن يكون مجرد مساطير للإستهلاك الإعلامي أو التضليل السياسي من أجل إمتصاص غضب المطالبين بالتغيير الحقيقي داخل أروقة الإتحاد، وإنما على الجميع الإنخراط الجدي والفعَّال في بناء مكتسبات جديدة تعكس رغبة الروح السياسية الجديدة التي تنبعث من شباب القارة.

وأشار الخبير في العلاقات الدولية، إلى أن “المقاربة الجديدة التي سيتم إعتمادها في تدبير إنتخابات الرئاسة ودائرتها، ستحظى من دون شك بمتابعة لصيقة من طرف مختلف القوى الحية في القارة الإفريقية وسيتم تشخيص هذا التمرين الجديد من أجل التأكد من مدى صحيته السياسية في ترجمة رغبة الدول الإفريقية والأفارقة.

Share
  • Link copied
المقال التالي