شارك المقال
  • تم النسخ

تخفيف القيود يرفع من وتيرة “الهجرة السرية” من المغرب نحو الضفة الأوروبية

شهدت السواحل المغربية، خلال الاشهر القليلة الأخيرة، إحباط عدة عمليات خاصة بالهجرة السرية، التي حاولت تهريب عشرات المواطنين المغاربة والأفارقة المنحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء، صوب القارة الأوروبية وجزر الكناري، إلا أن وثيرة الوصول إلى الأراضي الأوروبية انتعش بشكل كبير بعد تخفيف قيود السفر بين البلدان.

ووفق الأخبار التي توردها السلطات الأمنية، بين الحين والآخر، فإن عمليات تهريب البشر، تنشط بالمناطق الصحراوية، خاصة السواحل القريبة من جزر الكناري، حيث يتم احباطها، وتكشف التحريات التي تمت في الأمر عن وجود شبكات تهريب دولية ومحلية، تقوم باستقطاب الشباب الراغبين في الهجرة ومراهقين وقاصرين مقابل مبالغ مالية متفاوتة.

وخلال الأسبوع الأخير، أحبط المصدر ذاته، عمليات في السواحل المغربية، أبرزها عملية للهجرة السرية وتوقيف ثلاثة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 29 و33 سنة، وذلك للاشتباه في ارتباطهم بشبكة إجرامية تنشط في تنظيم عمليات الهجرة غير المشروعة والاتجار بالبشر، التي تمت يومه الاثنين، بمدينة الداخلة.

وفي سياق متصل، أنقذت السلطات المغربية، قاربًا في عرض ساحل مدينة طانطان، على متنه 58 شخصًا، بينهم سيدة وقاصر، أثناء محاولتهم الهجرة بصورة غير مشروعة، وجميعهم من جنسية مغربية، كانوا في “حالة خطر في عرض البحر”، حيث تم تحديد موقع القارب على مسافة 45 ميلًا غرب ميناء طانطان.

وفي تصريح، مسير إحدى وكالات الأسفار بالمغرب، فإن ‘’عدد الراغبين في السفر إلى تركيا، خاصة الشباب منهم، ارتفع بشكل ملحوظ خلال الأشهر القليلة الأخير، حيث توصلوا بعدد كبير من الملفات الخاصة، بشباب غالبيتهم في العشرينات والثلاثينات’’.

ويضيف المصدر ذات في تصريحه لمنبر بناصا أن ‘’التخفيضات التي سنتها عدد من الشركات والفنادق، أغرت الشباب الراغب في الهجرة بطريقة غير نظامية، إلى أوروبا، عبر جبال البلقان، بعدما نجح العديد منهم في الوصول إلى أوروبا، وتوثيق ذلك عبر مقاطع فيديو نشرت على منصة اليوتيوب’’.

مشيرا في ذات السياق، إلى أن عدد من هؤلاء الشباب، سبق لهم أن كانوا في تركيا، قبل الجائحة، واخرون عادوا إلى الوطن في عز أزمة كورونا، خلال الرحلات الاستثنائية، من أجل إعادة المحاولة، وتكرار العملية من أجل الوصول إلى العواصم الأوروبية’’.

وفي سياق متصل، كشف تقرير صادر عن المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود (GI-TOC)، عن وجود الاف المهاجرين المغاربة الشباب المتواجدين بالبلقان، حيث رصد التقرير وجود مهاجرين من دول عدة من بينها المغرب الذي يحتل مراتب متقدمة في نسبة المهاجرين السريين المتواجدين بالمنطقة.

وأشار التقرير الذي اطلع عليه منبر بناصا، إلى أن المهاجرين المغاربة يحتلون المرتبة الأولى في عدد المهاجرين السريين المتواجدين بمنطقة ‘’مونتينيغرو’’، في الفترة الممتدة بين 2015 و2020، في يحتل المغاربة المرتبة الثالثة في ‘’ألبانيا’’ بعد كل من سوريا وأفغانستان، ونفس المرتبة في ‘’البوسنة والهرسك’’ بعد كل من باكستان وأفغانستان، في الفترة ذاتها.

وأكد المصدر ذاته، على أن عدد المغاربة الذين تم توقيفهم باليونان سنة 2019، بلغ ما مجموعه 2814 مهاجر سري، كما هو الشأن لعدد الجزائريين الذي بلغ عددهم 2057  والسوريين 21395 والتركيين 8017، وجنسيات أخرى، وباكستان والصومال والفلسطينيين والايرانيين والكاميرونين والعراقيين والافغان والجيورجيين.

واستنادا إلى التقرير فإن  الفترة الممتدة بين عام 2020 سجل 11971 مهاجراً وطالب لجوء في ألبانيا (مغاربة وسوريون وأفغان وعراقيون)، و16211 في البوسنة والهرسك (مغاربة وباكستانيون وأفغان وبنغلاديشيون). وفي الجبل الأسود وصل عددهم إلى 2898 حالة (مغاربة وأفغان وإيرانيون وجزائريون).

وأوضح التقرير أن عدد الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و30 سنة، من طالبي اللجوء بدول البلقان، ينحدرون من دول شمال افريقيا والشرق الأوسط، غالبيتهم من المغرب وايران والعراق وسوريا، والجزائر وإثيوبيا وايريتيا، وهم ضحايا شبكات الاتجار في البشر المتمركزة في اليونان ومقدونيا الشمالية، مقدونيا الشمالية وصربيا، صربيا والمجر، وكرواتيا والبوسنة والهرسك.

وحسب التقرير المنجز بعدد من اللغات من بينها الانجليزية، فإن رحلة العبور بين الدول البلقانية، تستوجب التوفر على مبلغ مالي يتراوح بين 1000 و30000 يورو،  حيث يكلف المرور  من سوبوتيكا في شمال صربيا إلى ملجأ بالقرب من الحدود المجرية، 2500 يورو، ومن اليونان إلى ألبانيا، يدفع المهاجرون ما بين 1000 و2500 يورو، وتشمل هذه الأسعار خدمات النقل من المناطق الجنوبية من كورجا وجيروكاسترا، إلى موانئ البحر الأدرياتيكي فلورا ودوريس، أو مدينتي شكودرا وكوكس الشماليتين.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي