كشفت صحيفة “الكونفدينيسيال” الإسبانية، معطيات جديدة ومثيرة في قضية ما بات يعرف بـ”بن بطوش”، والمتعلّقة بدخول زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي، إلى الأراضي الإسبانية بهوية مزورة بغرض الاستشفاء من مضاعفات فيروس كورونا.
وتبيّن من خلال هذه المعطيات، أن ابراهيم غالي كان مرافقاً بشخص يُدعى “محمد الصغير نقاش” جزائري الجنسية، بصفته طبيباً شخصياً لزعيم البوليساريو، قبل أن تكشف التحريات بشأن هذا الشخص الذي لم تُطلب منه هويته حينها، أنه دخل هو الآخر بوثائق مزورة.
ويتعلّق الأمر، وفق الصحيفة الإسبانية، بشخص يُدعى “عتبة محمد لامين”، في حين أن الهوية التي دخل بها التراب الإسباني ومن ثم مستشفى “لوغرونيو” الذي تلقّى فيه غالي العلاج، تعود لوزير للصحة جزائري سابق والذي وافته المنية قبل ما يزيد عن عام من استقبال غالي.
وأبرزت الصحيفة، أن هذه المعطيات الجديدة بيّنت أنه تم التلاعب بالحكومة الإسبانية في عهد وزيرة خارجيتها السابقة “أرانتشا غونزاليس”، ذلك أن هوية الشخص المذكور لم تكن آنذاك محل شك لدى السلطات الإسبانية رغم علمها بهوية “بن بطوش” الحقيقية.
وكشفت المصادر ذاتها، أن هذه المعطيات هي الآن على طاولة قاضي التحقيق في محكمة سرقسطة، بعد استلامه وثائق من قبل المدعي العام الإسباني، رغم مؤازرته في هذه القضية لوزيرة الخارجية والمدير السابق لمجلس الوزراء، المتابعان في هذه القضية.
ويعتبر رافاييل لا سالا، قاضي التحقيق في هذه القضية، حسب الصحيفة، أن ما أقدم عليه مرافق “بن بطوش” موضوع الوثائق المذكورة، يدخل في إطار “عملية للهجرة غير النظامية”، خاصة وأنهم جميعاً قدّموا هويتهم شفهياً فقط.
وأشارت الصحيفة ذاتها إلى أنه تم التوصل إلى هوية “الطبيب الجزائري” بعد توصّلها بمعلومات كون ابراهيم غالي، حين نزل في مطار سرقسطة واستقل سيارة إسعاف صوب مستشفى لوغرونيو، كان برفقته شخص ثالث يرتدي بدلة وربطة عنق، خاصة بعد التعرّف على هوية الشخص الثاني والذي لم يكن سوى ابنه.
وكشفت تحقيقات الشرطة الإسبانية أن الاسم الذي دخل به الشخص الثالث يعود لوزير للصحة جزائري سابق، وهو الاسم نفسه الذي أُطلق على المستشفى الذي تلقّى فيه ابراهيم غالي العلاج في الجزائر قبل سفره إلى إسبانيا بعد تضاعف حالته الصحية، وهو طبيب وشخصية بارزة في حركة الاستقلال الجزائرية، تولّى وزارة الصحة في عام 1962.
تعليقات الزوار ( 0 )