يتجه المغرب إلى جمع مختلف الأطراف الليبيين المتنازعة من جديد، ولملمة الجراح والدفع نحو لقاء ثان بالصخيرات لتوقيع الاتفاق من جديد.
ويستعد المغرب إلى عقد لقاء جديد يجمع الأطراف الليبية المتنازعة، تتزعمه الدول المغاربية، وخاصة المغرب وتونس والجزائر، باعتبار أن جميع الأطراف المغاربية تتوحد في تصوراتها للأزمة الليبية، وكلها دول داعمة لمخرجات اتفاق الصخيرات، وتعارض خليفة حفتر بشكل صريح، وفق ما ذكرته أسبوعية “الأيام”.
ويرادُ من هذا التحرك المغربي، الدفع بالليبيين الجلوس إلى طاولة الحوار من جديد، والتوصل إلى اتفاق سيطلق عليه “اتفاق الصخيرات 2″، تحتضنه المملكة برعاية مباشرة من الملك محمد السادس، وهي المبادرة التي تدافع عنها تركيا أيضاً التي تتمتع بعلاقات جيدة مع الدول المغاربية، وتدعم بدورها اتفاق الصخيرات، وحكومة فايز السراج، والتي تدخلت في الأشهر الأخيرة عسكريا لدعمها، ومساعدتها في استرجاع العديد من الأراضي التي استولى عليها في وقت سابق خليفة حفتر، وخلقت بتدخلها نوعاً من “توازن الرعب” على الأراضي الليبية.
وفي هذا السياق، ترفض الأطراف المغاربية الثلاث التي تتوفر على موقف شبه موحد من الأزمة الليبية، أي تدخل أجنبي بما فيه التركي، وتعتبر الملف الليبي يهم الدول المغاربية بالأساس، بحكم أن ليبيا جزءٌ من دول المغرب العربي الخمس، ويعقد المغرب الأمل، على هذه المبادرة بخصوص ليبيا، والتي يريد من خلالها أن يحتضنها على أراضيه ويعطيها بعداً مغاربياً، كي تساهم في إحياء اتحاد المغرب العربي، سيما وأن الوضع الأمني في هذه الدولة، يدخل ضمن الأمن القومي لباقي دول الاتحاد الخمس.
وفي سياق ذي صلة، تريد بعض القوى العظمى في العالم القفز على تأييد جميع دول المغرب العربي “لاتفاق الصخيرات 2″، ولحكومة فايز السراج، غير أن القاسم المشترك بين هذه الدول هي أنها لا يمكنها أن تفعل ما تقوم به الامارات مثلا مع خليفة حفتر، أو ما تفعله تركيا مع حكومة فايز السراج، بحكم أنها دول مغلوبة على أمرها ماديا، ولا يمكن أن تساير البذخ الاماراتي أو الفرنسي أو الروسي أو الأمريكي أو التركي، في تمويل الحروب الأجنبية، وبذلك فهي تعول على طاولة الحوار، وشرعية الانتماء لنفس الفضاء المغاربي والمحيط الاقليمي، خاصة وأن المغرب نجح في وقت سابق في ايجاد حل للأزمة الليبية، بعد أن توصلت الأطراف المتنازعة يوم 17 دجنبر 2015، إلى اتفاق الصخيرات، فحينها اتضح أن المغرب نجح في ما فشلت فيه سويسرا “مؤتمر جنيف” وفرنسا “لقاء بريس 1و2” والامارات “اللقاء السري في دبي”، وآخرها قمة برلين التي أقصي منها المغرب، ثم المبادرة المصرية، والتي لم تحضرها جميع الأطراف.
وفي سياق الموضوع، يرفض المغرب مبادرة السيسي، شكلاً ومضموناً ويتمسك باتفاق الصخيرات، خاصة وأن هذه المبادرة، جوهرها حفظ ماء وجه خليفة حفتر الذي تلقى هزائم متتالية على الميدان بعد التدخل العسكري التركي، كما أن مبادرة السيسي التي أطلق عليها “بيان القاهرة”، جمعت شخصين فقط، وهما خليفة حفتر ورئيس مجلس النواب طبرق عقيلة صالح، بهدف وقف إطلاق النار في ليبيا، رحبت بها الامارات والسعودية وروسيا والبحرين والأردن وفرنسا، في الوقت الذي تجاهلتها تركيا وجميع الدول المغاربية.
تعليقات الزوار ( 0 )