Share
  • Link copied

تحذيرات من كارثة إنسانية وبيئية في غزة.. “مقابر جماعية” وجثث مكدسة في شاحنات صغيرة وأطفال تحت الأنقاض

أصبحت التقارير الواردة في كل يوم، وعلى مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، القادمة من غزة المحاصرة أكثر كآبة من أي وقت مضى، جثث مكدسة في شاحنات صغيرة، وأطفال يتم انتشالهم من تحت الأنقاض، ومناطق سكنية سويت بالأرض، وقتل الآلاف، بينما أُجبر حوالي مليون شخص على ترك منازلهم.

هذا ما استهلّت به صحيفة (Financial Times) البريطانية تقريرا لكاتبتها رولا خلف، خصصت جانبا منه للأوضاع الكارثية والمأساوية داخل قطاع غزة، مشيرة إلى أن هناك نقص شديد في الغذاء والمياه والوقود اللازم لتشغيل محطات تحلية المياه والمولدات.

وأشارت الكاتبة اللبنانية ضمن مقالها التحليلي، إلى أن الخدمات الأساسية، التي كانت سيئة حتى قبل أن تشن إسرائيل هجومها الانتقامي على غزة في أعقاب الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر انهارت وسوف تزداد سوءا.

وحذرت الكاتبة من كارثة إنسانية وبيئية، بسبب توغل الدبابات الإسرائيلية، في الأيام الأخيرة، في القطاع تحت غطاء قصف جوي عنيف ليلة الجمعة، حيث أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن مرحلة جديدة وواسعة من الحرب قد بدأت.

وأوضحت الكاتبة، أن العقاب الجماعي الذي تفرضه إسرائيل على 2.3 مليون شخص محاصر في غزة ــ نصفهم تقريبا من الأطفال ــ يجب أن يتوقف. وقُتل أكثر من 8000 شخص – من بينهم أكثر من 3000 طفل – في القصف الإسرائيلي الذي استمر ثلاثة أسابيع على القطاع، وفقًا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي إنه “لا يثق في العدد الذي يستخدمه الفلسطينيون للقتلى”، ولكن في الصراعات السابقة بين إسرائيل وحماس، عندما هدأ الغبار وأجرت وكالات الأمم المتحدة إحصائياتها الخاصة، لم تظهر أي تناقضات كبيرة مع تلك التي أعلنها مسؤولو الصحة في غزة.

وبدلاً من المراوغة بشأن الأرقام، يجب أن ينصب تركيز بايدن على الضغط على إسرائيل لحماية المدنيين واحترام قواعد الحرب، فحجم الدمار في القطاع واضح للجميع، كما أعرب مسؤولون في الأمم المتحدة عن قلقهم إزاء “الانتهاكات الواضحة للقانون الإنساني الدولي” التي تحدث في غزة.

وفرضت إسرائيل حصارا على غزة وأمرت نصف السكان بالتحرك جنوبا بعيدا عن شمال القطاع، متهمة حماس باستخدام المدنيين كدروع بشرية، والآن أمرت إسرائيل بإخلاء المدارس والمستشفيات في الشمال حيث لجأ عشرات الآلاف من الأشخاص إلى ملاذ آمن.

ويقدر الجيش الإسرائيلي أنه لا يزال هناك ما بين 300 ألف إلى 400 ألف شخص في الشمال، وهو محور الهجوم البري، وطوال الوقت، لم تسمح إسرائيل إلا بدخول قدر ضئيل من المساعدات إلى غزة، أي حوالي 131 شاحنة مقارنة بـ 500 شاحنة كانت تدخل يوميا قبل 7 أكتوبر.

وفي الخلفية، يتصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة، حيث قُتل أكثر من 100 فلسطيني، بعضهم على يد قوات الأمن والبعض الآخر على يد المستوطنين اليهود، ومع تصاعد التوترات في جميع أنحاء المنطقة وخارجها، يخشى الدبلوماسيون من احتمال اندلاع صراع أوسع نطاقا.

وشددت صاحبة المقال، على أنه قد حان الوقت لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، ومن شأن ذلك أن يخفف معاناة الفلسطينيين ويهدئ التوترات الإقليمية. ويجب على حماس إطلاق سراح جميع الرهائن.

ويتعين على حلفاء إسرائيل أن يضغطوا على حكومة نتنياهو للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة ورفع الحصار عنها، كما يتعين عليهم أيضاً أن يوجهوا إسرائيل نحو خطة أكثر قبولاً لإبطال التهديد الذي تفرضه حماس، وخطة لا تدفع إسرائيل والمنطقة إلى الهاوية.

Share
  • Link copied
المقال التالي