وجهت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بقيادة شكيب بنموسى، صدمة من العيار الثقيل، إلى شريحة واسعة من المغاربة، بعدما قرّرت وضع شروط غير مسبوقة للترشح لمباريات توظيف أطر الأكاديميات، على رأسها ألا يتعدى سن المترشحين الت 30 سنة، بالإضافة إلى مراعاة النقطة المتحصل عليها في الباكالوريا، عند الانتقاء.
وسادت موجة من الغضب في صفوف مختلف الراغبين في الترشح، الذين خرجوا في مدينة فاس من أجل الاحتجاد ضد قرار “وزارة بنموسى”، الذي وصف بأنه مخالف للقانون والدستور، إلى جانب أنه يهدّد بمفاقمة أزمة البطالة التي يعانيها المغرب، والتي زادت نسبتها بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد.
وفي هذا السياق، قال جلال العناية، عضو المكتب الوطني للمنظمة الديمقراطية للتعليم، المنضوية تحت لواء المنظمة الديمقراطية للشغل، إن الشروط المنصوص عليها في المباراة، “فيها حيف وظلم تجاه فئات كبيرة من الشباب المغربي المعطل، خاصة منهم الذين تجاوزوا الـ 30 سنةً”، مضيفاً أنه “من شأن هذه الشروط أن تزيد من تعميق مشكل البطالة بين أبناء الشعب المغربي”.
وتابع العناية، في تصريح لجريدة “بناصا”، أن هذه الشروط ستتسبب في “إقصاء العديد من الشباب الذين تجاوزوا 30 سنة، وهذه الفئة تشكل النسبة الأكبر من المعطلين”، منبهاً إلى أن “هناك مسألة أخرى، وهي أ، الوزارة تريد أن يقضي هؤلاء المرشحون أكثر من 30 سنة من العمل، بمعنى أن هؤلاء سيحلون مشكل الذين سيتقاعدون مستقبلاً (حل مشكل صندوق التقاعد)”.
وكانت نسبة البطالة في المغرب، قد وصلت إلى نسبة كبيرة بعد جائحة كورونا، حيث انتقلت من 12.3 في المائة، خلال الفصل الثاني من سنة 2020، إلى 12.8 في المائة، خلال الفصل الثاني من السنة الجارية، مع تسجيل المعدل لارتفاع حادّ في الوسط الحضري، الذي قفز فيه من 15.6 في المائة، إلى 18.2 في المائة، بسبب فقدان العديد من الشباب لمناصب العمل جراء الوباء.
وشهد معدّل البطالة، وفق أحدث الأرقام الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط، ارتفاعاً في صفوف كلا الجنسين بواقع 15.9 في المائة، بالنسبة للإناث، و11.9 في المائة للذكور، كما قفز معدل البطالة في صفوف حاملي الشهادات بالمغرب، من 18.2 في المائة حلال الفصل الثاني من 2020، إلى 20.4 ف الفصل الثاني من 2021.
وسجلت المندوبية أيضا، ارتفاع معدل البطالة في صفوف حاملي شهادات المستوى العالي بـ 3 نقط، حيث بلغ 25.3 في الفصل الثاني من سنة 2021، بعدما كان 22.3 خلال الفصل الثاني من السنة الماضية، ليزيد رقم العاطلين عن العمل بـ 128 ألف شخص في ظرف سنة واحدة، متنقلاً من مليون و477 ألف، إلى مليون و605 ألف، أي ما يمثل ارتفاع بـ 9 في المائة.
تعليقات الزوار ( 0 )