Share
  • Link copied

تجليات القوة الناعمة في محاصرة ترامب

لمعرفة حرية اي كان، يستحسن استحضار بعد الإشارات التي عرفها الرئيس الأمريكي الذي تنتهي ولايته عند عشرين من هذا الشهر من خلال رصد بعض الاشارات التي نستحضرها ومنها أقدام بنك بحجم عالمي الدوتشبنك على ايقاف تدبير حساب رئيس، ولو كان للولايات المتحدة، ولو كان يحقق أرباحا معه ، تعطي فكرة للذين يتوهمون حجم وامكانات الصراع مع المؤسسات العالمية وسهولة مواجهتها،

من المعلوم انه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، انتجت مؤسسات وهيئات ومنظمات، جعلت من هذا العصر ، عصر محدودية سيادة الدول، وبالتالي الذين يتوهمون انه مجرد الوصول إلى الحكم، سيصنعون المعجزات، واهمون وغير مدركين للواقع العالمي، فالأمر مرتبط اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا بعدة قوى منها ما هو واضح ومنها ما هو ضمن مصالح واستراتيجيات اكبر من أن يفصح عليها كلها ولا علاقة الأمر بنظرية المؤامرة وإنما باستمرار نظام وضع من طرف الغاليين ضد باقي قوى العالم، بحيث يكفي مجموعة من القرارات من هذه المؤسسات والمنظمات، حتى يطلب ( الياء بالضمة) رأس من وصل بانتخابات أيا كانت جرعة الديمقراطية أو الاستبداد فيها، من طرف من أوصل، اي الذي صوت طمعا في تحقيق مصالحه، والأمثلة حية وكثيرة وأكبر من أن تحصى، ويكفي أن ينظر المتأمل لنتائج الانتخابات بعد ما سمي ” بالربيع العربي” الذي استغلته الشعبوية ثم تأكد أن المشهد اكبر منها.

مما انتج في هذا العصر، مجموعة من مؤسسات، التي توحي للوهلة الأولى بمساحة من الحرية، غير أنها محدودة بقواعد مفكر فيها، و منها حرية الأشخاص، مهما كان موقعهم ووزنهم، ولدى وجد الرئيس الأمريكي دون حساب على المواقع الاجتماعية، بمعنى أنها أداة مرخصة مؤقتا ضمن قواعد لابد مراعاتها واحترامها،

من هنا فالخلاصة الأولى:

لا داعي لكثرة الشجاعة على صفحات التواصل الاجتماعي، و التنظير العصي على التنفيد، لأنه يفتقد الأدوات والامكانات، فهناك قبضة ما ، تخنق من تجاوز خطوط قواعد اللعبة، و بالتالي:

من أهم المشاريع الفكرية والعلمية هو إنقاذ الإنسانية وحمايتها، على اعتبار اننا جزء منها، ونشعر بخطورة ضياعها ، وليس البحث عن حماية القبيلة او نموذج من الفهم، على اعتبار أنه الحق، وصناعة الزعامات على نموذج الماضي، فكل تلك النماذج خارج نسق التاريخ المعاصر. واستعير قولة للسيد ميمون النكاز قالها في سباق لمحاضرة متميزة،
بناء جبهة حنفاء الحضارة المعاصرين، الذين يجيبون على إشكالات الانسانية، وليس مشروع طائفة أو قبيلة فالأمر اكبر منهما.خاطرة

الدرس المستخلص الثاني أو الخلاصة الثانية من إغلاق حساب ترامب، انه:

لا يوجد شخص له ملكية محفظة للجدار، ولو كان رئيس الولايات المتحدة و على صاحب الجدار أن يشتم برفق، وينتقد بذكاء، فمفاتيح هذا الهامش من حرية التعبير تخضع لقواعد، لم نساهم في صناعتها، و يملك الآخر القدرة على استعمالها

-هناك في مكان ما من ويمحي كل صفحة بالضغط على زر، فالضيوف لا يشترطون قواعد اللعبة، و صبر أصحاب الجدار الحقيقيون انما من أجل اكتشاف مجموعة من الأمراض النفسية والعقلية في العالم الاسلامي، وضمن ذلك أيضا الكشف المبكر من إيجاد على العلاج والحلول بالنسبة لهم ومن وجهة نظرهم.

صدق اجدادنا حين قالوا بكل وضوح: المكسي بديال الناس عريان!

*أستاذ التعليم العالي فاس

Share
  • Link copied
المقال التالي