شارك المقال
  • تم النسخ

“تبقى لعبة”.. دعوات مغربية جزائرية لسيادة الروح الرياضية قبل مباراة المنتخبين

في الوقت الذي اختار فيه العديد من النشطاء في الجزائر والمغرب، منح مباراة المنتخبين في ربع نهائي كأس العرب المقام في قطر، أكثر من حجمها الرياضي، وربطها بالتوتر الذي يعيش على وقعه الجاران، فضل آخرون من كلا البلدين، المطالبة بضرورة إبقاء الموقعة في إطارها، والحرص على سيادة الروح الرياضية بعد نهاية اللقاء.

ويلتقي المنتخبان مساء اليوم السبت، من أجل حسم آخر بطاقات التأهل إلى نصف نهائي البطولة العربية، وسط توتر شديد على مواقع التواصل الاجتماعي، ومطالب من كلا الجهتين، بالقتال والاستماتة من أجل الفوز في اللقاء، بل إن الأمر وصل في بعض التدوينات إلى مطالبة الخاسر، بالبقاء في قطر وعدم العودة إلى بلده.

وفي الجهة المقابلة، دعاً نشطاء وإعلاميون مغاربة وجزائريون، إلى سيادة الروح الرياضية، مشددين على أن الأمر مجرد “لعبة”، ومن الضروري أن يكون فيها فائز وخاسر، والأساس أن تظل الموقعة في إطارها الرياضي، سيما وأنها ستحظى بمشاهدة عالمية، وأي أحداث غير رياضية، ستنعكس سلباً على سمعة كلا الجمهورين.

وفي هذا السياق، قال الفنان المغربي عبد الحفيظ الدوزي: “أتمنى حظا موفقا للمنتخب المغربي في مباراته ضد المنتخب الجزائري، وبهذه المناسبة، أريد ترك رسالة للناس الذين سشاهدون المباراة سواء داخل الملعب أو خارجه، يجب أن تعرفوا أن كرة القدم هي لعبة، والنقطة الأولى فيها هي التحلي بالروح الرياضية، وضرورة احترام الشعب، احترام البلدين، واحترام الفريقين، مهما كانت النتيجة”.

وأضاف الدوزي في مقطع فيديو نشره على حسابه بـ”فيسبوك”: “يجب أن نعطي صورة جميلة. الكل سيشاهدنا، يجب أن نعطي صورة جميلة كما فعلنا في المباراة السابقة، لأننا شعب (المغرب والجزائر) بيننا الدم، المودة، التآزر، التآخي، والتاريخ يجمعنا، ولا يجب أن نكسر كل هذا عبر لعبة كرة القدم، بالعكس يحجب أن نعطي أجمل صورة داخل الملعب وخارجه، ونقول للناس، إننا شعب متحضر، وواع، ومحترم، ويجب أن نحافظ على هذه الصورة”.

المحامي نوفل البعمري، بدوره طالب بعدم التعصب الكروي، قائلاً: “هل نسيتم هذه المشاهد.. عندما تعانقت الجماهير، وتعانق العدائية..”، مضفاً في تدوينة على حسابه بـ”فيسبوك”: “نفس الأمر سيحدث في قطر، ستتعانق الجماهير وسبهتف كل جمهور تشجيعا لبلده.. بدون تعصب. أكبر هزيمة لتبون هو أن تنتصر الروح الرياضية على كل الحقد الذي أراد زرعه بين الشعبين”.

وأردف البعمري في تدوينة ثانية: “لا يمكن أن أكون مساهما تحت أي ظرف ومسمى عنصر تهييج عاطفي في مقابلة يوم السبت بين المنتخب المغربي والجزائري”، متابعاً: “كما لا يمكن أن أساهم في تحويل مقابلة لكرة القدم يحكمها منطق الروح الرياضية لمعركة سياسية تحت أي ظرف”، حسب تعبيره.

وواسترسل في التدوينة ذاتها، أن هذا الأمر “ليس فيه تعقل، بل فيه فهم صحيح لطبيعة الصراع القائم بين شعبنا وبلدنا مع العسكر والنظام الجزائري وليس شعبها الشقيق وجماهير المنتخب الجزائري”، مشدداً على أننا: “لسنا في حاجة لإعادة السيناريو المؤسف الذي حدث بين مصر والجزائر سابقا، وتحول لمعركة دموية سقط فيها جرحى من الجانبين وسنوات من العداوة المجانية”.

ومن جانبه، قال الإعلامي الجزائري وليد كبير، إن “هذا الديربي هو مجرد مقابلة في كرة القدم، وتسييسها للأسف هو أمر واقع، نتيجة الوضعية التي وضعنا فيها النظام الحاكم في الجزائر، الذي يتبع سياسة إعلامية رسمية عدائية ضد البلد الجار”.

واستطرد كبير في مقطع فيديو على قناته بـ”يوتوب”: “سبق للفريقين أن التقيا في السبعينات، الثمانينات، ورغم التوتر، إلا أن المقابلات كانت دوما تمر في روح رياضية عالية، وهذا يدل على أن أواصر المحبة والمصاهرة والعلاقات الاجتماعية بين الشعبين، جنبت اللقاءات السقوط في فخ السياسيين”.

وأكد أن مقابلة اليوم “ستمر في جو رياضي أخوي، رغم كل ما يحدث في عالم السياسة، ورغم محاولات البعض إذكاء نار الفتنة واللعب على وتر الرياضة واستغلالها واستغلال هذه المباراة لتمرير رسائل سياسية، والأكيد أن هذه المخططات لن تنجح ولن يكون لها أثر، هناك من يبحثون عن الإثارة والتراشق الإعلامي، لكني متأكد من أن لقاء اليوم سيكون في إطار ودي راقي من ناحية الروح الرياضية، سواء في صفوف الجماهير، وحتى اللاعبين”.

على الرغم من الندية التي تعرفها مباريات المنتخبين المغربي والجزائري، إلا أن الروح الرياضية كانت السمة التي طبعت أغلب اللقاءات التي جمعت الطرفين، وهو ما يتوقعه العديد من المتابعين، خصوصاً أن أغلب الجماهير في البلدين، اعتادت على تشجيع المنتخب الجار حين يلعب أي مباراة لا يكون فيها منتخب بلادهم طرفا، وهو ما حدث بكأس إفريقيا الأخيرة، حين فرحت المقاهي والشوارع المغربية بتتويج الجزائر بالمسابقة.

جدير بالذكر أن المنتخب المغربي يدخل مباراته أمام الجزائر، بعدما كان قد تصدر مجموعته بتحقيقه لثلاث انتصارات، وتسجيله لـ 9 أهداف دون تلقي أي هدف، فيما حلت الجزائر في المركز الثاني في مجموعتها، بعد فوزين وتعادل، وتوقيعها على 7 أهداف وتلقيها لهدف.

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي