بعد أقل من شهر على انطلاق العدوان الإسرائيلي الجديد على الفلسطينيين، تحركت الدول العربية وشكلت لجنة وزارية من أجل التحرك على المستوى الدولي لإيقاف ما يقع، والحيلولة دون تغيير الوضع القانوني لمدينة القدس، إلى جانب تنديد الأمم المتحدة، ومطالبة عدة دول أوروبية بضبط النفس، والعودة للتهدئة.
وفي مقابل ذلك، أعلنت جبهة البوليساريو الانفصالية، التي تدعي أنها حركة تحررية، عن دخول حرب ضد المغرب في الـ 13 من شهر نوفمبر من السنة الماضية، دون أن تتمكن من نيل أي تضامن على المستوى الدولي، بالرغم من البلاغات العسكرية المتواصلة، التي تزعم فيها أنها قصفت قواعد ومراكز يتموقع فيها الجيش المغربي.
وعلى الرغم من كلّ هذه المحاولات، فشلت، ولم تعلن أي دولة عن وقوفها مع الجبهة الانفصالية، باستثناء الجزائر، وجنوب إفريقيا، في الوقت الذي استطاعت المقاومة الفلسطينية لفت انتباه العالم بردها على العدوان الصهيوني، الأمر الذي اعتبره نشطاء، كاشفاً لفضائح البوليساريو، وتأكيد لأنها لا تدافع عن قضية عادلة.
وفي هذا السياق قارن المدون والناشط الحقوقي، الفاضل ابريكة، بين ما يقع في فلسطين، وما عرفته قضية الصحراء المغربية من تطورات في الفترة الأخيرة، سيما في الشقّ المتعلق بإعلان جبهة البوليساريو الانفصالية العودة إلى الحرب ضد المملكة، بسبب ما أسمته، خرق الأخيرة لاتفاق وقف إطلاق النار، بعد تدخلها الأمني لفتح حركة المرور في وجه البضائع والمسافرين بمعبر الكركارات.
وكتب ابريكة، في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “بدأ التوتر في فلسطين في العشر الآواهر من شهر رمضان، وقامت الدنيا ولم تقعد، وشكلت الدول العربية لجنة أزمية وزارية، ونددت الأمم المتحدة، وطالبت الأطراف بضبط النفس”.
وتابع ابريكة، وهو معتقل سياسي سابق في سجون “جماعة الرابوني” الانفصالية: “جبهة البوليساريو 7 أشهر من النباح و183 بلاغ عسكريا وقصف مركز وعنيف ومكثف ومدمر وشديد.. لا يعلمه إلا تلفزيون الرابوني وإذاعته. والنتائج تأمين الكركارات نهائيا، استكمال ربط تويزكي، وإعادة الانتشار، وإعادة تسمية زعيم الجبهة من غالي لبن بطوش”.
وأجمع النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بأنه لا وجه للمقارنة بين القضية الفلسطينية، التي تحظى بإجماع عربي وإسلامي، وحتى في صفوف مجموعة من الحقوقيين والسياسيين على المستوى العالمي، وبين الملف المفتعل الذي يدافع عن أتباع جبهة البوليساريو بتمويل من الجزائر، لتشتيت المغرب.
وشددوا على أنه، إلى جانب ذلك، فإن عدالة القضية الفلسطينية، في كونها أرضا محتلة من قبل إسرائيل، بشهادة التاريخ، وهو ما لا يتوفر لدى جبهة البوليساريو، التي ظرهت في مرحلة معينة، كحركة تحررية لمواجهة الاحتلال الإسباني للصحراء المغربية، قبل أن تسخرها الجزائر من أجل المطالبة باستقلال الإقليم عن المملكة.
يشار إلى أن عدد البلاغات العسكرية الصادرة عن جبهة البوليساريو الانفصالية، بلغت أمس الخميس، 183 بلاغاً، حيث تواصل “جماعة الرابوني”، ادعاءاتها بأنها تخوض حرباً ضد القوات المسلحة الملكية المغربية، وبأنها تقصف، بشكل مكثف، مناطق تمركز أفرادها، وهو ما تكذبه تقارير بعثة المينورسو.
تعليقات الزوار ( 0 )