شارك المقال
  • تم النسخ

بودن: عنصران أساسيان وراء تسبب الجزائر في تأزيم العلاقات المغربية الإسبانية

عرفت العلاقات المغربية الاسبانية خلال الأيام الأخيرة، تطورات كبيرة، بعد إقدام المغرب على سحب سفيرته لدى مدريد، بعدما فضلت اسبانيا السكوت عن قضية ‘’زعيم الوهم’’ المسمى ‘’غالي’’ والذي دخل التراب الإسباني قادما من الجزائر بجواز سفر مزور وبهوية مزيفة.

وقد اندلعت الأزمة بين الطرف المغربي والاسباني مباشرة بعد كشف معلومات استخباراتية، عن تواجد ‘’زعيم الانفصاليين’’ بالأراضي الإسبانية من أجل العلاج من فيروس كورونا، في مقابل تكتم الجهات الرسمية الاسبانية عن الموضوع والاكتفاء بالقول أن السبب الرئيسي لاستقبال زعيم الانفصال من أجل العلاج تبقى ‘’لدواعي انسانية’’ دون أن تضيف أي معطيات أخرى.

المطالبة برأس ‘’غالي’’ وسحب سفيرة المغرب بمدريد

وفي سياق متصل، مازالت ردود أفعال استقبال زعيم الجبهة الانفصالية، تثير ردود أفعال، بعدما دخلت هيئات ومنظمات حقوقية على خط القضية، والمطالبة برأس ‘’غالي’’ المتهم بجرائم حرب والإرهاب والتعذيب في حق صحراويين، إلا أن الجهات الرسمية الاسبانية اكتفت الصمت حيال الموضوع، وتوجيه آلتها الاعلامية لما يحدث بسبتة ‘’المحتلة’’.

كما أثر استقبال الإسبان ‘’للمتهم بجرائم الحرب’’ ضجة كبيرا على المستوى الديبلوماسي بين الطرفين، حيث لجأ المغرب إلى سحب سفيرته بمدريد، عبر طائرة خاصة، مباشرة بعد استدعائها من قبل مدريد بعد الأحداث التي شهدتها منطقة الفنيدق-سبتة المحتلة.

وأكدت السفيرة عبر تصريحات صحفية أدلت بها لوكالة إيفي الاسبانية، على أن العلاقات المغربية الاسبانية تعيش أزمة خطيرة، وأن ما استقبال اسبانيا لزعيم الوهم وعدم محاكمته ‘’هو اختبار لاستقلال القضاء الإسباني الذي نثق فيه تمامًا”، ولكنه أيضًا اختبار آخر لمعرفة ما إذا كانت إسبانيا تختار تعزيز علاقاتها مع المغرب أو تفضل التعاون مع أعداء’’. وأردفت ‘’ إسبانيا اختارت للأسف عدم الشفافية والعمل وراء ظهر المغرب، وترحب بهذا المجرم والجلاد وتحميه بحجة إنسانية، وبالتالي تسيئ إلى كرامة الشعب المغربي”.

ومن جانبه، أشار وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي والوزير المنتدب لدى وزير الخارجية إلى أن ‘’الهجوم الإعلامي الإسباني اتجاه المغرب على أساس أخبار زائفة لا يمكن أن يخفي السبب الحقيقي للأزمة، وهو استقبال مدريد لزعيم ميليشيات البوليساريو الانفصالية بهوية مزورة’’.

وأكد ناصر بوريطة، على أنه “يتعين على مدريد أن تتحلى بالشفافية إزاء الرأي العام الإسباني”.وأن “المغرب لا يقبل إزدواجية الخطاب والمواقف من طرف مدريد”. مشددا على أنه “يتعين على مدريد أن تعي بأن مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس. وعلى بعض الأوساط في إسبانيا أن تقوم بتحيين نظرتها للمغرب”.

الموضوع ضيق المساحة الجيوسياسية بين البلدين

أكد محمد بودن الأكاديمي والمحلل السياسي، على أن ‘’السبب الرئيسي للأزمة بين المغرب واسبانيا، هو استقبال اسبانيا لزعيم مزور لكيان وهمي بجواز سفر وهمي، وهذه الخطوة لم تكن عفوية، وكان سلوكا متواطئا وأظهر عدم الشفافية وتعارض مع منطق الجوار وقيمة العلاقات المغربية الاسبانية’’.

وأضف بودن في تصريحه لمنبر بناصا أن ‘’هذا الموضوع فعلا ضيق المساحة الجيوسياسية بين البلدين بشكل غير مسبوق، وكان من الصعب في الحقيقة توقع هذا التصرف من شريك استراتيجي، وتصريحات السيد وزير الخارجية ناصر بوريطة أكدت، على أنه في الواقع يعكس ازدواجية في المواقف والخطاب’’.

مشيرا إلى أن ‘’تطور الموقف الإسباني في ملف الصحراء، أصبح بدون موثوقية، رغم المسؤولية التاريخية لإسبانيا، وحتى في أنه السابق كان موقف الأخيرة، ظل سلبيا دائما تجاه مغربية الصحراء، وموقف يختبئ وراء الشرعية الدولية’’.

مردفا:’’لا شك أن الجزائر رغبت في أزمة بين المغرب واسبانيا، وأعتقد أن هناك عنصرين أساسيين، العنصر الأول هو سيناريو رغبة الجزائر في التخلص من ابراهيم غالي وبعدها تعيين شخصية مقربة منها والتخلص من الإحراج خاصة وأنه متابع في جرائم ضد الانسانية، متعلقة بالاسس بالإرهاب والاتجار في البشر، والاغتصاب، وهناك سيناريو ثاني متعلق بالحافز الكبير الذي قدمته الجزائر لإسبانيا المتعلق بحقول الغاز، وأضاف ‘’الورقة الطاقية قد تكون حاضرة وهي السبب في هذه الازدواجية التي ظهرت في مواقف اسبانيا’’.

وشدد المحلل السياسي على أن ‘’مواقف اسبانيا في ملف ابراهيم تظهر غير شفافة وبطيئة وغير مقنعة ومتملصة، في مقابل الانفعال الذي أظهرته في ملف الهجرة، حيث أظهرت ردة فعل بسرعة أكثر من المتوقع ولذلك فلم تعد سياسيات إسبانيا تجاه المغرب، متناقضة فحسب، بل غير مثمرة في هذا الملف’’ مضيفا أن ‘’اسبانيا لم تقدم حتى الآن أي أجوبة على أسئلة مهمة، وهذا الموضوع اختبار مهم للعلاقات بين البلدين، ولا شك أن هذا الموضوع إن لم يتم تصحيحه قد يلحق ضررا على مستوى العلاقات بين البلدين’’.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي