شارك المقال
  • تم النسخ

بوتين يتدارك تصريحات لافروف “المُهينة” تجاه الجزائر ويؤكد أن انضمام الأخيرة لـ”بريكس” سيكون مفيداً

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، دعمه لانضمام الجزائر إلى مجموعة بريكس، في موقف جديد يأتي في سياق تراجع جزائري عن طلب الانضمام بعد تفضيل المنظمة في قرار التوسعة الأخير، دعوة عدة دول ليس بينها الجزائر، وهو ما أثار خيبة أمل واسعة في البلاد.

وقال بوتين في كلمة أمام منتدى “فالداي” الدولي في مدينة سوتشي الروسية، إن الجزائر هي دولة صديقة لروسيا، وانضمامها إلى مجموعة “بريكس” سيكون مفيدا، ملمحا إلى أن قرار ضمها ليس بيد روسيا، بشكل يخلي المسؤولية عن بلاده، بخصوص اجتماع جوهانسبورغ في أغسطس الماضي.

وأوضح الرئيس الروسي قائلا: “الجزائر صديقتنا بالطبع، وهي صديق تقليدي في العالم العربي وشمال إفريقيا. ونعتبر أن هذا (انضمام الجزائر) من شأنه أن يفيد المنظمة، ولكن علينا بالتأكيد أن نعمل على هذه القضية مع جميع أصدقائنا في إطار بريكس ومع القيادة الجزائرية نفسها، وأن نفعل ذلك بهدوء”.

وتبدو تصريحات بوتين رغم الفارق الزمني، وكأنها تتدارك ما سبق لوزير خارجيته سيرغي لافروف الإدلاء به في نهاية مؤتمر جوهانسبورغ، مثيرا استياء كبيرا في الجزائر وتعليقات مستغربة من رد الفعل الروسي المتجاهل لإقصاء الجزائر على الرغم من طبيعة العلاقات القوية بين البلدين.

وقال لافروف في تلك التصريحات التي رآها البعض مستفزة، إن المعايير التي أخذت في الاعتبار لدى مناقشة توسع مجموعة “بريكس”، كانت تشمل “وزن وهيبة الدولة وثقلها السياسي”. وأضاف أن من بين المعايير كذلك، هو موقف هذه الدول على الساحة الدولية، لأن الجميع متفقون على أن نوسع صفوفنا من خلال ضم ذوي أفكار مشتركة.

واعتبر معلقون تصريحات لافروف غير موفقة تماما، خاصة أن مسائل الوزن السياسي والهيبة والمواقف على الساحة الدولية، قد تنطبق بحسبهم على الجزائر أكثر من عديد الدول التي قُبلت في المنظمة. وأعادوا تذكير لافروف بتصريحاته حول الجزائر التي امتدحها مطولا في الكثير من المناسبات.

وتأتي هذه المغازلة الجديدة من بوتين للجزائر في موضوع بريكس، في وقت خفتت الحماسة كثيرا لدخول هذه المنظمة. وفي آخر ما نُقل عنه، قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إن الانضمام لمجموعة بريكس بشكلها الحالي لم يعد ضمن اهتمامات الجزائر.

وأوضح تبون، وفق ما نقلته جريدة الوطن الفرانكوفونية، خلال مقابلة له مع مدراء وسائل الإعلام العمومية والخاصة الثلاثاء الماضي، أن مجموعة بريكس في شكلها الحالي لم تعد تهمه، مبرزا بعبارة أكثر وضوحا: “ملف مجموعة بريكس مغلق نهائيا”.

وأثني تبون بالمقابل على أداء الاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أنه في حالة جيدة، وبدأ في تسجيل نتائج مشجعة للغاية، وأكد أن الصادرات غير النفطية من القطاع الخاص للبلاد، سمحت بجني أكثر من ثمانية مليارات دولار، وهو رقم لم يتحقق من قبل. كما توقع أن يكون لتصدير الفوسفات والاكتشافات النفطية الغازية تأثير إيجابي على الإيرادات بالعملة الصعبة.

ويعد هذا أول رد فعل من قبل الرئيس الجزائري على عدم قبول بلاده في هذه المنظمة، بعد أن كان ذلك من أولوياتها في السنتين الأخيرتين، وفق تصريحاته العديدة التي كانت تطلب من الفاعلين الاقتصاديين تحضير أنفسهم لدخول المجموعة.

وكانت مجموعة بريكس في 24 أغسطس الماضي، قد اتخذت قراراً بدعوة الأرجنتين، مصر، إثيوبيا، إيران، السعودية، والإمارات، لتصبح أعضاء بعضوية كاملة في المجموعة، وذلك اعتباراً من الأول من يناير المقبل.

وخلّف ذلك ردود فعل كثيرة في الجزائر، طالبت بمراجعات في طريقة تسيير الاقتصاد وتحويل هذا الإخفاق في دخول بريكس إلى لحظة انطلاق جديدة، في حين بدا الانزعاج الرسمي واضحا من خلال تصريحات وزير المالية لعزيز فايد، الذي مثّل الرئيس تبون في اجتماع جوهانسبورغ، حيث قال: “تظل قناعتنا راسخة بأن الجزائر بتاريخها المجيد ورصيدها الثري في مختلف المجالات، بالإضافة إلى موقعها الجيواستراتيجي تقدم لعضويتها مزايا جلية”.

(القدس العربي)

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي