فضح الصراع الجزائري المالي، الذي يسير نحو مزيد من التصعيد، العزلة الدولية الكبرى التي بات يعيشها النظام الحاكم في الجارة الشرقية، وسط استمرار حلفائه التقليديين، في التخلّي عنه تباعاً.
وكشف موقع “ألجيري بارت”، أن الأزمة بين مالي والجزائر، كشفت عن وضع غير مسبوق للعلاقات بين روسيا والجزائر، مضيفاً أنه “من الواضح أن موسكو، هي السيد الجديد في منطقة الساحل، عبر نفوذها المتزايد الذي لا مفر منه، في مالي والنيجر وبوركينافاسو.
وأوضح المصدر ذاته، في تقرير حديث نشره، أن هذه البلدان، انضمت إلى المعسكر الروسي، بعد طرد فرنسا وأتباعها من أراضيها، وهو ما جعل موسكو، تديرؤ ظهرها للجزائر في الصراع الذي يدور قرب حدودها، بل ويضعها علانية في مواجهة قادة السلطات المالية الحالية.
وتابع الموقع الجزائري، أن وزارة الخارجية، تحدثت بشكل صريح عن وجود “دول أجنبية” تموّل الحملة العسكرية للسلطات المالية في شمال البلاد، باستعمال “مرتزقة دوليين”، مرجّحاً أن يكون المقصود في البيان هي روسيا، التي تعتبر “العرّاب” الرئيسي للنظام المالي الجديد، والمورد الرئيسي له بالمعدات العسكرية.
إضافة، يورد المصدر نفسه، أن روسيا، هي من منحت الضوء الأخضر لـ”فاغنر”، من أجل الانتشار في مالي، والمشاركة في العمليات العسكرية ضد الجماعات المتمردة القريبة من الحدود الجزائرية، مردفاً: “من الواضح أن روسيا في مالي، تدعم بنشاط الإجراءات والسياسات الجديدة للحكومة المالية، التي تهدد، وتضرّ بشكل مباشر بمصالح الجزائر، نظرا لأن الأخيرة، تريد بأي ثمن منع الحرب على حدودها، وإدارة عملية السلام مع جميع المتحاربين في إطار اتفاق 2015”.
وخلص المصدر، إلى أن الأزمة المالية، تؤكد أن “روسيا نأت بنفسها عن النظام الجزائري، ويبدو أن هذه العملية قد بدأت في النصف الثاني من سنة 2023، عندما بدأ نظام تبون تقاربا عميقا مع فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، البلدان اللذان يعتبران أكبر منافسين لروسيا على الساحة الدولية”.
ونبه الموقع، إلى أن الجزائر، لم تجد نفسها منذ استقلالها، “في مثل هذا الوضع الجيوسياسي، حيث يتخلى عنها حلفاؤها التاريخيون شيئا فشيئا، دون أن تتمكن من تشكيل تحالفات جديدة مفيدة لمصالحها العليا. إذ لا تكافح مع القوى الغربية من أجل تحقيق أدنى فائدة من سياسة التقارب الجديدة”.
وأكد “ألجيري بارت”، في التقرير ذاته، أن الصراع الجزائري المالي، أظهر أخيرا، أن “النظام الجزائري الحالي، أصبح معزولا بشكل متزايد بسبب العلاقات السامة التي يفرضها بانتظام على شركائه السابقين أو جيرانه. وهو موقف خطير جدا للأسف على بلدنا”.
تعليقات الزوار ( 0 )