قالت مجلة “بلومبيرغ” الأمريكية المتخصصة في الاقتصاد، إنه في الوقت الذي تسعى فيه المملكة المغربية إلى تعزيز سيادتها على الصحراء الغربية المغربية بعد حصولها على دعم الولايات المتحدة وفرنسا، فإن جبهة البوليساريو الإرهابية تحذر من احتمال تصعيد الهجمات العسكرية.
واستنادا إلى تقرير المجلة، فإن اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمغربية الصحراء، شجع الرباط على تسريع وتيرة مشاريعها الطموحة في مجال الطاقة الخضراء والسياحة والبنية التحتية في المنطقة التي تعتبرها جزءًا لا يتجزأ من المملكة.
وأشار التقرير إلى أن جبهة البوليساريو، المدعومة من الجزائر، تعارض هذه الخطوات بشدة، حيث استأنفت نشاطها العسكري منخفض المستوى في أواخر عام 2020 واعتبرت هذه التطورات غير شرعية.
وقال محمد ليمان علي، سفير الجمهورية الصحراوية لدى كينيا، كما تطلق عليها جبهة البوليساريو، إن الدعم المستمر من باريس وعودة الرئيس ترامب إلى السلطة “سيزيد فقط من جرأة المغرب” و”سيترك للجبهة خيارًا واحدًا وهو تكثيف هجماته”.
واعترفت الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء في الأشهر الأخيرة من ولاية ترامب الأولى، في صفقة شهدت استعادة المغرب وتعزيز علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل.
وقد اتخذت إسبانيا خطوة مماثلة في عام 2022، وتبعتها فرنسا هذا الصيف. وقد أثار هذا استياء الجزائر، الجارة والمنافس اللدود للمغرب، حيث يعيش حوالي 170 ألف صحراوي في مخيمات اللاجئين.
مركز عالمي للشحن
وأوضح التقرير، أن التدفق المستمر من الدول الأخرى التي تفتح قنصلياتها في مدينة الداخلة الجنوبية، يمضي المغرب قدماً في خططه طويلة الأمد لإنشاء مركز عالمي للشحن على المحيط الأطلسي، كجزء من مسعى غير مسبوق لاستغلال إمكانات المنطقة الاقتصادية.
واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن مجموعة الأزمات الدولية قد حذرت في تقرير لها بتاريخ 29 نوفمبر من خطر اندلاع صراع بين المغرب والجزائر بشأن المنطقة المتنازع عليها.
وجاء في التقرير: “حتى الآن، حافظت ضبط النفس المتبادل والدبلوماسية الأمريكية على السلام بين الجارين، لكن الأعمال العدائية في الصحراء، والتضليل الإعلامي عبر الإنترنت، والتسابق المحموم في التسلح بين البلدين، وعودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى السلطة، كلها عوامل تشكل مخاطر”.
ومنذ انهيار وقف إطلاق النار قبل أربع سنوات، تصدر جبهة البوليساريو بيانات منتظمة حول ما زعمت أنه هجمات على القوات المغربية المتمركزة على ما تسميه “جدار العار” – وهو ساتر رملي ضخم أنشأه المغرب لحماية 80٪ من الأراضي التي يسيطر عليها في الصحراء الغربية المغربية.
وبحسب التقرير، لا ينشر المغرب العمليات العسكرية في المنطقة، ومن المستحيل التحقق من ادعاءات جبهة البوليساريو بشأن وقوع هجمات قاتلة كبيرة على القوات المغربية، ولم ترد وزارة الخارجية المغربية على طلب للتعليق عبر البريد الإلكتروني.
كما انتقد علي بشدة قرار شركة “ريان إير” للطيران بدء رحلات مباشرة بين الداخلة ومدريد ولانزاروتي في يناير المقبل. وقال: “لا يمكن للمغرب منح أطرافًا ثالثة تصاريح فيما يتعلق بالصحراء”. وقالت شركة “ريان إير” إن عملياتها تمتثل لجميع لوائح الطيران المعمول بها.
كما رفض ما يسمى بـ”المبعوث الصحراوي” الافتراضات التي تشير إلى أن زيادة الاعتراف الغربي بخطط المغرب للصحراء الغربية المغربية تعني نهاية آمال الاستقلال.
وقال علي: “إن استئناف النزاع قد “زاد من وضوح قضية الصحراء على الصعيد الدولي وسلط الضوء على الحاجة إلى إيجاد حل للنزاع من أجل السلام والاستقرار الإقليميين”. وأضاف: “لن تنتهي اللعبة أبدًا حتى تقرر الجبهة مستقبلها”.
تعليقات الزوار ( 0 )