في الوقت الذي توجّهت فيه مجموعة من الفتيات والنساء المغربيات للـ”يوتوب” من بوابة “روتيني اليومي”، واخترن “الفضائح” لتحقيق “البوز”، فضلت أخرياتٌ دخول الموقع، الذي بات مصدرا لدخل الملايين من الأشخاص حول العالم، من باب آخر، بالرغم من كل الصعوبات التي يواجهنها.
المحتوى “التافه” كما يحلو للبعض تسميته، ليس المنتوج الوحيد للمواطنات المغربيات على موقع “يوتوب”، فهناك الكثير ممن فضلن “الجودة” على الربح السريع، وشرعن في نشر “فيديوهات” لها للطبخ أو “الطرز” أو “نقش الحناء”، أو “تبسيط العلوم.
تلخيصُ الكتبِ وتبسيطُ العلومِ
تنتشر على “يوتوب” العديد من القنوات التي تعلم على تبسيط العلوم، وتلخيص الكتب، بهدف منحها للمتلقي على طبق من “ذهب”، وتقليص المسافة عليه، ومن ضمنها، قنوات لفتيات مغربيات، اخترن دخول عالم “صناع المحتوى”، من بوابة كبيرة، وبهدف نبيل يُقدم مصلحة الآخر على الربح السريع.
محتوى هؤلاء المواطنات، وبالرغم من أن زاره لا يعادلون الكم الهائل ممن يلجون لـ”فيديوهات روتيني”، إلا أنه يعود بالنفع على مجموعة من الأشخاص، خاصة الشباب، الذين يجدون ملخصات للكتب ومناقشات للأفكار، في متناولهم، وبلغة سلسة وبسيطة، يفهمها الجميع.
نقش الحناء و”الطرز”.. الفنّ التقليدي
لا تحلو مناسبة إلا بتَزَيّنِ أيادي الفتيات بزهور وزخرفات من الحناء، وتنتشر في عدة مدن مغربية نساء في أماكن عامة، تعملن على التفنن في تزيين “الأيادي الناعمة” مقابل بضع دراهم، وفي الوقت نفسه، ومع انتشار ظاهرة الـ “يوتوبرز”، اختارت عدة مواطنات، سواء ممن يمتهن ما ذكر، أو ممن يعشقونها كهواية، نقل هذا “الفن”، إلى العالم الافتراضي، وإشهارا منتوجهن، أو تعليم الفتيات كيفية “النقش”.
ولا يُشكل “النقش” المحتوى الفني الوحيد في “يوتوب” بالمغرب، فهناك “الطرز”، الذي مارسته المغربيات منذ قرون، ويعتبر من الصناعات التقليدية في البلاد، كما أنه يشكل موروثا ثقافيا له مكانة كبيرة في المتجتمع، وله تجليات مختلفة باختلاف ربوع المملكة، يشتركون كلهم في دخولهم في دائرة “الفن”.
وتحظى القنوات المخصصة للمحتويين المذكورين، بمتابعات ومشاهدات جيدة، وأفضل بكثير من “تبسيط العلوم”، ويشكلان إلى جانبه (أي التبسيط)، أحد المحتويات المميزة التي تنتجها فتيات ونساء المغرب، اللواتي فضلن “الرقي” والتسلح بـ”صبر أيوب” على حساب “الربح السريع”.
الطبخ.. إشهارٌ للبلاد وتشجيع على الزيارة
واختارت مجموعة أخرى من المغربيات، المطبخ، لإعداد ما لذّ وطاب من المأكولات اليومية، وتسهيل مأمورية النساء، وحتى الرجال العزّب، الذين يجدون صعوبة في معرفة مكونات الوجبات التي يرغبون في تحضيرها، ويحظى ما يقدمنه بمشاهدا ومتابعات أكثر بكثير من “النقش” و”الطرز” و”التبسيط”.
“طباخات اليوتوب” اللواتي يبدعن في إعداد الوجبات، وعلى رأسها “الكسكس”، و”الرفيسة” و”الطاجين” و”الحريرة”، إلى جانب تشكيل محتواهم إضافة لهن، وربحاً للمال والشهرة، فإنه مادةٌ إشهارية مجانية للمأكولات المغربية، ومعلوم أن الطعام يشكل إضافة للأماكن السياحية، أبرز ما يجذب السياح.
أتمنى من موقع بنصا تسليط الضوء على بعض هذه التجارب ليتم التعرف عليها ودعمها