عبر العديد من المغاربة عن رفضهم أخد الجرعة الثالثة من لقاح كورونا، ويتوقع الكثير منهم إقبالا ضعيفا على تلقّيها، بينما بدأ التشكيك في الأمر ينتاب آخرين بعدما كانوا يأملون أن ينتهي الأمر عند الجرعة الثانية.
لا أتفق جملة وتفصيلا
عادل عوين، عضو المكتب الوطني للجامعة الوطنية للصحة التابعة للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، قال إنه لا يتفق جملة وتفصيلا مع إعلان وزارة الصحة أخذ الجرعة الثالثة، وأفاد أن “الجرعات التنشيطية للقاحات بصفة عامة، تكون عند نقص الفعالية بدراسات علمية مضبوطة.”
ومن جهة ثانية، أكد عوين أن الجرعات “تكون من نفس نوعية اللقاح الأولي الذي تم استعماله، ونحن بالمغرب لم يتم نشر أية دراسة في الموضوع لا وطنيا ولا في المجلات المتخصصة دوليا.”
وأضاف أن “الكلام عن الجرعة الثالثة يخص لقاح فايرز حتى بالنسبة لمن استعمل سينوفارم أو أسترازينيكا في الجرعتين الأوليتين، وهو أمر مستغرب خصوصا أن تقنيات صناعة هاته اللقاحات مختلفة، وإلا كان مسموحا بأخذ أحد اللقاحات في الجرعة الأولى ولقاح آخر في الجرعة الثانية وهو مالم يكن مسموحا به، فكيف نسمح حاليا بجرعة ثالثة مخالفة للجرعتين الأولين.”
توصيات بأخذ الجرعة
“الآن مناعة الملقحين تتراوح بين 10 في المائة إلى 20 حتى 30 بالمائة حسب مناعة الشخص”، هكذا برر البروفيسور مولاي مصطفى الناجي، عضو اللجنة العلمية والتقنية للتلقيح، تصريح لـجريدة “بناصا” الإلكترونية، ضرورة أخذ الجرعة الثالثة.
وتساءل حول الرافضين للفكرة “هل سينتظر الشخص حتى يصاب بالفيروس ليقنع ؟ فمن الأفضل حماية النفس والمحطين بنا من المرض”، وقال في معرض حديثه ” “إن اعتماد جرعة ثالثة من اللقاح، جاء انسجاما مع دراسات دولية وتجارب وطنية أثبت أن الجرعة الثالثة ضرورية للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، كالمسنين والمصابين بأمراض مزمنة، وكدا العاملين في الصفوف الأمامية”.
وأشار الناجي، إلى أن هذه الجرعة ليست حصرية على المغرب، بل هناك دول عديدة قررت تلقيح مواطنيها بجرعة ثالثة من اللقاح، كما أن الدراسات المنجزة في عدد من الدول أثبتت أن فعالية اللقاح تتراجع بعد خمسة أو ستة أشهر، ما يعني أن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، ستتعرض للخطر خصوصا ونحن مقبلون على فصل الشتاء”.
وأوضح أن ” تطعيم المواطنين بجرعة ثالثة من اللقاح، هذا الأمر لا يقتصر فقط على فيروس كورونا، حيث مرت البشرية بأمراض وفيروسات مشابهة، استدعت تلقيح المواطنين بجرعات إضافية من اللقاحات”.
دراسات علمية؟
على صعيد آخر قال عضوالمكتب الوطني للجامعة الوطنية للصحة التابعة للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، معلقا على استعمال وزارة الصحة لعبارة “دراسات علمية” في بلاغ حول الجرعة الثالثة إن” استعمال مصادر ودراسات علمية في المغرب بشكل مستغرب جدا، لأن كل دراسة علمية يجب أن تكون منشورة ولها أصل، وليس فقط القول بدراسة علمية”.
وشدد على “الدراسات التي تنشر في أرقى المجلات لا يكمن الجزم بنتائجها إلا بعد أبحاث أخرى، لأن من يقيمون تلك الدراسات يعتمدون فقط على ما هو مكتوب من معطيات، وليست لديهم نتائج دراسة المختبرات بين أيديهم.”
وأردف “الأكيد أن هناك من يريد فقط النشر ليبقى متواجدا بين الناشرين نظرا لأن ذلك مفروضا عليه من الشركات الممولة، أو لأن قوانين بلاده تفرض عليه نشر مقالات دورية للحفاظ على تخصصه، لذلك أتمنى مستقبلا الانتباه لعبارة “حسب أبحاث ودراسات علمية”، معربا عن أسفه لاستعمالها يوم أمس بوثيقة رسمية لوزارة الصحة المغربية.
إنطلاق التطعيم
وتبعا لتوصيات اللجنة العلمية الوطنية للتلقيح، والتوصيات العلمية الدولية، أعلنت وزارة الصحة أمس 3 أكتوبر عن إطلاق عملية التطعيم بالجرعة الثالثة من اللقاح المضاد لفيروس كوفيد- 19 ابتداءاليوم.
وستهم هذه العملية، في مرحلتها الأولى، الأشخاص الذين أكملوا تطعيمهم ضد كوفيد-19 منذ مدة لا تقل عن 6 أشهر، حيث سيتلقى الأشخاص المعنيون رسالة نصية قصيرة في هواتفهم من 1717 لتذكيرهم بأهليتهم لهذه الجرعة الثالثة، والتي ستتم في الفضاءات الكبرى للتلقيح (Vaccinodromes) دون شرط عنوان السكن.
ودعت الوزارة نظرا لأهمية تقوية المناعة لدى جميع المغاربة والأجانب المقيمين بالمغرب، ومن أجل حماية أنفسهم وذويهم من عدوى كوفيد -19، فإنهم مدعوون للانخراط في هذه العملية.
وأكدت أنه على الجميع الالتزام بتوجيهات السلطات الصحية العمومية، والاستمرار في التقيد التام بالتدابير الوقائية قبل وخلال وبعد عملية التلقيح؛ للمساهمة في المجهود الوطني للحد من انتشار هذا الفيروس ببلادنا، وتحقيق المناعة الجماعية.
تعليقات الزوار ( 0 )