أجّج حجم الدعم المقدم من طرف وزارة الثقافة، لفائدة فنانين مغاربة، استياء كبيرا عند الرأي العام، بسبب الدعم السخي المقدم لهم، والذي يراه البعض دعما مستحقا للأجراء والمياومين من الفئات الهشة والفقيرة،أو لقطاعات أخرى أولى بذلك كقطاعي الصحة والتعليم الذين يعانون في ظل أزمة جائحة كورونا.
وقدمت وزراة الثقافة، الدعم المذكور لبعض الفنانين المغاربة، والذي قُدّر بمليار و400 مليون سنيتم مفرقة حسب مشروع كل فنان مستفيد، في حين لم يُقدِم وزراء حكومة العثماني على إخراج الدعم للمجالات الهشة التي تعاني في صمت.
مع الدعم ولكن..
اعتبرت النائبة البرلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة أنه “من ناحية المبدأ، يجب بالفعل دعم الفنانين وبالأخص خلال هذه الجائحة التي أثرت بشكل كبير على المجال الفني وعلى الحركة الثقافية بالبلد وجمدت وألغت كل الأنشطة الفنية على امتداد الـ6 أشهر الأخيرة وقد تطول هذه المدة…”
لكن من ناحية أخرى تساءلت النائبة البرلمانية عبر صفحتها الخاصة، عن ما معايير تحديد قيمة الدعم والمستفيدين منه، ممؤكدة أنه يجب أن تكون هنالك معايير معلنة في تحديد قيمة الدعم وفي تحديد لائحة المستفيدين ، وأوضحت أن “الدفاع يجب أن يكون في حق كل الفئات، فهنالك فئات أخرى متضررة أكثر وسنستمر في الترافع عنها.. وأشارت أنه “من الضروري كذلك الاهتمام بالفن والثقافة وفق معايير واضحة”.
غباء أم صب زيت على نار؟
ومن جهته كتب، محمد الداودي، الكاتب العام للجامعة الملكية المغربية للتكوندو أنه “في العمل السياسي التوقيت له أهمية قصوى اللهم إن كان بعض الفاعليبن السياسين دراري فتلك طامة كبرى”.
واعتبر “توزيع الملايين على فنانين وفنانات من قبل وزارة الثقافة والشباب والرياضة تحت قيادة بطبيعة الحال رئيس الحكومة الذي سبق أن عمم منشور على جميع الوزراء يخبرهم باعتماد إجراءات محددة في ترشيد النفقات بل ذهب ابعد من ذالك حين أمر الوزراء من خلال مذكرته على الرجوع إليه قصد الموافقة على مصاريف معينة”.
واستغرب الداودي في تدوينته كون “الخطاب السائد اليوم وطنيا هو أن هناك وضع اقتصادي صعب نتيجة وباء كورونا المستجد، والاكيد كذالك أن عشرات القطاعات الاجتماعية تعاني صعوبة هذا الظرف الاجتماعي .وهناك مقاولات صغرى ومتوسطة تم الإعلان عن إفلاسها، وهناك مئات العمال تم تسريحهم من عملهم، أي أن الوضعية متأزمة لجميع فئات المجتمع”.
إلا أن الخطير من هذا كله حسب الدودي هو “سوء توقيت هذه الكارثة، حيث أن وضع منظومتنا الصحية التي نعرف أنها تعاني جراء أعداد الإصابات المتزايدة بفيروس كورونا “، وأضاف أن “التعليم اليوم في حاجة لدعم من خلال مساعدة أبناء الطبقات الفقيرة على الدراسة عن بعد من خلال تخصيص مثل هذه المبالغ لشراء ألواح الكترونية”.
وتساءل الكاتب العام للجامعة الملكية المغربية للتكوندو، عن “كيف يريد مثل هاؤلاء المسؤلين أن تثق الشعوب بخطاباتهم أمام شاشة التلفزة حينما يتحدثون عن المستقبل وعن النجاحات والانجازات ..حتى الفنانون خرج علينا بعضهم يستنكر مضمون وشكل هذا الدعم من المال السايب، فمن اتخذ القرار في هذا التوقيت إما غبي على المستوى السياسي أو خبير في صب الزيت على النار”.
إقصاء وخذلان للمستحقين
ومن جانب آخر، أكد الفنان الكوميدي الأمازيغي، الكاتب رشيد أسلال،”أن فنانين يستحقون صدقة و ليس دعم الدولة حضرت لهم بأم عيني يستعدون لإعداد طلب ملف الدعم و خسروا من جيوبهم ماكانوا يمتلكونه تلك اللحظة لإعداد الماكيط و التسجيل و ما يليه من مصاريف زد على ذلك السهر و الأرق و كلهم أمل في دعم سميتموه اسثنائيا…”.
وأضاف عبر صفحته بالفايسبوك أن “فنانين بمعنى الكلمة لا يملكون عقارات و لا سيارات يملكون فقط ملكة الإبداع و جمهور يحترمونه لا يرضون أن يراهم جمهورهم يتسولون… أقسم لكم أن لائحة الدعم ظلمتهم و أقصتهم و اتجهت نحو أعمال معهودة دعمت من ذي قبل و حفظها الجمهور و مرت مرور الكرام و التاريخ سيشهد أن الكثير مما دعمتموه من أعمال و إن عرضت بالمجان في القاعات لن يحضر لها حتى أفراد عائلتهم المقربين”.
وشدد أسلال على أنه ” لو عُرضت الأعمال التي ظلمتموها بالتذاكر فسيكون الحضور مبهرا، ونحن نعرف الفنانين الحقيقيين من فناني المقاهي و الحانات و الصفقات و لغة الخشب… لقد خدلتم فنانين عقدوا كل آمالهم على دعم سيعيد لهم الثقة في حضن هذه الدولة و جعلتموهم محبطين و سيشهد التاريخ على ذلك.. وأشار أن “كلامه استثنائي يستثني قلة من فنانين حقيقيين تضمنت لائحة الدعم أسماءهم”.
تعليقات الزوار ( 0 )