أعلن القيادي السابق لـ”حركة مجتمع السلم” الجزائرية عبد الرزاق مقري خلال مقابلة تلفزيونية عن رغبته في الترشح للانتخابات الرئاسية، ويأتي ذلك بعد أيام قليلة من منع السللطات الجزائري له من مغادرة أرض الوطن بسبب دعمه للقضية الفلسطينية.
وقال المقري، في حوار له مع قناة المغاربية، “أنا لم أعلن ترشحي للانتخابات الرئاسية وهذا قرار يتخذه الحزب ضمن مجلسه الموسع، بل عبرت عن رغبتي في الترشح وهذا حق من حقوقي وعبرت عن قدرتي على خدمة البلد إن أتيحت الفرصة وأكون رئيسا للدولة وهذا عمل مشروع باعتباري في العمل السياسي منذ نصف قرن”.
وكانت السلطات الجزائرية، قد منعت عبد الرزاق مقري من السفر خارج أرض الوطن، وذلك بسبب مناصرته للقضية الفلسطينية، حيث يواجه المتضامنون مع الشعب الفلسطيني، في الجزائر قيودا وحظرا وتدخلا من قبل النظام العسكري الجزائري لمنع التظاهرات والمسيرات، وصل إلى حد الاعتقالات والإيقافات.
أوضح مقري في منشور له أخيرا، أنه “كان قبل يومين يهم بالسفر خارج الوطن، فإذا به يخبر في موقع شرطة الحدود أنه ممنوع من الخروج، وعند مناقشته الضابط الذي تكلف بإخباره وجده لا يعرف شيئا عن الموضوع سوى أنه ممنوع وأنه لا يعرف غير هذا”.
وأضاف، “لقد تأكد لدي بأن سبب منعي من مغادرة التراب الوطني له علاقة بالقضية الفلسطينية، وبغض النظر عن السبب وعن قضيتي الشخصية فإن هذا الإجراء الأمني المخالف للدستور والقوانين ولمبادئ الحقوق الأساسية للمواطن يدل على استخفاف السلطات بظروف ومصائر الناس، دون أي اكتراث بما قد يلحق المسافر من الأذى في مصالحه المادية والمعنوية والنفسية وربما الصحية والتعليمية وغير ذلك، وكذا مصالح من لهم علاقة به وبسفره”.
واعتبر المصدر ذاته، أن “هذا النوع من الإجراء يدل كذلك على جرأة كبيرة في الدوس على الدستور والقوانين والأخلاق بمجرد الوهم من غير سؤال ولا حوار مع المعني وبدون أي احترام له كإنسان وكمواطن حر”.
وتابع: “أقوم بنشر الخبر بنفسي للرأي العام وملابساته وآثاره بعدما لم أفلح في حل المشكل عن طريق الاتصال بالجهات المعنية للأسف الشديد ولم أستطع استئناف سفري للوجهة التي كنت أريدها والقيام بأعمالي وفق برنامجي وتحقق الضرر الذي لحق بي”.
وزاد: “علما بأن الخبر قد تم تداوله في عدة دوائر منذ وقوعه، وأؤكد بالمناسبة لمن يهمه الأمر بأنني لست متابعا قضائيا، وأثناء الليلة التي وقعت فيها مجزرة المستشفى الأهلي في غزة والتي خرجت على إثرها للشارع بشكل تلقائي دون تنسيق مع أحد ودعوت عبر هاتفي الناس للخروج لإظهار غضبنا كجزائريين ضد الصهاينة مثل غيرها من الشعوب في العالم أخبِرت رسميا بأنه لا توجد أي متابعة قانونية”.
ومضى قائلا: “يشرفني كثيرا أن أتعرض لهذا الاعتداء الرسمي بسبب مناصرتي للقضية الفلسطينية، وسعادتي لا توصف أنني أتحمل ضمن الملحمة التاريخية العالمية التي دشنها طوفان الأقصى هذا الجزء اليسير من الأذى الذي لا وزن له مقارنة بما يكابده أهلنا في غزة”.
وأوضح، “مواقفي في معارضة النظام السياسي التي تجعلهم ينتقمون مني بسببها كثيرة منذ سنوات، في مجال السياسة والحريات والاقتصاد ومكافحة الفساد، ولكن الحمد لله أن القضية التي اعتدي علي بسببها هي قضية مقدسة لا يختلف عليها الجزائريون”.
ويرى مقري، أن “هذا التضييق يدل على أنني أصبحت مستهدفا بشكل مباشر من النظام السياسي وقد أقدم على هذا التجاوز الظالم ضمن سياسة التحكم في الجميع المتبعة من قبل، وبغرض العزل السياسي المتعلق بالتحولات الجديدة، وبالاعتماد على حالة الركود السياسي والحقوقي العام في البلاد”.
وشدد، على أن “هذا المستوى من تكميم الأفواه ومنع الحريات لم أر مثله من قبل، رغم طول سنوات النضال في العمل السياسي، فقد خرجنا في مسيرات في الشوارع منذ بداية التعددية دون ترخيص في وقت الإرهاب وفي ظروف أمنية أخطر بكثير من أي وقت، ووقع التدافع بيننا وبين رجال الأمن في الشارع، دون أي حقد ولا ضغينة، فلم يُحاسب أحد ولم يتابع أحد ولم يُمنع أحد من السفر”.
وأضاف، “لقد خرجنا للشوارع دون ترخيص في زمن زروال وبوتفليقة، ضد التزوير، ومن أجل العراق، وتضامنا مع غزة والمقاومة، وضد العهدة الرابعة، وضد الغاز الصخري وضد الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتم التصرف مع أي كان بالشكل المعمول به حاليا في هذه الفترة”.
وأشار، إلى أنه “يجب أن نقول بكل وضوح بأن هذه المرحلة هي أكثر المراحل تضييقا للحريات، سياسيا وإعلاميا واقتصاديا ومجتمعيا، وأن هذا التضييق الذي تجاوز الحدود لا يدل على قوة السلطة الحاكمة ولكن على ضعفها، وأن البلد سيضعف معهم بتصرفاتهم هذه، وأن قمع الحريات مهما اشتدت ومهما كان ضحاياه لن يدوم، وإنما يُسجّل بأسوء الذكريات باسم أصحابه عند الله وفي التاريخ، المستبدين منهم والمناضلين والساكتين”.
تعليقات الزوار ( 0 )