أثار مقتل سائحة فرنسية في عقدها السابع، أمس السبت في مدينة تيزنيت وإصابة سائحة بلجيكية في اليوم نفسه بجروح في مدينة أكادير على يد الجاني نفسه، الكثير من الجدل في المدينتين وصل صداه إلى وسائل التواصل الاجتماعي.
وعمّت حالة من الاستنكار للجريمة الموصوفة بـ”الشنيعة” والتي جرى اقترافها أمام مرأى ومسمع من المواطنين، في السوق البلدي لتزنيت، حيث استل الجاني سلاحاً أبيضاً وهمّ بتعريض السائحة الفرنسية لضربات قاتلة قبل أن يلوذ بالفرار.
وذكرت مصادر أمنية أن الجاني بعد اقترافه للجريمة الأولى والتي جرى الإطلاع عليها عبر كاميرات المراقبة في محيط الجريمة وتم التعرف على هويته عن طريقها، توجّه نحو الشريط الساحلي لأكادير حيث هم بارتكاب اعتداءات داخل مقهى بشكل عشوائي ما أدى إلى إصابة سائحة بلجيكية جرى نقلها على وجه السرعة صوب المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية، قبل أن يتم اعتقاله.
وممّا أجج غضب الساكنة، وفق متابعون للقضية، أن الجاني الموقوف البالغ من العمر 31 سنة، سبق إيداعه بجناح الأمراض العقلية بمستشفى الحسن الأول بتزنيت، لمدة شهر ابتداءا من تاريخ 25 شتنبر إلى غاية 25 أكتوبر 2021، وذلك بموجب أمر تسخير صادر عن السلطة المحلية.
وخلّفت هذه المعلومة ردود فعل غاضبة، إذ اعتبر البعض أن فصول جرائم القتل تبدأ من السماح لمختلين عقلياً بالتجول وسط العامة، وهو ما يمثّل قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي وقت ودون سابق إنذار كما هو الشأن بالنسبة لجريمتي أمس.
ورغم أن بلاغ المديرية العامة للأمن الوطني أكد أن النيابة العامة المختصة أمرت بفتح بحث قضائي للكشف عن الملابسات والدوافع والخلفيات الحقيقية التي كانت وراء ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية، إلا أن مراقبون يجزمون على أن المختلون عقلياً يمكن أن يرتكبوا جرائم مماثلة دون أي سبب من قبيل السرقة، كما روّج آخرون بُعيد ارتكاب الجريمة الأولى.
ومنذ سنوات، تستمر ساكنة مدينة تزنيت وفعاليات المجتمع المدني في إطلاق نداءاتها من أجل وقف “تصدير” المختلين عقلياً والمهاجرين من مدن أخرى صوب تزنيت، إذ راسلوا في أكثر من مرة الجهات المعنية بشأن تحول شوارع المدينة إلى مرتع للمتشردين وتعرّض مواطنين لاعتداءات متكررة وفق ما نقلته مواقع محلية.
وكانت مواقع إخبارية محلية نشرت سنة 2019، صورا وأشرطة فيديو تظهر تجوّل العشرات من المتشردين والمهاجرين والمرضى النفسيين في شوارع مدينة تزنيت وتهجّم بعضهم على المواطنين.
وأكدوا أن هؤلاء جرى نقلهم عبر حافلات من المدن المجاورة إلى جانب استقدام المهاجرين السريين من مدن الشمال الراغبين في تنفيذ عمليات للهجرة السرية، خاصة منهم المتحدّرين من أفريقيا جنوب الصحراء.
وأحيت جريمة تزنيت الدعوات إلى إحداث مراكز خاصة بهذه الفئة، والاعتناء بها والعمل على علاج المرضى النفسيين قبل السماح لهم بالتجول في شوارع المدن المغربية تجنباً لتكرار مثل هذه الجرائم التي تضرّ بشعور المواطنين بالأمن، كما تضرّ بالسياحة الداخلية والخارجية. وفق متابعون.
تعليقات الزوار ( 0 )