بعد فترة من اعتقال “شبرطو”.. أتباع البوليساريو يعودون لتهديد الجالية بـ”القتل”

عاد أتباع جبهة البوليساريو الانفصالية المقيمون في عدد من الدول الأوروبية إلى تهديد أفراد الجالية المغربية بالتصفية الجسدية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل الفوري، وذلك بعد أسابيع قليلة من توقيف الشرطة الإسبانية لـ”فيصل شبرطو” أحد الانفصاليين الذين كانوا يحرضون على ارتكاب أعمال إرهابية في حق المغاربة.

ويتلقى عدد من أفراد الجالية المغربية المقيمة بفرنسا، منذ فترة سيلاً من التهديدات من قبل الانفصاليين المتواجدين بالدولة الأوروبية نفسها، قبل أن يبلغ التحريض ضدهم أوجه في الفترة الأخيرة، بعد التطورات التي شهدها ملف الصحراء في الفترة الأخيرة، من بينها عملية الفجر التي نفذتها طائرة بدون طيار مغربية، والتي راح ضحيتها القيادي في الجبهة الداه البندير.

وفي سياق الاعتداءات التي يقوم بها مجموعة من أتباع الجبهة الانفصالية، تعرضت سميرة بولنوار، رئيس الحركة من أجل التواصل والتربية على المواطنة، وهي السيدة التي اعدى عليها موالو البوليساريو خلال وقفة باريس الداعمة لمغربية الصحراء، أواخر السنة الماضية، لسيل من التهديدات بالتصفية الجسدية والسب والقذف.

واطلعت جريدة “بناصا”، على عدد من التسجيلات الصوتية التي تضمّ سبّاً وقذفاً لبولنوار، وتهديداً لها بالتصفية الجسدية، من قبل مجموعة من المنتمين إلى جبهة البوليساريو الانفصالية القاطنين بفرنسا، وهو ما دفع المعنية إلى التوجهة للقضاء من أجل رفع دعوى ضدّ ما تتعرض له من طرف الانفصاليين الموالين لجماعة الرابوني.

وقالت إحدى الانفصاليات في تسجيل صوتيّ موجه لبولنوار، بعدما أخبرتهم أنها تعتزم التوجه إلى الأمن الفرنسي ضد ما تتعرض له من تهديدات: “اذهبي إلى الشرطة أو الدرك، نحن لا نعترفه بها، وشرطتنا التي نؤمن بها في يدنا”، قبل أن تردف في تهديد صريح بالتصفية الجسدية: “شرطتنا هي ضربة مباشرة تكونين واقفة وفجأة تجدين نفسك في القبر”.

وشددت الانفصالية التي هدّدت بولنوار على أن هذا الأمر، هو “الشرطة الوحيدة لنا ولا غيرها”، متابعةً: “أعرف جيداً عنوانك وأين تقطنين بالضبط، وسترين ذلك”، قبل أن تواصل أخرى على نفس المنوال: “نحن لا نعترف بالشرطة، والشرطة الفرنسية لن تنفعك، خذي تسجيلاتنا الصوتية واذهبي إليها بهم”، حسبها.

وأكدت بولنوار، في تصريح لجريدة “بناصا”، أنها سبق وتلقت العديد من التهديدات من قبل انفصاليي البوليساريو، “خصوصا بعد حادثة باريس، التي أعقبتها العديد من التهديدات، التي قلت في البداية إنها مجرد كلام فارغ، لكن مؤخراً، بعدما تحول الأمر إلى درجة أنهم قالوا إنهم يعرفون أين أقطن، وعنواني بالضبط، فالأمر تحول الآن إلى تهديد مباشرٍ بالقتل”.

وسبق للعديد من أتباع البوليساريو أن هدّدوا المغاربة المقيمين بالخارج، خصوصاً أولئك النشطين الذين يدافعون عن الصحراء المغربية، سواء على منصات التواصل الاجتماعي أو عبر الوقفات التضامنية، حيث وصل الأمر إلى تحريض مجموعة منهم على ارتكاب أفعال إرهابية ضد الأشخاص المنحدرين من المملكة، الذين يقيمون في بلدان القارّة العجوز.

يشار إلى أن الشرطة الإسبانية، سبق واعتقلت المدعو “فيصل البهلول” الملقب بـ”فيصل شبرطو”، الذي كان يحرض على ارتكاب أفعال إجرامية وإرهابية ضد المغاربة في الجارة الشمالية، في سياق متسم بدعوات من قبل شريحة واسعة من النشطاء بالقارة العجوز، إلى توقيف كلّ الأشخاص المتورطين في التحريض على المس بالسلامة الجسدية للأشخاص وارتكاتب أعمال عدوانية.