شارك المقال
  • تم النسخ

بعد فتح قنصليتها.. توجّس في صُفوف “البِيجيديين” من الدّور الإماراتي في العيون

أثارت تحرّكات الإمارات العربيّة المتّحدة بافتتاح سفيرها بالمغرب العصري سعيد أحمد الظاهري، قنصلية عامة بمدينة العيون، (الأربعاء) الماضي، حالة من التوجّس لدى بعض أعضاء حزب العدالة والتنمية، من خلال بعض التدوينات على شبكات التواصل الاجتماعي اعتبرها بعض المتابعين للشأن السياسي بـ “الصادمة” و”غير المفهومة”.

ويَخشى “البيجيديون” مُحاولة الإمارات العربيّة المتحدة من التّدخّل في شؤون الحزب أو محاولة بسط نفوذها لتحويل مسارات الحزب بالنظر إلى العداء الذي تُكِّنهُ الإمارات لجماعة الإخوان المسلمين.

وتزامن افتتاح دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، في سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى دول الخليج، قنصليتها العامة بالأقاليم الجنوبية للمملكة بحضور وفد رفيع المستوى، مع تدوينات عدد من نشطاء حزب العدالة والتنمية، حيث كتب البرلماني ابراهيم الضعيف الذي ينتمي إلى حزب ” المصباح” تدوينة جاء فيها “الإمارت تدخل العيون: الله يخرج العاقبة على خير، رسميا تم افتتاح قنصلية عامة للإمارات العربية المتحدة بالعيون”، وبعد تلقيه وابل من التعليقات التي تَعيبُ عليه لغة “تقطار الشمع” قام البرلماني بحذف التدوينة واستبدالها بأخرى.

وفي هذا السّياق، قال الباحث والمحلّل السياسي، محمد شقير، في حديث مع جريدة “بناصا”، إنّه من الطبيعي أن يتوجّس حزب العدالة والتنمية من هذا الوضع الذي قد يسمح لولي عهد الإمارات بممارسة ضغوط لمحاصرة هذا الحزب الذي يُنظر إليه كامتداد لحركة الإخوان بالمغرب.

وأوضح المُحلّل السياسي، أنّ قيادة حزب العدالة والتنمية يتذَّكر إقالة العثماني كوزير للخارجية في حكومة عبد الإله بنكيران بعد استقباله لأحد ممثلي هذا التيار بالعاصمة الكويت، مردفا، أنّ هذا الموقف لم يمنع رئيس الحكومة العثماني إلى التنويه بقرار الإمارات فتح قنصلية بالعيون الذي اعتبرها اعترافا قانونيا وسياسيا بحق المغرب التاريخي في الصحراء.

وسجّل محمد شقير، أنّ العداء السياسي معروف لنظام أبو ظبي لحركة الإخوان المسلمين ومحاربته لهذا التيار في كل من مصر وتونس، ولم يكن ينظر بعين الرضى لترؤس حزب العدالة والتنمية للحكومة بالمغرب.

وأضاف، أنّ الإمارات العربيّة المتحدة مارست عدة ضغوط لإبعاد رئيس الحكومة السابق، عبد الإله بنكيران، من الحكومة، الشيء الذي يُعتبر من طرف أعلى سلطة بالبلاد مساً بسيادة المغرب، وكان هذا من بين أسباب الخلاف بين البلدين إلى جانب الانسحاب من اليمن ودعم قطر.

وأشار الباحث والمحلل السياسي، إلى أنّ العوامل الآنف ذكرها، أدّت إلى توتر العلاقات الثنائية بين البلدين، وصلت إلى حد استدعاء سفيري الدولتين للتشاور قبل أن يتم استئناف العلاقات الدبلوماسية، حيث يأتي قرار الإمارات بفتح قنصلية لها بمدينة العيون ضمن هذا السياق، سيّما بعد مكالمة هاتفية بين عاهلي المملكتين اللذان تجمعهما علاقات زمالة وصداقة وثيقة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي