تعول السلطات المغربية على تشجيع السياح الأجانب على زيارة البلاد، من أجل منح دفعة جديدة للقطاع، وإنعاش الاقتصاد الوطني الذي بدأ يتعافى بشكل تدريجي من تداعيات فيروس كورونا السمتجد، وذلك بعد أن قررت استئناف الرحلات الجوية الإثنين الماضي، لتعود طائرات المسافرين إلى دخول الأجواء المغربية بعد حوالي ثلاثة أشهر من الإغلاق.
وقالت مجلة “أتالايار” تحت عنوان: “المغرب يسعى إلى جذب السياح الإسبان مرة أخرى”، إن المكتب الوطني للطائرات “ONMT”، أعلن سعيه لضمان الترويج للمغرب كوجهة سياحية في أكثر من 100 موقع في أوروبا وأمريكا الجنوبية، تنطلق منه الطائرات صوب المملكة، وهو ما يعني زيادة الخطوط الرابطة بين العالم، ومدن الدار البيضاء ومراكش وطنجة.
وأضافت أن أيبيريا، شهدت انتعاشا بنسبة 100 في المائة، في قدرتها على خط مدريد – طنجة، وتحسنا بنسبة 76 في المائة، بالنسبة لخط مدريد مراكش، بإجمالي تسع رحلات في الأسبوع، متابعةً أن الربط الجوي بين الوجهات الأوروبية والأمريكية الجنوبية، يعد مهما للغاية، من أجل الوصول إلى معدلات ما قبل الجائحة.
واعتبر عادل الفقير، المدير العام للمكتب الوطني للسياحة، أن الشركاء الإسبان، ضروريين، من أجل “تفعيل التعافي الذي طال انتظاره على جانبي المتوسط، كما أن الحكومة، وفق المجلة الإسبانية نفسها، تركز على ضمان القدرات الجوية للشركات الرئيسية من أجل بدء الانتعاش السريع للقطاع السياحي في المغرب.
وأبرزت أن المغرب كان قد أعلن عن إغلاق حدوده، شهر نوفمبر الماضي، بسبب ظهور متحور أوميكرون، وفسح المجال لبعض شركات الطيران، مثل العربية والخطوط الجوية المغربية، لتحديد رحلات خاصة بين المغرب ودول أوروبية أخرى، من أجل إعادة جميع المحاصرين على الأراضي المغربية، كما أن إسبانيا قامت باستئجار طائرات خاصة لإعادة العالقين.
وذكرت أن هذا الوضع، تسبب في فقدان الثقة من جانب شركات الطيران الدولية والسياح بشكل عام، متابعةً أن المكتب الوطني للمطارات، ومن أجل استعادة هذه الثقة المفقودة، قام بإطلاق خطة خاصة للترحيب بالمسافرين من أجل دخول المغرب ومغادرته في أفضل الظروف الممكنة، مع ما يتضمنه ذلك من ظروف صحية مناسبة.
“راين إير”، أهم شركة طيران منخفضة التكلفة في أوروبا، والتي كانت قد أوقفت نشاطها في المغرب، عادت لتؤكد مرة أخرى أنها ستحافظ على جميع خطوطها الجوية مع البلد المغاربي، كما أوضحت أنها تعتزم تحقيق زيادة، في الصيف المقبل، بين أبريل وأكتوبر، بنسبة 50 في المائة، عن السعة التي تم تحقيقها قبل انتشار فيروس كورونا.
واسترسلت المجلة، أن انقطاع الأنشطة السياحية أثر على العديد من المهنيين، وهو السبب الذي دفع بعضهم إلى طلب المساعدة الدولية من أجل تحقيق التعافي، حيث أكدت رقية العلوي، رئيسة المجلس الجهوي للسياحة لجهة طنجة تطوان الحسيمة، أن خسائر القطاع تقدر بمليارات الدراهم، وفق ما أوردته “أتالايار”.
العلوي شددت على أن الهدف الرئيسي في الوقت الراهن، هو إنقاذ القطاع السياحي من الانهيار من خلال اتخاذ إجراءات دعم قوية، وهو الأمر الدفع وزارة السياحة، التي ترأسها فاطمة الزهراء عمور، إلى اعتماد مخطط استعجالي يستند إلى ثلاثة إجراءات، الأول هو تمديد دفع التعويضات لغاية نهاية الربع الأول من السنة الجديدة.
أما الإجراء الثاني، فيتعلق بتأجيل التحصيل المستحق الضريبي، فيما يهم الإجراء الأخير، تأجيل استحقاقات البنوك لمدة سنة واحدة، على أن يستفيد من هذه الإجراءات، وفق الحكومة المغربية، أصحاب الفنادق وشركات النقل، منبهةً إلى أن هذه الخطوات، اعتبرها العديد من رجال الأعمال غير كافية، إلا أنهم أكدوا، أن فتح الحدود، من شأنه أن يساهم في تعافي القطاع بسرعة.
تعليقات الزوار ( 0 )