قبل ثلاثة أيام على إتمام سنة كاملةً على إعلان تأسيسها، خرجت حركة صحراويون من أجل السلام، التي تقدم نفسها كبديل سياسي لجبهة البوليساريو الانفصالية، تُمثل الصحراويين، عن صمتها الطويل، وتهربها المستمرّ من إبداء موقف واضح بشأن مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب بالأمم المتحدة سنة 2007، لإنهاء النزاع المفتعل في الصحراء المغربية.
وكشفت الحركة، على لسان سكرتيرها الأول، الحاج أحمد باركيلا، أن مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، يمكن اعتباره منطلقاً لإنهاء النزاع دون أن يكون المحطة الأخيرة، وهو ما يعني أن الحركة الجديدة، التي ظلّت لسنة كاملة تتفادى الخوض في حوارات زعيمها، ومسؤوليها، في الموقف من مقترح المملكة، لا توافق على الأخير، وترى بأنه ليس كافياً لحل الأزمة.
وقال الحاج أحمد باركيلا، السكرتير الأول لحركة صحراويون من أجل السلام، في مقال له، نشر على موقع “TRIBUNA LIBRE” الإسباني، إن الـMSP، تعتبر “أن الاقتراح المغربي بشأن الحكم الذاتي، مع الضمانات الواجبة، يمكن أن يشكل نقطة انطلاق، وليس المحطة الأخيرة، للانتقال نحو نموذج التعايش الضروري بين الصحراويين والمغاربة”.
وجدد باركيلا انتقاده لجبهة البوليساريو، معتبراً أن غياب نضج القادة الشباب، خلال مرحلة تأسيسها لمواجهة الاحتلال الإسباني، جعلها تسقط في أحضان الحلفاء المحليين للمعكسر السوفيتي، بدايةً بمعمر القذافي، وبعدها الجزائر، مشدداً على أنها تعرضت لـ”أخطاء إستراتيجية هائلة، بما في ذلك رهانها المؤسف والحمق على الخاسرين في الحرب الباردة في شمال إفريقيا”.
وتطرّق الحاج أحمد، في مقاله، لمسار تأسيس حركة صحراويون من أجل السلام، الذي انطلق رسمياً في الـ 22 من أبريل سنة 2020، معتبراً بأنها كانت “أول قوة سياسية حقيقية ومستقلة وديمقراطية داخل المجتمع الصحراوي”، ومنبهاً إلى أن حضور “الرئيس السابق للحكومة الإسبانية، خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو، كضيف شرف للحدث”، أعطى الأخير “بعدا دولياً، على حدّ تعبيره.
وأشار السكرتير الأول للحركة إلى أنه تقرر بعد “عملية تفكير وإعادة تقييم شاملة”، فتح مسار جديد “معارض للمسار المسلح ولصالح حل وسط، انطلاقاً من الاقتناع بأن هذا المسار ربما يكون الخيار الوحيد القابل للتطبيق”، للحصول على حل لمعاناة الصحراويين الذين يعيشون ظروفاً قاسيمة في مخيمات تندوف بالجزائر.
وبالرغم من أن الأقاليم الجنوبية للمغرب، تعيش وضعاً طبيعياً، إلا أن باركيلاَ، اعتبر أن هذا الاستقرار “لا يزال هشا ومعرضاً لخطر دائم، خاصة بعد إعلان البوليساريو خرق وقف إطلاق النار في نوفمبر الماضي، والمناوشات المتفرقة شرق الجدار الأمني، والتي كان آخرها، مقتل قيادة عسكرية تابعة للجبهة بعد هجوم بطائرة مغربية مسيرة عن بعد”.
وأوضح أن حركة صحراويون من أجل السلام، اقترحت “اتخاذ خطوة إلى الأمام عبر نهج مختلف، معتدل وعقلاني، من أجل الذهاب إلى مناطق غير مكتشفة لإيجاد حل وسط، واتفاق لا يوجد فيه خاسرون ولا رابحون”، مشدداً على أن الأولوية هي إنقاذ ما أسماه بـ”شعبنا لإنهاء رحلتهم التي لا نهاية لها ولا توصل لأي مكان”.
جدير بالذكر أن “حركة صحراويون من أجل السلام”، تعيش منذ أزيد من شهر، على وقع أزمة داخلية حادة، خرجت للعلن بعدما قرّر السكرتير الأول الحاج أحمد، طرد رئيس لجنة الإعلام والتواصل وعدداً من الأعضاء من المائة المؤسسة، بسبب اعتراضهم على خطواته التي اعتبروها خارجة عن قانون الحركة، متّهماً بعضهم بالعمالة للمغرب.
تعليقات الزوار ( 0 )