بعد صمت طويل.. موقف سانشيز من نزاع الصحراء يثير سخط البوليساريو

بعد صمت طويل، وتهرّب واضح من الإفصاح عن موقف إسبانيا من نزاع الصحراء المغربية، قال بيدرو سانشيز، رئيس حكومة مدريد، إن الأمر يبقى حصراً لدى الأمم المتحدة، من أجل “التوصل إلى حلّ عادل ودائم ومقبول للطرفين”.

وأثار تجنب سانشيز، ذكر مصطلح “تقرير الشعب الصحراوي في مصيره”، سخط عارماً في صفوف نشطاء جبهة البوليساريو الانفصالية، الذين اعتبروا موقف الحكومة الإسبانية، تراجعاً، على المواقف التي سبق وعبّر عنها في أكثر من مناسبة، منذ انتخابه على رأس السلطة التنفيذية في مدريد.

وقالت تقارير صحفية إسبانية، إن سانشيز، أكد، في مداخلته خلال مشاركته في افتتاح جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنه من الضروري، التوصل، في الأمم المتحدة، إلى “حل عادل ودائم ومقبول للطرفين بشأن الصحراء”، مدافعاً عن مركزية الأمم المتحدة، ودون أن يذكر حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.

وأضافت أن سانشيز، أشار إلى أن “استقبال رئيس جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، لأسباب إنسانية، من أجل علاجه من فيروس كورونا، الذي تسبب في صراع دبلوماسي مع المغرب، إلى جانب التداعيات القضائية المستمرة، ليس سبباً للامتنان، لكن المقصود هو أن تشارك بلادنا في إيجاد حلّ للصراع في الصحراء”.

وأوضحت أنه للسنة الرابعة على التوالي، شارك بيدرو سانشيز في افتتاح الجلسات الأممية، وأشار بإيجاز إلى قضية الصحراء، الذي كانت تحتله إسبانيا في السابق، مشدداً على أن الصراع استمر لأكثر من 45 سنة.

وذكرت التقارير، أن سانشيز، أيد في مداخلته الأولى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في شتنبر 2018، “حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره”، في إطار الأحكام وفقا لمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، بالإضافة إلى دعم “حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين”.

غير أن سانشيز، في افتتاح دورتي الجمعية العامة لـ 2019، و2021، لم يعد يشير في مداخلاته إلى “حق تقرير المصير للشعب الصحراوي”، واكتفى بـ”الدفاع عن مركزية الأمم المتحدة في الوصول إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين، في إطار ميثاق الأمم المتحدة”، حسب تعبيره.

يشار إلى أن قبول إسبانيا استضافة زعيم جبهة البوليساريو، في أبريل الماضي، من أجل الاستشفاء، جعل العديد من مسؤولي “جماعة الرابوني”، وأتباعها، يعتقدون أن حكومة مدريد قد قرّرت الاصطفاف بشكل كليّ ضد المغرب في النزاع، قبل أن يسارع بيدرو سانشيز لتخفيف حدة التوتر مع المملكة، ومعالجة كافة المشاكل العالقة بينهما.