رغم أن العلاقات بين المغرب وإسبانيا تشهد، في الآونة الأخيرة، مرحلة جديدة من التعاون والشراكة، خاصة بعد اعتراف الأخيرة بمغربية الصحراء، إلا أن تخوف الجارة الشمالية يزداد من مطالبة المغرب “الوشيكة” باسترجاع ثغوره المحتلة، عسكرياً إن اقتضى الأمر.
وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة “El Debate” الإسبانية، في تقرير لها، يومه (الأحد)، أن الدعم الصريح للولايات المتحدة وإسرائيل قد دفع المغرب إلى تسريع عملية تحديث جيشه، ولهذا السبب يتغير التوازن الجغرافي الاستراتيجي في المنطقة شيئًا فشيئًا.
ومنحت الولايات المتحدة الرباط حق الحصول على أسلحة حساسة، نظير الطائرات بدون طيار من نوع MQ-9b Sea Guardian أو بطاريات صواريخ “هيمارس”، كما حصلت القوات المسلحة المغربية على قاذفة صواريخ PULS (نظام إطلاق دقيق وعالمي) إسرائيلية الصنع، ما يجعل العواصم الرئيسية لجنوب إسبانيا في متناول يد المغرب.
وفي عرض تقديمي لتقرير تحت عنوان “دور سبتة و مليلية في جدول الأعمال العالمي”، الذي قدمه في العاصمة مدريد، قبل أسابيع، خبراء عسكريون، أعدته “مؤسسة الفكر الأوروبية” يوروبا سيودادانا، تضمن مداخلة الأدميرال خوان رودريغيز جارات، والفريق فرانسيسكو جان بامبولس، خلص إلى أن الإستراتيجية المغربية قائمة على “استغلال سبتة ومليلية والعلاقات الدبلوماسية مع إسبانيا لتحقيق مصالحهما”.
وقال التقرير، إن الرباط لن تتوقف عن مساعيها لـ”زرع الشكوك حول مدينتي سبتة ومليلية”، وبالتالي، لا يمكن استنتاج أن مدينتي سبتة ومليلية ستتمتعان براحة البال في المستقبل، لأن الضرورة الإستراتيجية للمغرب، والتي تتعارض اليوم مع استقلال الصحراء الغربية، تصطدم باسترجاع سبتة ومليلية”.
ووفقا للتقرير ذاته، فإن الأمثلة على ذلك الاستنتاج الأخير ليست غائبة في الآونة الأخيرة، حيث يقوم المغرب بزيادة الضغط على إسبانيا بشأن مطالبه الإقليمية، وقبل عام، في يوليو 2022، طالب الملك محمد السادس بتسليم سبتة ومليلية، معربا عن استعداد المغرب للحوار مع إسبانيا حول جميع “قضايا التقاضي”.
وأضافت المصادر ذاتها، أن الملك محمد السادس، ومن أجل تحقيق هذا الهدف، “اختار اتباع طريق العقل الواضح واعتمد مسارًا سلميًا وحضاريًا، وحث على إنشاء خلية تفكير مغربية -إسبانية مشتركة لإيجاد حل لمشكلة هذه المناطق المحتلة.
وفي السابق، في شتنبر 2022، أكد المغرب، في رسالة موجهة إلى مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، أن بلاده “ليس لها حدود برية مع إسبانيا” وأن مدينة مليلية “لا تزال سجنًا محتلاً”، وبالتالي “لن يكون ذلك ممكنًا للحديث عن الحدود، ولكن عن نقاط الوصول البسيطة”.
وأوضح الأدميرال جارات أنه “لا يمكن للمغرب أن يدخل سبتة ومليلية بالدم والنار”، وذلك على الرغم من عملية إعادة التسلح القوية التي يطورها المغرب بدعم من الولايات المتحدة وإسرائيل، وقال الأدميرال والأستاذ في الكلية الحربية البحرية: “يمكن لروسيا أن تنقلب ضد المجتمع الدولي بأسره تقريبًا لأن لها حق النقض في مجلس الأمن الدولي و6000 رأس نووي”.
وأشار الخبراء العسكريون، إلى أن الحالة المغربية مختلفة، حيث إن العدوان العسكري من قبل المغرب للاستيلاء على سبتة ومليلية مستبعد عمليا في السياق الحالي لأن المجتمع الدولي لا يتسامح مع الحروب العدوانية، كما شوهد مع أوكرانيا، وبما أن إسبانيا ستحصل على دعم الناتو في دفاعها.
تعليقات الزوار ( 0 )