بعد شهور من التوتر الذي عرفته العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا، عقب قبول الأخيرة استقبال زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، للاستشفاء بأحد مستشفياتها، بشكل سريّ وبهوية مزورة، جمعت السياحة بين مسؤولي الجارتين مرة أخرى، بعدما التقى وزيراً القطاع في حكومتي مدريد والرباط، بعاصمة المملكة الإيبيرية.
وكشفت مجلة “أتالايار”، أن السياحة، جمعت بين إسبانيا والمغرب، حيث التقى الطرفان في حفل عشاء نظمه المغرب بالعاصمة مدريد، بمناسبة الجمعية العامة لمنظمة السياح العالمية، وهو اجتماع كان من المقرر عقده في مراكش، غير أن الإجراءات الاحترازية التي فرضتها الرباط، للتصدي لجائحة كورونا، تسببت في نقله إلى الجارة الشمالية.
وأوضحت أن وزيرة السياحة الإسبانية رييس ماروتو، ونظيرتها المغربية فاطمة الزهراء عمور، لم يترددا في الوقوف معاً عندما طلبت منهما مجلة “أتالايار” القيام بذلك، حين كانا جالسين على مائدتيهما، قبل أن يجروا محادثة قصيرة، أكدوا من خلالها أن هذه الفرصة التي تتيحها السياحة، قد تم استغلالها للتقريب بين البلدين قليلاً.
وكانت الوزيرة المغربية، في كلمتها على العشاء، قد شركت بالفعل مدريد على ضيافتها وأوصت الجميع بمعرفة الأأماكن الرائعة التي يقدمها المغرب للسياجة بجميع أنواعها، بشرط أن تسمح ظروف تفشي فيروس كورونا، والإجراءات الوقائية بذلك، وفق ما أوردته المجلة الإسبانية التي كانت حاضرة خلال المناسبة.
ونقلت المجلة، عن عمور، قولها، إن نظيرتها الإسبانية، لم تتردد في قبول طلب نقل الاجتماع إليها، معتبرةً أن هذا الحدث يمثل تقارباً بين الحكومتين، يمكن أن يسهم في حل الأزمة السياسية بين البلدين الجارين اللذين هما ف أمس الحاجة إلى بعضهما البعض.
وذكرت “أتالايار”، أن هذا التقارب الجديد، يشهد على حماس ورغبة المملكتين في التعاون والدبلوماسية، على الرغم من أن الأمر لا يعني التغلب نهائيا على الأزمو، إلا أن المغرب وإسبانيا، يعلمان أن لديهما الكثير من الأمور المشتركة في علاقات الجوار، وأن الاختلافات لا تزال طفيفة.
واعتبرت أن زيارة الوزيرة المغربية لمدريد، رغم إغلاق الرباط لمجالها الجوي لمدة أسبوعين، “لفتة مهمة”، تعني وفق المصدر، أن كلا من المملكتين، يعتزمان مواصلة التعاون وإقامة علاقات دبلوماسية تمهد الطريق للخروج من الأزمة.
وأوردت أن عمور، شكرت الوفود الإسبانية على ضيافتهم، ووصفت السياحة بأنها فرصة ثرية للغاية للتقارب والتعاون، كما رحبت الوزيرة الإسبانية بهذا الانفتاح المغربي، مشددةً في السياق ذاته، على أهمية محاولة بذل جهد لتحقيق المساواة بين الجنسين في قطاع السياحة، وتحقيق “قطاع أكثر شمولاً وعدلأً ومساواة”.
ونبهت إلى أن المغرب وإسبانيا، يقتربان من طي صفحة الخلاف، وهو ما يتضح جليا، حسبها، بشكل متزايد، في ضوء الخطوات الأخيرة التي اتخذتها المملكتان لإقامة علاقة دبلوماسية متينة ودائمة، بالإضافة إلى تعاونهم المهم في مكافحة الإرهاب، إضافة إلى السياح، التي باتت تفرض نفسها كبوابة لبناء شراكة مثمرة بين البلدين.
وأكدت أن البلدين يرغبان في مواصلة العمل معاً، وإثراء نفسيهما بدبلوماسية جذابة وغنية مثل السياحة، متابعة أنه رغم الأزمة، يواصل المغرب وإسبانيا السير على نفس المسار، هذه المرة بتشجيع من قطاع السياحة، وهو قطاع يحاول تقوية نفسه بعد صدمة جائحة كورونا.
تعليقات الزوار ( 0 )